لندن (عربي times)
قال أندرس راسموسن الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، إن دولًا من الحلف على استعداد لنشر قوات على الأرض في أوكرانيا إذا لم تقدم الدول الأعضاء بما في ذلك الولايات المتحدة ضمانات أمنية ملموسة لكييف في قمة الحلفاء في “فيلنيوس”.
وسيستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين المقبل، الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، لإجراء محادثات في البيت الأبيض، قبل شهر من موعد قمة للتكتل الدفاعي ستبحث خصوصًا ملف أوكرانيا، وفق ما أفادت به المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارين جان بيار.
وكان راسموسن يعمل مستشارًا رسميًّا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بهدف تعزيز مكانة أوكرانيا ضمن منظومة أمنية أوروبية مستقبلية.
وتولى راسموسن، القيام بجولة في أوروبا وواشنطن لتحديد الاتجاهات المختلفة المتعلقة بانضمام أوكرانيا لحلف “الناتو” قبل بدء القمة الحاسمة المقرر عقدها في 11 يوليو/تموز المقبل.
وحذر من أنه حتى لو قدمت مجموعة من الدول ضمانات أمنية لأوكرانيا، فلن تسمح دول أخرى بإبقاء قضية عضوية أوكرانيا المستقبلية في “الناتو” خارج جدول أعمال “فيلنيوس”.
وأكد أن قضية الضمانات الأمنية ستكون على جدول أعمال قمة “فيلنيوس”، لكنه أضاف أن “الناتو” – بموجب المادة 5 من معاهدة واشنطن – قدم فقط ضمانات أمنية كاملة للدول الأعضاء مكتملي العضوية في الحلف.
وكانت السفيرة الأمريكية لدى “الناتو” جوليان سميث قد قالت: “نبحث في مجموعة من الخيارات للإشارة إلى أن أوكرانيا تتقدم في علاقتها مع الناتو”.
وقال راسموسن: “إذا لم يتمكن الناتو من الاتفاق على تحديد مسار واضح لأوكرانيا، فهناك احتمال أن تتخذ بعض الدول إجراءات فردية”.
وأردف: “نحن نعلم أن بولندا تعمل على تقديم مساعدات كبيرة وملموسة لأوكرانيا. ولن أستبعد احتمال أن تشارك بولندا على نحوٍ أقوى في هذا السياق على أساس وطني وأن تتبعها دول البلطيق ضمن هذا التوجه، ربما بما في ذلك احتمال انتشار قوات عسكرية على الأراضي الأوكرانية”.
وأكمل حديثه قائلًا: “أعتقد أن البولنديين سيفكرون بجدية في المشاركة بهذا الحوار وتشكيل تحالف الدول الراغبة في دعم أوكرانيا إذا لم تحصل على أي شيء في قمة فيلنيوس. ولا ينبغي أن نقلل من الآراء البولندية، فهم يشعرون أن أوروبا الغربية لم تستمع لفترة طويلة لتحذيراتهم من الوجه الحقيقي للعقلية الروسية”.
وقال إن اقتراحه اللافت للنظر بأن بعض الدول قد تعتبر أن المخاطر مرتفعة لنشر قواتها الخاصة على الأراضي الأوكرانية، ويمكن أن يُنظر إليه على أنه تحذير للدول الأخرى من أن المخاطر، بما في ذلك تهديد وحدة الناتو، لا تأتي فقط إذا تم توفير مسار سريع لانضمام أوكرانيا لحلف الناتو، أو توفير ضمانات أمنية قوية لها. وتأتي ألمانيا على قائمة هذه الدول والتي دائمًا ما تحذر من المبالغة في ذلك خشية أن يؤدي ذلك إلى استفزاز روسيا.
وشدد راسموسن على أنه من الضروري أن تتلقى أوكرانيا ضمانات أمنية مكتوبة، ويفضل أن يكون ذلك قبل عقد القمة المرتقبة، ولكن خارج إطار حلف الناتو. ويجب أن يشمل ذلك تبادل المعلومات الاستخبارية والتدريب المشترك بأوكرانيا، وتحسين إنتاج الذخيرة، وقابلية قيام الناتو بأدوار تبادلية، وتوريد أسلحة كافية لردع روسيا عن شن هجوم آخر.
واستطرد قائلًا: “بعد بداية بطيئة، بدأ زخم دعم هذه الأفكار بالارتفاع الآن”، بما في ذلك التأييد الفرنسي. بعض حلفاء الناتو قد يؤيدون تقديم الضمانات الأمنية لتجنب نقاش حقيقي حول تطلعات عضوية أوكرانيا. إنهم يأملون أنه من خلال توفير ضمانات أمنية، يمكنهم تجنب هذا السؤال. لا أعتقد أن هذا ممكن”.
وتابع: “أعتقد أن قضية منح أوكرانيا العضوية الكاملة لحلف الناتو ستطرح في قمة (فيلنيوس). لقد تحدثت مع العديد من قادة أوروبا الشرقية، وهناك مجموعة من الحلفاء المتشددين من شرق أوروبا الوسطى الذين يريدون على الأقل تحديد مسار واضح لأوكرانيا نحو منحها عضوية الناتو”.
وأشار إلى أن التاريخ أظهر خطورة تواجد أوكرانيا في “غرفة الانتظار” لمنحها بطاقة عضوية الناتو إلى أجل غير مسمى، منوهًا بأنه حتى لو لم يتم تقديم دعوة لأوكرانيا للانضمام إلى الناتو في قمة فيلنيوس، يمكن الإشارة إلى إمكانية تمديد توجيه الدعوة في واشنطن إلى العام المقبل.
وقال إن الطريق لمنحها العضوية الكاملة يجب أن يستبعد وضع شروط مسبقة وفقًا لبنود وشروط عضوية الناتو، وهو أمر لم يُطلب من السويد أو فنلندا سابقًا لاعتمادهما كجزء من عملية ومسار منحهما العضوية.
وختم حديثه بالقول: “أي شيء أقل من ذلك سيكون محبطًا لأوكرانيا”، رافضًا الادعاء أن كييف لا يمكن أن تُعرض عليها عضوية الناتو حتى تنتهي الحرب، قائلًا إن هذا سيوفر لبوتين الفرصة لاستخدام حق النقض.
صحيفة “ذا غارديان”
Comments are closed.