رائد شفيق توفيق (عربي times )
.لاتتفاجأ عزيز القارىء عندما تقرأ العنوان لكن هذا مايحصل الان في اغلب دوائر ووزارات الحكومة ، فقد ارتفعت بورصة التعيين بالواسطة واصبحت الرشاوى متنوعة وحسب الطلب والرغبة ، فانتقلت من مبالغ عينية اوهدايا الى سيارة من نوع حديث تحدده (الواسطة) .
اذ من الطبيعي ان تتخذ الرشاوى والواسطات في العراق اشكالا مختلفة ومتنوعة بسبب غياب القانون والرقابة وتدخل جهات فاعلة في الحكومة والبرلمان في التعيينات ، وبسبب ماعانته وتعانيه شريحة الخريجين في العراق من اهمال واحباط اصبح امر التعيين والوظيفة هاجس كل من يتخرج وكل من يحمل شهادة جامعية ، اذ ان كل هذه الامور تسببت بها الاحزاب المسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد ، والتي بدأت بالمتاجرة ايضا بالتعيين، فكل شيء في العراق تغير حتى الرشاوى فقبل فترة كانت الرشوى قطعة من الملابس او خروف او (دبل طابوق ) اما الان اصبحت سيارات واشياء اخرى .
اول من ابتكر هذه الطريقة هم المقاولون الكبار حيث كانوا يدفعون بها الى بعض ضعاف النفوس من المهندسين لتمشية امور مقاولاتهم ومشاريعهم ثم انتقلت العدوى الى باقي الجهات المسؤولة .
احد طلبة معهد المعلمين ذكر لي ان معاون مدير المعهد الذي كان يدرس فيه قام بتجميع طلبة المعهد ليعملون في بناء بيته (سخرة) مقابل نجاحهم في احدى المواد الدراسية اما الذي لايستطيع العمل فيساهم بدفع مبلغ من المال لشراء مواد انشائية ، وغيرها من الحالات العجيبة الغريبة.
اما الان فانا اعتقد ان هؤلاء المرتشين لايرضون الا بسيارات من نوع خاص جدا.واعتقد ان الفساد في التعيين لايمكن حله الا من خلال تشكيل دائرة خاصة ومستقلة وغير مسيسة ولا حزبية فيها تعنى بشؤون الخريجين وتوفر فرص العمل والوظيفة كل حسب اختصاصه ، او كما يسمى بمجلس الخدمة الاتحادي الذي طال انتظاره ،واصبح كالحلم والخيال يراود عقول الخريجين .
سيارة لقاء التعيين
احمد رضا احد خريجي كلية التربية قسم الرياضيات يقول ان احد اصدقائي طلب منه احد سماسرة التعيين في بغداد سيارة من نوع سايبا مقابل تعيينه في احدى دوائر الحكومة على الملاك الدائم ،بشرط انه لم يأخذ سيارة السايبا الابعد استلام الراتب من الدائرة انفا ، واضاف احمد : انني لو املك سعر سيارة (سايبا ) لقدمته لكي ارتاح واطمأن على رزقي ولا اتكل على التعيين المركزي او القرعة الالكترونية المتلاعب بها اساسا ، التي اصبحت مبهمه بعد اعتراض المقدمين الى وزارة التربية .
محمد نايف خريج الجامعة المستنصرية يقول : (لماذا السايبا لماذا لا تكن سيارة شيري مثل ، معتبرا ان كل مايحصل خدعة) مضفيا :نسمع كل يوم ان تعيينات توجد مقابل رشاوى ولكن لم نر شيئا يذكر فمرة تعيين بـ30 ورقة اي 3000 دولار ومرة باكثر الى ان وصلت الحالة الى التعيين مقابل سيارة (سايبا ) والله اعلم ماذا بعد وكيف ستصبح الامور.
وكان ان اغلب مدراء التسويق في الشركة العامة للسيارات قد اكدوا ان ارتفاعا طرأ على اسعار سيارات السايبا بسبب الطلب المتزايد عليها ؛ ويشار الى ان سعرها الحالي اصبح 8.350 مليون دينار بعد ان كان في السابق 7.250 مليون دينار .
وتنشط مؤوسسات حكومية واخرى تجارية لتسويق السيارات الايرانية والكورية واليابانية والاميركية والاوربية ،غير ان توجه اغلب المواطني الباحثين عن عمل يتمحور نحو سيارة سايبا لرخص ثمنها قياسا بالسيارات الاخرى ولكونها اقتصادية مع توفر ورخص قطع غيارها
Comments are closed.