الرباط (عربي times ) –
لم يكن قرار المغرب مفاجئا باعتذاره عن استضافة القمة العربية في ظل خلافات جوهرية بين الدول الأعضاء حول عدة قضايا، وهو ما يعكس رغبة الرباط في ألا تكون طرفا مساهما في تكريس تلك الخلافات.
وقال مراقبون إن الخطوة المغربية كانت موضوعية وشجاعة، وتهدف إلى تسليط الضوء على غياب أيّ مقاربة عربية موحدة تجاه الأزمات الإقليمية.
وأشار خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، في تصريح صحفي إلى أن الموقف المغربي قام على أسس موضوعية بدل الأسس الشكلية التي تنعقد وفقها الاجتماعات العربية، وهي تعتبر مضيعة للوقت
ويعتقد شيات أن المغرب يتفاعل بشكل جدّي ومسؤول مع أيّ منظومة جماعية جادة وفاعلة على المستوى العربي، والدفع في اتجاه إمكانية وضع منظومات بديلة جهوية أو جزئية إذا استدعى الأمر ذلك كبديل عن الجامعة العربية دون أن يعني هذا أنه فقد ثقته فيها.
وكان بيان للخارجية المغربية أكد الجمعة أن “الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة، نظرا للتحديات التي يواجهها العالم العربي اليوم، فإن القمة العربية لا يمكن أن تشكل غاية في حد ذاتها أو أن تتحول إلى مجرد اجتماع مناسباتي.
وأكد أن توجه المغرب في عدم عقد قمة عربية في هذه الظروف الدقيقة، هو قرار واقعي ويعززه الوضع العربي المنقسم بحدة بين اتجاهين على الأقل يظهر جليا في الحرب في اليمن أو المشكل السوري أو العراقي ولعل ذلك يعكس أيضا تأثير مخرجات الربيع العربي في علاقة الحكومات مع الشعوب العربية التي ملّت من انعدام فعالية الجامعة العربية خاصة في القضية الفلسطينية.
واعتبر لؤي عبدالفتاح، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق في وجدة، في تصريح صحفي أن استقبال المغرب للقمة قد يبدو غير ذي جدوى، لا سيما وأن لا أحد ينتظر أن تتمخض هذه القمة عن أيّ قرارات مفصلية.
وأضاف أن المغرب قد ينظر إلى القمة كنوع من العبء الثقيل الذي لا طائل من ورائه إلا التجسيد العملي للخلافات والتوترات، لافتا إلى أن المملكة المغربية حاولت دائما أن تنأى بنفسها عن روتين القمم العربية السابقة، ثم أن ظروف المنطقة الحالية قد تنشئ ضغوطات على المغرب في حالة استقباله للقمة، وذلك من باب ضرورة التعاطي الإيجابي مع بعض المطالب كالمشاركة في قوات عربية برية في سوريا أو تبنّي مواقف قد تثير حساسيات معينة تجاه المغرب هو في غنى عنها في الوقت الراهن.
Comments are closed.