بغداد (عربي times ) –
في تفسير بسيط لا يخلو من «العبقرية ؟!» لحيثيات سياسة الشقاوات السائدة ابان العهد المباد أو على الأقل لأجنداته المتبدلة (قبليا وعشائريا ) يمكن فهم أسباب ودوافع زج (الدمج ) بالمؤسسات العسكرية وحتى المدنية وعلى رأسهم اركان الدولة (وكبيرهم) الذي علمهم (الدمج )، وإن بقي عصياً على التفسير المنطقي أو الشرح العقلاني، بحكم ما يندرج من إضافات على هامش الاصرار على وضع الدمج في غير موضعه، لتتحول في بعض الأحيان إلى ركن أساس من أركان جمهورية الخوف لنظام صدام، وما يقتضيه أو يستدعيه من تموضعات جانبية تتشكل فيها جبهات المواجهة والتحالف تبعا لقرب أو بعد السياق البعثي ومقاربته المتصلة حكماً بالتطورات الميدانية ،حسب توجيهات القائد الاوحد والنظام الشمولي !.
دعت قيادة النظام المباد بعد عام 1968 توابعها الى العمل على استقطاب (الشقاوات واصحاب الجنايات والمهن الاخرى ) و(دمجهم ) في وزارات الدولة الحيوية ، لا سيما من تحوم حوله الشبهات والمطاردات الى اعتمادهم في المؤسسات الامنية وزجهم بين المهنيين ، بالرغم من الدعوات المبطنة للقضاء على بعض الشقاوات فكان (ابو طبر ) الدعاية الاولى لارهاب المواطنين وتصفية الحسابات (البعثية) وازاحة الكفاءات، تلاها استقطاب احد اشقياء منطقة الفضل (محي مرهون ) ومنحه رتبة مقدم وغيره من الاسماء المعروفة في بغداد لتفتيت المؤسسة العسكرية (الاستخبارات ) ثم استدعاء سمير الشيخلي احد اشقياء منطقة باب الشيخ ومنحه قيادات اهم وزارات الدولة فكان (سوبر ستار ) دمج المؤسسات حيث اصبح وزيرا للداخلية والتعليم العالي والصحة وامين بغداد ) بعها منح بائع (الثلج الشهير ) عزة الدوري وجميع اركان القيادتين (القطرية والقومية ) وحتى كابينة الوزراء ، الا ما خلا منها من (دمج ) .
اولى ثمرات الاستقطاب كان منح صدام حسين نائب الرئيس العراقي آنذاك احمد حسن البكر ، رتبة (فريق اول ركن بعدها منح نفسه رتبة المهيب الركن) فلم تكن موجود في الرتب العسكرية في العالم فكان يشعر بانه حصل عليها استحقاقا ،فكانت اللبنة الاولى لانهيار المؤسستين الامنية والعسكرية ، حيث اصبحت هذه السمة (علامة فارقة ) لصدام فعمل على دعوة ابناء عمه وخاله والعشيرة حيث وزع الرتب الى (نائب العريف ) حسين كامل ومنحه اعلى (منصب عسكري ) في تاريخ الكون فقلده رتبة (فريق اول ركن ) ووزيرا للدفاع بعد احتلال الكويت ! تلاها منحه رتبة (فريق اول ركن ) الى ابن عمه ،سائق الاسعاف ،علي حسن المجيد ، الشهير ب ( علي الكيمياوي) وتوالت منح الرتب والمناصب .
بغد غزو الكويت ابتدع النظام المباد اليات جديدة لاستقطاب نواب الضباط البعثيين وغيرهم من اصحاب الدرجات الحزبية واصحاب (الجنابر) وجلساء المقاهي ورواد الباب الشرقي ،فقام بمنح رتبة نقيب الى (العضو العامل ) في حزب البعث المحظور من العاطلين عن العمل ورتبة ( مقدم – عقيد ) الى المقيمين في الفرق الحزبية وكبار الموظفين حتى وصل الامر الى منح المرضى والمقعدين ومختاري المناطق والفلاحين والصناعيين رتب شتى من اجل دعم (النظام ) .
فالعراق لم يعد يحتمل التجريب ولا تقوى على استيعاب ما يفيض من تورّمات ومغامرات ومقامرات ومشاريع ذات طابع عرقي وإثني أو طائفي، والتجارب في التاريخ -قريبه وبعيده- شاهدة على الاستحالة، حيث البنية الجغرافية والتكوين الديمغرافي، والأهم الشروط السياسية لحالات المناكفة لا تكفي ولا تفي بالحدّ الأدنى من متطلبات الشَطط السياسي، التي تحاكي عقولاً مصطنعة أو تمنيات لأشخاص لا يكتفون بالتهوّر والحماقة، بل يصطفون على خطوط الاشتباك السياسي والميداني في مشهد الانتحار السياسي لإشعال لهيب لن يكتفي بإحراق العراق وحسب بقدر ما يعزز من مخاطر الانفجار على المستوى الداخلي ، كما يرفض البعض (الفكرة)، الدمج ،كونها علامة مميزة لنظام حكم (35) عاما بالدمج .
Comments are closed.