جدار المكسيك يعزز الهجرة غير الشرعية

مكسيكو سيتي (عربي times  )

أظهر تقرير حصلت عليه صحيفة “The Daily Beast ” إنّ المخطط الذي يفرض على المكسيك أن تدفع للجدار قد يؤدّي إلى تشجيع المزيد من المهاجرين غير الشرعيين على المجيء إلى أميركا.

وإذا كانت إدارة ترامب تلمّح بشكل مبطّن حول النظر في موضوع خفض المساعدات الخارجية للمكسيك، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى توقيف البرنامج الذي يمنع مئات آلاف المهاجرين -المتواجدين على الحدود الجنوبية للمكسيك – من الدخول إلى الولايات المتحدة، وذلك بحسب تقرير أعدّه مركز للبحوث داخل الكونغرس وحصلت عليه صحيفة The Daily Best.

ووسط أمر ترامب التنفيذي حول الهجرة، هنالك قسم يطلب من رؤساء الوكالات الفيدرالية تحديد كمية المعونات والمساعدات الخارجية التي ترسلها الولايات المتحدة سنويًّا إلى المكسيك.

ومن المرجّح ان هذا الحكم قد تمّ إدراجه كخطوة أولى نحوى خفض المساعدات للمكسيك – ومن ثم استخدام هذه الأموال لجعل المكسيك تدفع للجدار الواعد.

غير أن إلغاء هذه المساعدات قد تخفض هدف ترامب المعلن، ألا وهو تقليص عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون إلى الولايات المتحدة كل سنة. ويظهر التقرير الذي حصلت عليه the daily beast أن الجزء الاكبر من المساعدات الأميركية للمكسيك تموّل ما يسمى “بمبادرة ميريدا”، التي تساهم في تمويل سياسة المكسيك الحدودية المشابهة لسياسة ترامب – التي تعترض سبيل مئات آلاف المهاجريم من أميركا الوسطى.

إذا أراد ترامب حاجزًا جنوبيًّا ينمنع دخول طالبي اللجوء، فهو يملك واحدًا. وتحت مبادرة ميريدا، إن حكومة الولايات المتحدة تضغط على المكسيك كي تمنع المهاجرين من أميريكا الوسطى الدخول إلى الولايات المتحدة.

وفي حين أن الهجرة من المكسيك إلى الولايات المتحدة لطالما كانت ساكنة، وقد اشارت مصادر رقابية جوية إلى تزايد حديث في الهجرة غير الشرعية من ثلالة بلدان في أميركا الوسطى – هندوراس، والسلفادور، وغواتيمالا – كدليل على ان الحكومة الفيدرالية بحاجة لوضع سياسات حدودية أكثر صرامة.

ويظهر تقرير “خدمات بحوث الكنغرس” أن الولايات المتحدة أعطت حكومة المكسيك 100 مليون دولار في السنة المالية لعام 2016 كي تمول مبادرة ميريدا كجزء من دعم وزارة الخارجية الاميركية لبرنامج المراقبة الدولية للمخدرات وتنفيذ القانون.

ويقول النقاد أن الولايات المتحدة تستخدم هذه التمويلات لتحثّ المكسيك على إعادة اللاجئين – الذين يملكون أوراقًا شرعية – إلى أراضيهم العنيفة.

وبحسب تقرير “خدمات بحوث الكنغرس”، لقد أعطت الولايات المتحدة لحكومة المكسيك في السنة المالية لعام 2016 حوالى 161.2 مليون دولار. وبحسب تقدير صدر عن رئيس مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل لشهر كانون الثاني/يناير، إن جدار ترامب قد يكلّف ما بين 12 و 15 مليار دولار. ويقدّر بعض العلماء أن هذا الرقم سيزداد أكثر بعد.

وعلى الرغم من وعد ترامب بجعل المكسيك تدفع لبناء الجدار، يتعيّن على حكومته وضع خطة تمويل ملموسة، بدلًا من اقتراح سلسلة من السياسات التي تحمّل المهاجرين المكسيكيين والمستهلكين الأميركيين أعباءً كبيرة.

وفي شهر نيسان/أبريل 2016، لقد أرسل ترامب مذكرة لصحيفة واشنطن بوست يعد فيها بأنه – إذا انتخب – سيطلب من المكسيك أن تدفع 5 إلى 10 مليارات الدولارات دفعة واحدة وإلّا سيقطع تحويل الأموال بين المهاجرين المكسيكيين المقيمين في الولايات المتحدة وعائلاتهم في المقيمين في المكسيك، التي تقدّر بحوالى 25 مليار دولار سنويًّا. كما انه اقترح فرض رسوم على تأشيرات السفر والبطاقات الخضراء للمهاجرين المكسيكيين، أو فرض تعريفات جمركية بنسبة 20% على الواردات المكسيكية.

وقد رفض زعماء المكسيك رفضًا قاطعًا أن تدفع حكومتهم لبناء الجدار. وفي 25 من شهر كانون الثاني، عشية اجتماع مخطط له مع الرئيس ترامب، كرّر الرئيس المكسيكي أنريكه بينا نييتو أن المكسيك “لن تدفع لبناء أي جدار”.

وورد في التقرير “ما زالت نسبة تأييد الرئيس بينا نييتو منخفضة جدًّا منذ العام 2014. وإن نييتو يملك قدرة صغيرة على التصرف في المناقشات المستقبلية مع الرئيس ترامب.، في حين ان أعضاء البرلمان ورجال الأعمال يحثونه على الدفاع بشكل أشدّ عن المصالح المكسيكية.”

وإذا يعتبر الناس أنّ قدرات نييتو في التفواض ضعيفة جدًّا، فقد يتحول الدعم نحو منافسه أندري مانويل لوبيز أوبرادور، وهو يساري شعبي، لا يخشى ان يعادي الولايات المتحدة، في الانتخابات المكسيكية للعام 2018.”

وقالت كينتانا لصحيفة daily beast “أعتقد انه لمصلحة البلدين ألا يتركا الأوضاع تتفاقم.”

Comments are closed.