لندن (عربي times)
إن الحرب ضد التدخين لاتعني أننا نحارب المدخنين, فالتدخين عدو للمجتمع والبيئة.. وليس المدخنون سوى ضحايا لهذا العدو المبين الذي يتربص بهم, ويستوطن أجسامهم وعقولهم, ويسلبهم صحتهم وعافيتهم وأموالهم..
يحتوي التبغ على أربعة آلاف مادة كيميائية, منها ثلاث وأربعون مادة مسرطنة، ويصل عدد ضحايا التدخين الآن إلى نحو خمسة ملايين شخص, يموتون سنوياً على مستوى العالم وهذا رقم يقارب ضحايا الحرب العالمية الثانية, كما يعني أن التدخين يقتل كل عام أكثر من ضحايا الإيدز طوال خمسة عشر عاماً.
والتدخين له تأثيره المباشر على كل أعضاء جسم الإنسان, بدءاً بالجهاز التنفسي والقلب والعين والكلى والفم والأسنان ويتسبب التدخين في أمراض الالتهاب الرئوي والذبحة الصدرية.
والربو وأمراض القلب والشرايين والسرطان..
وبالإضافة إلى هذا التأثير المباشر على الشخص المدخن, يؤثر أيضاً على غير المدخنين الذين يتعرضون لدخان المدخنين في أماكن العمل ووسائل النقل والمنازل, خاصة النساء والأطفال حيث إن المرأة الحامل عندما تتعرض لهذا (التدخين السلبي) تزيد عندها فرص الإجهاض وتشوه الجنين, وتأخر نموه كما أن التدخين يعد العدو الأول لجمال المرأة.
وفي الجانب الاجتماعي, فإن المدخنين أكثر عرضة للطلاق من غيرهم لأنهم يملكون صفات مزاجية حادة.
ومع ذلك فإن البعض يستمر في التدخين, استناداً إلى بعض الشائعات الخاطئة مثل القول بأن التدخين يساعدهم على قدح الذكاء وتوقد الذهن, بينما في الواقع عكس ذلك تماماً, فقد أكدت الدراسات على أن معدل تدهور المخ لدى المدخنين يزداد خمسة أضعاف بالنسبة لغير المدخنين.
لذلك كله علينا شن حملة شعواء على التدخين هذا العدو الماكر والمخادع, حملة لاهوادة فيها ولامهادنة, ومن الممكن قهره بأسلحة عديدة ومتنوعة أمضاها سلاح الإرادة والتصميم.
Comments are closed.