صنعاء (عربي times )
امتدت المظاهرات إلى أجزاء جديدة من جنوب اليمن، حتى ليل امس، رغم انحسارها قليلاً في مدينة عدن في أعقاب أوامر حكومية تهدف إلى تعزيز العملة المحلية ووقف التردي الاقتصادي.
وقال سكان وشهود : إن محتجين أشعلوا النيران في إطارات السيارات لقطع الطرق في منطقة الشيخ عثمان بعدن، في حين ظلت متاجر كثيرة في أنحاء أخرى مغلقة منذ يوم أمس الأحد.
وبحسب السكان، نظم عشرات المتظاهرين مسيرات، وقطعوا الطرق، وأغلقوا الأسواق، في محافظات حضرموت ولحج وأبين، وهتفوا مطالبين بدفع الرواتب بالدولار على غرار المسؤولين والدبلوماسيين المقيمين في الخارج، وذلك وسط أزمة في العملة المحلية.
وبعد أن أصابت المظاهرات عدن بالشلل يوم امس الاول، أصدرت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي حزمة إجراءات، من بينها وقف مؤقت لاستيراد السلع الفاخرة، مثل السيارات، وزيادة رواتب العاملين في الحكومة 30%، ومن ضمنهم أصحاب معاشات التقاعد والمتعاقدون.
وتوجه الرئيس هادي (73 عاماً) المقيم في الرياض ويعاني من مشاكل في القلب منذ 2011، بعد ذلك إلى الولايات المتحدة لإجراء فحوص طبية وصفتها وسائل إعلام حكومية بالعادية.
وتعهد منظمو الاحتجاجات بالاستمرار في التظاهر حتى تستقيل الحكومة الحالية وتنخفض أسعار المنتجات الاستهلاكية.
وقال محمد قاسم نعمان، رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان: “إن توجيهات هادي لا تعالج أسباب التدهور الاقتصادي الذي عزاه إلى المحسوبية في التعيينات الحكومية، وانفلات الإنفاق العام”، وأضاف: “القرارات لا تهدف إلا إلى التهرب من معالجة المشكلات الحقيقية، وتحديداً فشل الحكومة في أداء واجباتها، وغيابها المتواصل خارج البلاد”.
وجعلت قفزة أسعار بعض السلع الأساسية في غير متناول كثير من اليمنيين، ويكافح البنك المركزي لدفع رواتب العاملين في الحكومة التي يعتمد عليها الكثيرون في ظل تضاؤل احتياطيات النقد الأجنبي.
كما فقد الريال اليمني أكثر من نصف قيمته مقابل الدولار منذ اندلاع الحرب في 2015 بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية في جنوب البلاد، وجماعة الحوثي وتسيطر على الشمال، ومن ضمنه العاصمة صنعاء.
واليمن من أفقر الدول العربية، وأدى العدوان السعودي الاماراتي إلى انهيار الوضع الإنساني وتفشي الجوع والمرض.
Comments are closed.