دمشق (عربي times ) –
يتخذ الروائي السوري تيسير خلف، من اسم آلة المونتاج السينمائي ‘موفيولا’ عنواناً لعمله الروائي الثالث الصادر عن دار فضاءات في عمّان 2013، ليقدم شريطاً روائياً تاريخياً حافلاً عن فلسطين والفلسطينيين، والقضية التي اتخذها الكثير من الطغاة العرب قيمص عثمان لاضطهاد شعوبهم، وقمعهم، فضلاً عن قمع واضطهاد أبناء فلسطين أنفسهم والمتاجرة الرخيصة بقضيتهم!
لكن ما علاقة فلسطين بالموفيولا؟! وهل هي مجرد استعارة شكلية لاسم عمل روائي يمكن أن يقترح على قارئه أن يقرأ صفحات روايته وكأنه يشاهد فيلماً سينمائياً يتم قصه وتركيبه على آلة موفيولا الذاكرة أو شاشة الخيال كي يبحر معه في الوقائع والأحداث والشخصيات؟!
بالتأكيد لا… فحس تيسير خلف التاريخي المولع بالتوثيق يمنعه من مثل هكذا استعارات مجازية فضفاضة… ولهذا فهو يحسم الموضوع من البداية حين يشير إلى أن الفلسطيني إبراهيم حسن سرحان، اخترع في مدينة يافا عام 1938 آلة موفيولا خاصة به بتكلفة منخفضة جداً وبحلول ميكانيكية مبتكرة بعد أربعة عشر عاماً فقط من ظهورها في هوليوود، وظل يحرر أفلامه فيها حتى أيار من عام 1948… ثم يتخذ خلف من ابراهيم سرحان هذا بطلا من أبطال روايته.
يذكرني هذا الكلام بما فعله السوري نزيه الشهبندر أيضاً حين اخترع في أربعينيات القرن العشرين وبجهود ذاتية وبدائية آلة تسجيل الصوت على شريط السينما، وقام بإنتاج وإخراج أول فيلم سوري ناطق عام 1948 بعنوان: (نور وظلام) فنطقت السينما السورية على يديه.
ومن باب عشق السينما ذاته… يلج تيسير خلف إلى حياة وسير الكثير من أبطال روايته (موفيولا) بدءا من إبراهيم سرحان، وليس انتهاء بمحمد صالح الكيالي، الفلسطيني الذي درس السينما في باريس ثم في إيطاليا أثناء الحرب العالمية الثانية (1939- 1945) وعاصر هتلر والتقى موسوليني، قبل أن يصبح رائداً من رواد الفيلم التسجيلي في السينما الفلسطينية والعربية، وينتهي به المطاف في ليبيا إبان حكم القذافي، ليلفظ انفاسه وهو يتابع على شاشة التلفزيون زيارة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات إلى القدس في نوفمبر من عام 1977.
حلم السينما وأحلام الوطن!
تبدو الرواية إذن عن تداخل عالمين: عالم السينما التي خلبت ألباب الكثير من العرب في مطلع القرن العشرين، وعالم الواقع التاريخي الذي عاشته قضية فلسطين على مدى ما يقرب من ستة عقود تبدأ من أواسط ثلاثينيات القرن العشرين حين زار الأمير سعود بن عبد العزيز يافا وتجول فيها بصحبة مفتي فلسطين الأكبر الشيخ أمين الحسيني، وهي الزيارة التي وثقها سينمائياً إبراهيم سرحان في آب من عام 1935 حتى مشهد مقتله العبثي الحزين في مخيم شاتيلا في المجزرة الشهيرة التي ارتكبت ضد المخيمين الفلسطينيين قرب بيروت في أيلول من عام 1982.
يمكن القول أيضاً ان التداخل هو بين حلمين: حلم صناعة السينما بجهود ومحاولات فردية وهاوية، وحلم حماية وطن اسمه فلسطين من الضياع بجهود محاولات يتضح للقارئ أنها كانت تصطدم في الواقع بهواة سياسة وطالبي حكم، وبعالم كان قد اتخذ قرارا ضميناً بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.. دون أن ننفي صفة التواطؤ بين الطرفين بالضرورة.
وبين السينما والحياة تبدو شخصيات الرواية هي شخصيات تاريخية عاشت في الواقع، وليست متخيلة… ويشير الكاتب إلى أنه استفاد في روايته من العديد من كتب المذكرات الخاصة بأبطال روايته كمذكرات الشيخ محمد امين الحسيني ومذكرات ذو الكفل عبد اللطيف والأرشيف الشخصي للمخرج محمد صالح الكيالي فضلا عن كتاب السينما الفلسطينية الذي يروي محاولات الرواد المبكرة لقاسم حول والذي صدر اواخر سبعينيات القرن العشرين. وفي الواقع لا يمكن للقارئ الذي لم يطلع على مجمل هذه المذكرات أن يميز بين ما أخذه الكاتب منها، وما أضافه من خيال في سياق السرد الروائي… ولا حتى بين ما يطابق رؤية الشخصيات للأحداث والشخصيات التي عاصرتها والتقت بها، كهتلر وموسوليني، وبين ما يمثل وجهة نظر الروائي في تلك الشخصيات على سبيل المثال لا الحصر. ذلك أن السارد يختبئ داخل شخوص رواياته التاريخية ليقول عبرهم ما يريد قوله، وهذا ما يشكل إحدى إشكاليات هذه الرواية، وإحدى جمالياتها في الوت نفسه… فالكاتب يسعى بحياد تام لأن يخفي صوته، يبدو متحفظاً حيناً، وماكراً حيناً آخر… لكن نبرة التعاطف مع أحلام شخصياته المجهضة لا تلبث أن تطل في ثنايا السرد الحميمي، المشبع بنبرة رثاء تراجيدي حار لكنه مترفع.
سماحة المفتي: الزعيم والمغامر والمتشرد!
البطل الحقيقي لهذه الرواية يكاد يكون مفتي القدس الحاج محمد أمين الحسيني. ورغم أن الكاتب يقدم صورته من خلال انعكاساتها المؤثرة في أعين أبطال الرواية الآخرين، بخلاف الشخصيات الأخرى الذي يبدو أكثر اقترابا منهم… فإن هذا الخيار أو الحل الفني في التعامل مع شخصية المفتي، يزيد من قوة حضورها في ثنايا النص الروائي، والذي لا يستطيع أن يخفي الكاتب إعجابه الواضح بشخصيته الفذة، وقدرته المذهلة على الهرب والتخفي، والمغامرة، والهرب من أعدائه الإنكليز الذين كانوا يحاصرون دار اللجنة العربية العليا في حي الشيخ جراح خارج أسواء مدينة القدس القديمة، قبل أن يخرج منخفياً بزي رجل عجوز تحت جنح الظلام، ثم يجتاز الحواجز البريطانية إلى مدينة يافا متخفياً بزي بدوي مهلهل، ثم يصل إلى شواطئ صيدا ليقبض عليه الفرنسيون، ويضغطون عليه لقبول السفر أو النفي إلى فرنسا… إلا أن مظاهرة للوطنيين في بيروت أجبرت السلطات الفرنسية على السماح له بالإقامة في لبنان تحت حراسة مشددة في زوق مكايل، ليغدو مقر إقامته محجاً للزعماء الوطنيين في لبنان وسوريا والعراق فضلا عن قادة المجاهدين في فلسطين… ثم هروبه عبر الحدود إلى دمشق، ومنها إلى بغداد ليلتقي رئيس الوزراء نوري السعيد ثم خروجه من العراق برفقة رشيد عالي الكيلاني، وصولا إلى محطات عديدة قطعها الرجل شرقا وغرباً من روما موسوليني، حين أقيم له قصر هناك، إلى برلين هتلر، مروراً بمقاطعة سيليزيا البولندية، حيث رعى المفتى في نيسان من عام 1943 في معسكر (نوي هامر) تخريج الدفعة الأولى من المقاتلين البوسنيين المسلمين الذين سبق أن نادي بتدريبهم لحماية أنفسهم من هجمات العصابات الصربية المتوحشة، وصولا إلى لقائه أدولف هتلر وليس انتهاء بخروجه من برلين قبيل احتلال الحلفاء لها، ليقع في قبضة السلطات السويسرية، التي ما لبثت أن سلمته إلى السلطات الفرنسية التي أودعته في بيت رطب وموحش في مدينة لافارين قرب (نانت) غربي فرنسا، تسبب له بآلام المفاصل والروماتيزم، قبل أن يفلح إلحاح بعض الزعماء العرب كالرئيس السوري شكري القوتلي والحبيب بورقيبة والملك عبد العزيز آل سعود والملك فاروق، إلى نقله إلى دار جديدة واسعة في لوفيسيان على مرتفعات بوجيفال قرب باريس… ثم تمكن من الهرب بمساعدة صديقه معروف الدواليبي الذي سيصبح رئيس وزراء سوريا فيما بعد، الذي أعطاه جواز سفره ليستبدل صورته ويغير لباسه ويحجز مكانا له في طائرة أقلته من باريس إلى القاهرة…
سيرة حافلة أوصلت سماحة المفتي إلى مصر ليقيم في قصره في أنشاص، ويشهد عصر الجامعة العربية التي يحمّلها ما أصاب قضية فلسطين من أذى بسبب اختلاف كلمة أعضائها وضعفهم أمام الضغوط الأحنبية، ثم سعيهم لانتزاع القرار منه ومن الهيئة العليا رغماً عن إرادته، لإبعاده عن معركة فلسطين الحاسمة في عام 1948، وتسليم شؤونها إلى خصومها الألداء كالجنرال كلوب باشا (أبو حنيك) في الشؤون العسكرية، والجنرال كلايتون في الشؤون السياسية والجنرال سبيرز في شوؤن الدعاية لقضية فلسطين، التي كان أول قراراته هو إيقاف الحملات الدعائية التي بدأت بها الهيئة العربية العليا وأولها إنتاج فيلم سينمائي عن فلسطين بعنوان: (أرض السلام) ولا تبدو سيرة المفتي مع عبد الناصر بأفضل حالاً، فقد غادر القاهرة عام 1961 عاتباً عليه، ليقضي سنواته الأخيرة في بيروت، ليموت فيها في الرابع من تموز عام 1974.
ثمة سعي لاختزال سيرة فلسطين من خلال شخصية المفتي الذي قضى أكثر من ستة عقود من حياته في خدمة وطن كان يلاحق كل تفاصيله فيما هو يتسرب من بين أصابعه كحفنة رمل… رجل لم يوفر أي باب كان يمكن أن يطرقه من أجل ألا يشهد غروب شمس وطنه.. ثم انتهى به صامتاً فغابت وقائع سنوات عمره الأخيرة في لبنان عن الرواية.. وكأن هذا البطل النبيل قد اختار الصمت في زمن لم يعد زمنه.
شخصيات سينمائية متقاطعة!
سعى تيسير خلف إلى تقديم محطات من سيرة الحاج أمين الحافلة عبر مونتاج روائي كان يتقاطع مع مونتاج حياة شخصيتيه السينمائيتين: المصور والمونتير إبراهيم سرحان، والمخرج محمد صالح الكيالي.
الأول تعلم المهنة بالحب والحيلة، ودهش عندما راى الأخوين ابراهيم وبدر لاما يصوران مشهدا سينمائياً في مدينته يافا عام 1925،
والثاني محمد صالح الكيالي الذي تعلم السينما أكاديمياً في باريس وروما وصور في قصر الدوتشي موسوليني كما قيض له بالمصادفة أن يصور مقتله الوحشي على يد الجموع في ساحة لوريتو في ميلانو في نيسان 1945 ثم عاد ليحاول أن يصنع فيلما روائيا عن فلسطين تموله الجامعة العربية دون أن يكتمل!
وفي ذاكرة الشخصيتين شخصيات أخرى تبوح بها تقاطعات السينما والحياة… فقد انتهى إبراهيم سرحان سمكرياً أو حداداً في مخيم شاتيلا… يستمع إلى نقاشات المناضلين الجدد عن السينما البديلة والفيلم الثوري، والأفلام التي تدعو الجماهير إلى التخاذل لأنها مضادة لأخلاقيات حرب التحرير الشعبية، باسماً وهو يسمع عجوزاً يسأل الرفاق: ‘هل تقصد يا أستاذ ان أفلام عبد الوهاب سيئة’ قبل أن يشيع في يوم ماطر حزين بعد استشهاده على يد صناع مجزرة صبرا وشاتيلا!
أما محمد صالح الكيالي فقد ينتهي إلى طرابلس الغرب حيث أنشا شركة للأفلام التسجيلية أراد أن يوثق من خلالها التحولات الكبرى في هذا البلد النفطي الواعد الذي التقى فيه القذافي متسائلا عن سر تحديقه في سقف الغرفة اثناء لقائه، ورأى في حبه للثرثرة والأوسمة والنياشين، صورة شبيهة بولع موسوليني وحتى أداءه التمثيلي الفاشل… ثم رأى كيف تضاءل حضور المفتى الكاريزمي الآسر باختيار أحمد الشقيري زعيما فلسطينيا بديلا عنه، ثم رئيسا في منظمة التحرير، فقارن بين المفتي كقامة شامخة كان يسعى الجميع للقائه ما استطاعوا، بينما ارتضى الشقيري أن يكون ظلاً باهتاً لزعيم آخر… ثم عمل على إنجاز فيلم عن السد العالي آملا أن يصور عبد الناصر في حضور شخصي، إلا أنه لم يستطيع الوصول إليه بسبب التدابير الأمنية الهيتسرية لمخابراته… وحين توفي محمد صالح الكيالي منع دخول جثمانه إلى مصر، فقد وصل إلى مطار القاهرة حين كان السادات عائدا من تل أبيب، وبسبب التدابير الأمنية الصارمة ترك الجثمان في التابوت ولم يسمح له بالدفن إلا بعد تفسخ الجثة!
الزمن الروائي الدائري!
إلى جانب إعادة بناء شخصيات تاريخية، ووضعها في سياق روائي، يحتفي بالمشهور والمعتم عليه معاً، يسعى تيسير خلف إلى بناء صورة وطن يحلم بالفن مثلما يحلم بالحرية.
الزمن في رواية (موفيولا) هو زمن دائري… يبدأ من موت إبراهيم سرحان في مخيم شاتيلا، وينتهي بجنازته في يوم غائم ممطر.. لكن دائرية الزمن لا تتبدى من خلال فتح القوس ثم إغلاق الدائرة… بل من هذا الدوران الزمني المحموم في حياة أبطال الرواية التاريخيين أيضاً. سباق ماراثوني مع الأحلام، ومع الخيبات والانهيارات… دوامة التشرد خارج الوطن السليب، تبدو دائرية أيضاً. فالمفتي عاد إلى لبنان في الستينيات بعد أن غادره هارباً في الثلاثينيات ليموت في بيروت بعد ذلك… ومحمد صالح الكيالي عاد إلى القاهرة في تابوت بعد أن غادرها إلى ليبيا أملا في حياة مختلفة، وإبراهيم سرحان عاد ليمارس مهنة السنكري في المخيم التي كان يكرهها فلسطين… عاد ابنا للسنكري الذي أراد أن يغرد بعيدا عن أبيه ليرسم صورة سينما شعبية اكتشف أسرارها التقنية وسعى إلى تمويل مشاريعها بالحب والحيلة… وإبراهيم لاما الذي يظهر مع شقيقه في مشهد البداية في الصفحات الأولى من الرواية وهما يصوران مشهدا في يافا، يعود للظهور وحيداً في الصفحات الأخيرة لينعي أخاه بدراً الذي قتل زوجته وانتحر كما كتبت جريدة ‘الأهرام’ في خمسينيات القرن العشرين، وسيتم الحديث عن كونه فلسطينيا مسيحياً من بيت لحم، بعد أن زكاه الشيخ أمين الحسيني لينفي عن نفسه الانتماء اليهودي الذي الصق به!
إنه زمن دائري كشريط الفيلم السينمائي، المصائر المعلقة تعود إلى زمن البداية أو تظهر لتحدثنا عن نهايتها. إنه زمن رغم كل تنقلاته وصخبه وحروبه يبدو كمحطات الزمن التي تراوح في المكان… فلا تتحقق فيها الأحلام، وإن وصلت بالكثير من الشخصيات إلى نقطة لا عودة وحيدة هي: فلسطين!
اللغة والمعمار الفني!
لغة الرواية تبدو متأثرة جداً بلغة الصحافة… فإيقاع الجمل قصير ولاهث، وهي في كثير من الأحيان تاخذ منحى تقريرياً، إنها تتعامل مع وقائع تسعى لتوثيقها، لا تحب التفريط بها… ولذلك فغالباً ما تبدو غير معنية بجماليات اللغة الأدبية كثيراً… لكنها رغم تقشفها الأسلوبي تبدو نابضة بالحياة، وقادرة على خلق فضاء شاعري في محاكاة مشاعر شخصياتها وانهياراتها. إنها تخلو من الركاكة والتكرار والإنشائية الفارغة، لكنها تقع في النمطية أحياناً، وخصوصاً حين تتحدث عن الزمن بصيغة الآتي بكثرة: (سيخبره، سيقول له، سيلتقيه، سيسهب له في الحديث… إلخ).
رواية (موفيولا) رواية تستلهم معمارها الفني من شكل المونتاج السينمائي… فالاسم ليس عنواناً فقط بل أسلوباً في محاولة اختزال هذا العالم وشخوصه… وهي تعمد إليه منذ المشهد الأول الذي يقيم مونتاجاً تعبيريا متوازياً بين أغنية (سهرت منه الليالي) وبين اقتحام منزل إبراهيم سرحان وقتله في مخيم شاتيلا… ثم تمضي عبر قطع بصري ودرامي لاهث مع الزمان والمكان والشخصية والانتقال من محطة إلى أخرى… وهي رواية عن موت أحلام شخصيات تاريخية، بل عن موتها وهي على قيد الحياة… وهي بشكل أو بآخر رواية عن الحرب العالمية الثانية في بعدها العربي الفلسطيني، عن ذلك العالم المضطرب الذي أضاع فيه العرب فلسطين، عن الزيف والشعارات التي أضاعت فلسطين… وهي لا تخفي نظرتها الازدرائية الساخرة لفذلكات المثقفين الثوريين حتى في أوربا، فهي تعادي في إشارات عابرة لكنها بسيطة، كل ما يعادي روح الإنسان وعفويته وحقه في المتعة الفنية والتجدد والوصول إلى المعنى الإنساني للأدب والفن.. متدفقة بإحساس صادق ورؤى أصيلة، تستلهم بدأب واقعاً تاريخياً مضطرباً، لكنها لا تُفرِط في تخيلها بعكس ما تذهب إليه كلمة الغلاف!
Comments are closed.