لندن (عربي times)
حذر الجاسوس البريطاني السابق، كريستوفر ستيل، من خطر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الكبير، على الأمن القومي البريطاني.
وقال ستيل في مواجهة دعوى تشهير قضائية، أمام محكمة في لندن، إن المعلومات المسجلة في مذكرة قبل الانتخابات حول التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، التي قدمتها شركته ”أوربس بيزنس أنتلجنس“ كان لها آثار مهمة على الأمن القومي بالنسبة للمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وأضاف في شهادته، أن محتويات تلك المذكرة تشير إلى أن ”ترامب وإدارته قد يشكلان خطرًا كبيرًا على الأمن القومي لبريطانيا، فيما يتعلق بتلقي معلومات استخباراتية حساسة من مصادر وعمليات بريطانية، لا سيما المصادر والعمليات في روسيا، أو فيما يتعلق بها“.
ووفقًا لوكالة بلومبيرغ، يجري الآن استجواب كريستوفر ستيل، كجزء من دعوى تشهير رفعها ضد شركته، أليكسيج غوباريف، وهو رجل أعمال روسي في مجال التكنولوجيا، تم ذكر اسمه في الملف.
وخسر ستيل، الذي وصفه ترامب ذات مرة بـ ”حثالة“، دعوى تشهير منفصلة في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أن اعتبر أحد قضاة لندن أن الادعاء الرئيسي في ملفه ”غير دقيق ومضلل“.
ومن جانبه، رفض البيت الأبيض مزاعم ستيل، وقالت سارة ماثيوز، نائبة السكرتير الصحفي للبيت الأبيض: ”إن كاتب الملف الذي تم فضحه ليس له مصداقية، وما يضر بعملياتنا الأمنية الوطنية مع حلفائنا هم ضباط المخابرات المارقين الذين يسربون معلومات سرية“.
وكان ستيل يعمل في يونيو 2016 لدى شركة ”فيوجن جي بي إس“ للأبحاث، والتي تتخذ من واشنطن مقرًا لها، لدراسة صلات ترامب بروسيا، وذلك بعد أن وظفت اللجنة الوطنية الديمقراطية، وحملة هيلاري كلينتون، شركة فيوجن للتحقيق في أمر ترامب خلال اتجاهه الترشيح للانتخابات.
خرق أمني خطير
وقال ستيل، إنه شعر بأن ”الواجب“ ألزمه بإبلاغ سلطات الأمن القومي في المملكة المتحدة، بمحتويات المذكرة، بعد انتخابات ترامب عام 2016، وقال إنه اجتمع مع مسؤول أمنى بريطاني كبير، بعد أقل من أسبوع من التصويت في منزل المسؤول في لندن، وسلم نسخة من وثيقة ما قبل الانتخابات.
وقال، إن المسؤول في المملكة المتحدة ”اعتبر المسألة مهمة للغاية“ لدرجة أنه زار مكتب شركته لأخذ نسخة منه.
وكشف ستيل، أن المسؤول أبلغه في وقت لاحق، أن هذه المعلومات قُدمت إلى مسؤولين حكوميين أعلى رتبة، وطلب منه تقديم أي معلومات استخبارية أخرى.
وأضاف الجاسوس البريطاني في ملف عرف باسمه، أن العلاقة الوثيقة بين بريطانيا والولايات المتحدة، تعنى أن أي خرق أمنى خطير على أحد الجانبين، وخاصة فيما يتعلق بالخصم الروسي المتطور، والقادر على إطلاق عمليات التجسس المضادة، يعد تهديدًا محتملًا لأصول وقدرات الآخر.
وتأتي هذه الشهادة بعد أن وجد تحقيق برلماني بريطاني طال انتظاره حول النفوذ الروسي، أن الحكومة البريطانية عملت بنشاط على تجنب التحقيق في التدخل الأجنبي في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016.
وقالت الشهادة، إن المملكة المتحدة ”أدركت في وقت متأخر مستوى التهديد الذي يمكن أن تشكله روسيا“ بعد ما يسمى بعملية ”الاختراق والتسريب“ ضد اللجنة الوطنية الديمقراطية في الانتخابات الأمريكية عام 2016.
وقدم ستيل أدلة للجنة، ونشر تقييمه الإستراتيجي الخاص يوم الثلاثاء، وقال: ”هذه الحكومة تتردد أكثر من سابقتها في الرؤية أو التصرف، وفقًا للمعلومات الاستخباراتية حول الانشطة الروسية، عندما يكون لذلك آثار سياسية أوسع“.
وقال ستيل، إنه على الرغم من أن تقريره قد تم التعامل معه في البداية بشكل مناسب، من قِبل كبار خبراء المخابرات البريطانية، إلا أن كبار المسؤولين السياسيين، لم يتخذوا أي اجراء، بناءً على محتوى هذه الادعاءات.
Comments are closed.