واشنطن (عربي times)
قالت شركتا “فايزر” و”بيونتك”، الإثنين 20 سبتمبر (أيلول)، إن نتائج الاختبارات السريرية أظهرت أن لقاحهما للوقاية من مرض “كوفيد-19”، آمن ومنح استجابة مناعية قوية للأطفال بين خمسة أعوام و11 عاماً، وإنهما تخططان لطلب الحصول على ترخيص لاستخدامه لدى هذه الفئة العمرية في الولايات المتحدة وأوروبا ومناطق أخرى في أقرب وقت ممكن.
وذكرت الشركتان أن اللقاح حفز استجابة مناعية في الفئة العمرية من خمسة أعوام إلى 11 عاماً في المرحلتين الثانية والثالثة من تجربتهما، تكافئ المناعة التي تحققت في الفئة العمرية 16-25 عاماً. وفي ما يتعلق بالسلامة قالت الشركتان إن النتائج جاءت مكافئة بوجه عام أيضاً للمجموعة الأكبر سناً.
وقال ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لـ “فايزر” في بيان صحافي، “منذ يوليو (تموز) زادت حالات إصابة الأطفال بكوفيد-19 بنحو 240 في المئة في الولايات المتحدة، وهو ما يسلط الضوء على الحاجة الصحية العامة للتطعيم”.
وأضاف، “توفر نتائج التجارب تلك أساساً قوياً للسعي إلى الحصول على تصريح للقاحنا للأطفال في عمر خمسة أعوام إلى 11 عاماً، ونعتزم تقديم طلبات لإدارة الأغذية والعقاقير وغيرها من الجهات التنظيمية على وجه السرعة”.
وحصل لقاح الشركتين، الذي يسمى “كوميرناتي”، بالفعل على تصريح للاستخدام مع الأطفال ابتداء من سن 12 عاماً في كثير من الدول، ومنها الولايات المتحدة.
وتم إعطاء الأطفال في الفئة العمرية من خمسة أعوام إلى 11 عاماً جرعتين تعادلان ثلث ما تم إعطاؤه للأفراد في عمر 12 عاماً فأكثر.
وتتوقع الشركتان بيانات بشأن فاعلية اللقاح في الأطفال من عمر عامين إلى خمسة أعوام، والأطفال من عمر ستة أشهر إلى عامين، خلال الربع الأخير من العام الحالي على أقرب تقدير.
جدوى الجرعة المعززة
في غضون ذلك، يتواصل البحث عن جدوى الجرعة المعززة من لقاح “كوفيد-19”. وقال أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأميركي جو بايدن، إن البيانات اللازمة لتحديد جدوى إعطاء جرعة ثالثة معززة من لقاحي “مودرنا” و”جونسون أند جونسون” الواقيين من “كوفيد-19” ستظهر في غضون أسابيع.
وبدأت الهيئات التنظيمية في قطاع الصحة في الولايات المتحدة بالفعل تبحث إعطاء جرعة ثالثة معززة من لقاح “فايزر- بيونتك”. وأوصت لجنة استشارية تابعة لإدارة الأغذية والعقاقير الأميركية (إف دي إيه)، الجمعة، بإعطاء جرعة ثالثة من هذا اللقاح ذي الجرعتين لمن هم في عمر 65 عاماً فأكثر أو المعرضين للإصابة بـ”كوفيد-19″، لكنها رفضت إقرار إعطاء جرعات معززة لجميع السكان.
وما زال الأشخاص الذين تلقوا لقاح “مودرنا” بجرعتيه أو لقاح “جونسون أند جونسون” ذا الجرعة الواحدة، ينتظرون التوجيه بخصوص جرعة معززة محتملة.
وقال فاوتشي لشبكة “إن بي سي” الإخبارية الأميركية الأحد، “البيانات الفعلية التي سنحصل عليها بخصوص تلك الجرعة الثالثة لمودرنا والجرعة الثانية لجونسون أند جونسون ستظهر بعد ما بين أسبوعين وبضعة أسابيع حرفياً”.
وأضاف، “نعمل على ذلك الآن لإيصال البيانات إلى إدارة الأغذية والعقاقير حتى يتسنى لهم فحصها واتخاذ قرار بشأن إعطاء جرعات معززة لهؤلاء الأشخاص”. وأردف أن المزيد من البيانات قد تُظهر أيضاً حاجة أوسع لجرعات معززة لعموم سكان الولايات المتحدة.
وتتصدر الولايات المتحدة العالم في عدد إصابات “كوفيد-19” ووفياتها. وتظهر إحصاءات جمعتها وكالة “رويترز”، أن نحو 676 ألفاً توفوا خلال الجائحة في الولايات المتحدة.
الخبراء لا يؤيدون الجرعة الثالثة للجميع
وبالعوة إلى اللجنة الاستشارية لوكالة الأدوية الأميركية، المكونة من باحثين وعلماء أوبئة ومتخصصين في الأمراض المعدية، فأصدرت قرارين. أجمع خبراؤها على الحاجة لجرعة ثالثة من اللقاح لمن هم في سن 65 وما فوق، وكذلك للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بشكل حاد من المرض، بعد ستة أشهر على الجرعة الثانية. وهم يعتقدون أنه ينبغي أن يتم شمل مقدمي الرعاية ضمن فئة الأشخاص المعرضين لـ”مخاطر صحية عالية”.
لكن مجموعة الخبراء أعربت أيضاً عن مخاوفها بشأن الآثار الجانبية المحتملة التي قد تنتج عن جرعة ثالثة من اللقاح إذا تم إعطاؤها لجميع السكان، وخاصة للأصغر سناً. وبالتالي فهي تعارض بحكم الأمر الواقع حملة الجرعات المعززة التي تحدثت عنها إدارة بايدن.
وأشار العلماء بشكل خاص إلى مخاوفهم بشأن مخاطر التهاب عضلة القلب لدى المراهقين الذكور والبالغين.
وتوصيات هذه اللجنة ليست ملزمة، ولكن من النادر جداً ألا تحترم السلطات هذه التوصيات.
وكانت إدارة بايدن أعلنت في أغسطس (آب) عن إطلاق حملة من اللقاحات المعززة المضادة لكورونا، اعتباراً من 20 سبتمبر، لجميع الأميركيين البالغين الذين تلقوا جرعتهم الثانية قبل ثمانية أشهر. وكان هذا القرار قد فاجأ عدداً كبيراً من الخبراء.
وفيما يدور جدل حول أخلاقية إعطاء جرعة ثالثة في حين لم يتلقَ الملايين بعد حول العالم جرعتهم الأولى، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الجمعة نقلاً عن مصدرين مطلعين، أن الولايات المتحدة تخطط لشراء مئات الملايين من الجرعات الإضافية من لقاح “فايزر” للتبرع بها للعالم.
Comments are closed.