القدس (عربي times)
تركت الاجتماعات التي عقدها مؤخرا وزير الخارجية الإسرائيلية، ورئيس الوزراء البديل يائير لابيد، مع مسؤولين رفيعي المستوى بالسلطة الفلسطينية انطباعات، بأن الحديث يجري عن بوادر لإمكانية استئناف المسيرة السياسية بين الجانبين بشكل محتمل، وفق قناة ”الآن 14“ العبرية.
وجاءت هذه الانطباعات في وقت يفترض أن يصبح لابيد، الذي يترأس حزبا وسطيا ليبراليا ”هناك مستقبل“، رئيسا للحكومة بموجب الاتفاق الائتلافي بينه وبين زعيم ”يمينا“ نفتالي بينيت، في آب/ أغسطس 2023.
لكن القناة الإسرائيلية سلطت الضوء، اليوم الثلاثاء، على مغزى آخر لهذه الاجتماعات، وقالت إنها كشفت النقاب عن الشخصيات المفضلة بالنسبة لإسرائيل، لخلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن).
ليست صدفة
وذكرت أن لابيد استضاف هذا الأسبوع حسين الشيخ، عضو اللجنة المركزية لحركة ”فتح“ ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، وقبلها عقد اجتماعا مع اللواء ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، مضيفة أن هذه الاجتماعات ”لم تأت بالصدفة“.
وتابعت أن الشيخ وفرج ”هما الشخصيتان الأقوى داخل السلطة الفلسطينية، على الأقل من النواحي النظرية، وأكثرهم قرابة من محمود عباس، أما من النواحي العملية فيعتبرا قناة الاتصال الخاصة بالتنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية، والدول العربية“.
ونوهت إلى أن لقاءات لابيد التي عقدت بمصادقة ومعرفة رئيس الوزراء نفتالي بينيت تظهر من هي الشخصية المفضلة بالنسبة للمؤسستين العسكرية والسياسية الإسرائيلية لخلافة محمود عباس.
وأوضحت أن الرؤية الإسرائيلية تجاه كل من حسين الشيخ وماجد فرج، ”تنص على أن لديهما القدرة على إدارة شؤون السلطة الفلسطينية، على الرغم من أن الداخل الفلسطيني نفسه يشهد هجوما ضدهما أحيانا بسبب قبولهما لنظرية (السلام الاقتصادي) مع إسرائيل، وهي الفكرة التي تتعارض تماما مع أسس المشروع الوطني الفلسطيني“.
أفق سياسي
ونبهت القناة إلى أنها تحدثت مع مصدر رفيع بالسلطة الفلسطينية، في أعقاب الاجتماع الذي عقده لابيد، مطلع الأسبوع الجاري مع الشيخ، أكد لها أن لديه تقديرات بأن السلطة الفلسطينية وإسرائيل تستعدان لاستئناف المسيرة السياسية.
ونقلت قناة ”الآن 14“ عن مصادر فلسطينية أخرى، أن ”دولا لها وزن كبير مثل الولايات المتحدة ودول في أوروبا والعالم العربي، تقف وراء الاجتماعات السياسية التي عقدت مؤخرا بين مسؤولين فلسطينيين ووزراء بحكومة إسرائيل، ضمن محاولات لفتح أفق سياسي بين الجانبين“.
وتقول القناة إنه لم يسجل حتى اللحظة تقدم فيما يتعلق بإمكانية العودة إلى المفاوضات السياسية بين تل أبيب ورام الله؛ لأن الجانب الإسرائيلي من وجهة نظر فلسطينية يتمسك بمواقفه، ولم يحصل الفلسطينيون على وعود بوقف الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية بالضفة الغربية، كما أن ملف القدس لم يشهد أي تغيير في مواقف إسرائيل.
ميزة كبيرة
ووفق ما نقلته القناة، نجح حسين الشيخ في الفترة الأخيرة في تحسين وضعه السياسي بعد أن أصبح عضوا باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كما أنه عضو اللجنة المركزية لحركة ”فتح“ ويحظى بعلاقات جيدة مع مصادر إسرائيلية؛ الأمر الذي يشكل له ميزة كبيرة في السباق على رئاسة السلطة الفلسطينية.
وفي المقابل، أشارت القناة إلى أن اللواء ماجد فرج، والذي كان في الماضي مجرد متدرب مبتدئ في أول دورة تدريبية لجهاز الأمن الوقائي، وقت أن كان جبريل الرجوب قائدا لهذا الجهاز، يسيطر اليوم على المنظومة الأمنية الفلسطينية بالكامل، على الرغم من أن الكثير من الفلسطينيين يعارضون هذا الأمر.
وكان الصحفي الإسرائيلي باروخ ياديد، قد أشار عبر القناة ذاتها قبل يومين، إلى أن تسريب حقيقة عقد الاجتماع بين لابيد والشيخ جاء للمرة الأولى عبر الحساب الخاص بالأخير على ”تويتر“، وليس عبر بيان صادر عن وزارة الخارجية أو عبر حساب لابيد.
وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ كان كتب عبر حسابه على موقع ”تويتر“ عقب الاجتماع مع لابيد، الأحد الماضي: ”التقيت وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد وتباحثنا بعدة قضايا سياسية ومسائل ثنائية، وأكدت على ضرورة وجود أفق سياسي بين الطرفين يرتكز على الشرعية الدولية“.
وألمح الصحفي الإسرائيلي إلى وجود صلة بين الاجتماع وبين اختيار الشيخ قبل أيام عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية خلفا لصائب عريقات، مع ترجيحات بأن يشغل منصب أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة.
ودلل على نفوذه المتزايد وقال إن الشيخ أعلن بعدها أن 500 عائلة فلسطينية بصدد الحصول على هوية فلسطينية ضمن تفاهمات مع إسرائيل.
Comments are closed.