واشنطن (عربي times)
رأت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، أن ”الموقف الصارم الذي تنتهجه الحكومة البريطانية ضد أي غزو روسي محتمل ضد أوكرانيا، قد يواجه العديد من العقبات، أبرزها المصالح الروسية الواسعة في الداخل البريطاني، خاصة في العاصمة لندن“.
وقالت الصحيفة إن ”بريطانيا هي الدولة التي تتحدث بشكل صارم تجاه روسيا، فرئيس الوزراء بوريس جونسون اتهم موسكو بالتآمر للإطاحة بالحكومة الأوكرانية، وتعهد بتقديم أكبر عدد ممكن من القوات البريطانية في المنطقة، وأعلن قانوناً جديداً يمكن أن يوسّع العقوبات على حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين“.
وأضافت الصحيفة، في تحليل إخباري نشرته الثلاثاء، أنه ”مع كل هذه الخطط، فإن الحكومة البريطانية يمكن أن تواجه عقبات قريبة بشكل كبير من الداخل، وهي مدينة لندن“.
ولفتت إلى ”حديث وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، أن العقوبات الجديدة تعني أنه لا يوجد مخبأ بالنسبة للأباطرة المقربين من بوتين، أو الشركات الروسية الضالعة في دعم الدولة الروسية، ولكن على مدار سنوات، فإن الشوارع الثرية في لندن، والمناطق المحيطة بها هي في الأساس مكان جيد للاختفاء إذا كنت أحد الأباطرة الموالين للكرملين“.
وأشارت الصحيفة إلى أن ”المليونيرات والمليارديرات الروس اشتروا الكثير من الأصول في معظم المناطق الثرية في لندن، مثل (بيلغرافيا) وسط العاصمة، كما أن هناك بعض الأحياء التي تحمل أسماء ذات صبغة سوفيتية سابقة، مثل (لندنغراد)، أو الميدان الأحمر، ويقول بعض النشطاء إن الأثرياء الروس يستغلون وجودهم في بريطانيا في عمليات غسل الأموال“.
وتابعت: ”في الوقت الذي استخدمت فيه الحكومة البريطانية العقوبات لاستهداف الروس في الخارج، فإنها تبدو قلقة للغاية في النظر للمشكلات في الداخل“.
ونقلت ”واشنطن بوست“ عن ”أوليفر بولو“، الكاتب البريطاني المقيم في روسيا، قوله إنه ”يعلم بوجود أقارب مقربين للغاية من الأصدقاء الجيدين لبوتين، الذين يملكون أصولاً في لندن، ومن بين أبرز هؤلاء الملياردير رومان أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي الإنجليزي، بالإضافة إلى وجود شخصيات أخرى أقل شهرة على صلة وثيقة بالكرملين، ومن بينهم فلاديمير ياكونين، الجار السابق للرئيس الروسي، والذي كان رئيساً سابقاً لخطوط السكك الحديدية الروسية، والذي يملك منزلاً قيمته 47 مليون دولار“.
وأردفت الصحيفة: ”يرى منتقدو الحكومة البريطانية أنه حان الوقت للتعامل بشكل جاد مع هذا الأمر“.
بدوره، قال إدوارد لوكاس، الصحفي البريطاني والمرشح السياسي لحزب الليبراليين الديمقراطيين المعارض، إن حكومة بوريس جونسون يجب أن تفعل المزيد“.
وأشار إلى أن ”زعم استهداف روسيا بعقوبات جديدة لن يساهم في تقويض غسل الأموال والاحتيال“.
واستطردت الصحيفة: ”رغم الخلافات في السياسة الخارجية مع موسكو بشأن أوكرانيا، وسلسلة محاولات الاغتيال لأعداء الكرملين على الأراضي البريطانية، فإن الحرب البريطانية ضد الأموال الروسية غير المشروعة لم تكن متكاملة. وتمثلت الخطوة الأبرز في قانون صادر عام 2017، منح المحاكم سلطة إصدار أوامر للكشف عن مصدر ثروات أولئك الذين يستثمرون في بريطانيا، والمشتبه في ارتكابهم أعمال فساد وإجرام في الخارج“.
Comments are closed.