ما سر تهديد سفير أوكرانيا المبطن لنواب في الكنيست الإسرائيلي؟

وجه السفير الأوكراني في تل أبيب، يفغيني كورنيتشوك، تهديدا مبطنا للحكومة الإسرائيلية، خلال اجتماع بين نواب بالكنيست ووفد أوكراني رفيع المستوى، وفق ما كشفته صحيفة ”ماكور ريشون“ العبرية اليوم .

وقالت إن كورنيتشوك أبلغ أعضاء بالكنيست أن بلاده ”لا تريد أن تصل إلى وضع تضطر لتقييد دخول الحجاج اليهود لبلدة أومان، لو لم تستجب إسرائيل لمطالبها“

ووصل إلى إسرائيل، منذ الأسبوع الماضي، وفد أوكراني رفيع المستوى، برئاسة سيرغي شيفير، مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وأحد المقربين منه.

وعقد اجتماعا يوم الإثنين، مع نواب الكنيست، وطلب منهم مساعدات إسرائيلية ”تتخطى ما تم تقديمه حتى الآن“ وفق التعبير الذي استخدمته الصحيفة.

وذكرت الصحيفة أن خلفية الاجتماع كانت ما وصفتها بـ ”جريمة الحرب التي شهدتها مدينة بوتشا الأوكرانية، قرب العاصمة كييف“.

وأجرى الوفد، الذي انضم إليه السفير يفغيني كورنيتشوك حوارا مكثفا مع نواب الكنيست، ومع رئيسه النائب ميكي ليفي، وبحضور النائب يفغيني سوفا (من حزب إسرائيل بيتنا الائتلافي)، والنائب ميخائيل مليخئيلي (من حزب شاس الحريدي المعارض)، الذي يترأس جمعية الصداقة الإسرائيلية الأوكرانية.

ومنذ وصوله إلى إسرائيل، عقد الوفد الأوكراني اجتماعات أخرى، شملت وزير المالية وزعيم حزب ”إسرائيل بيتنا“ أفيغدور ليبرمان، ووزارة الداخلية، من حزب ”يمينا“ الحاكم، ايليت شاكيد، التي يعد ملف اللاجئين الأوكرانيين من بين اختصاصاتها.

ونوهت الصحيفة إلى أن مستشار الرئيس الأوكراني سيرغي شيفير، المقرب للغاية من زيلينسكي، وصل إلى إسرائيل على رأس الوفد، بتكليف رئاسي ”بغية تحقيق أهداف تحاول أوكرانيا الوصول إليها“.

غضب أوكراني

ونبهت ”ماكور ريشون“ إلى أن مستشار زيلينسكي أعرب عن غضب بلاده الشديد بسبب ”دخول الروس إلى إسرائيل من دون مشاكل، على الرغم من أن تل أبيب أعلنت إلغاء الاتفاق الخاص بإلغاء تأشيرات الدخول بينها وبين روسيا“.

وفي الوقت نفسه، ”لا يستطيع الأوكرانيون الدخول بحرية إلى إسرائيل، حتى ولو وصلوا إلى تل أبيب قادمين من الولايات المتحدة الأمريكية“، حسب الصحيفة.

ورد النائب الإسرائيلي يفغيني سوفا، بأن قدم معطيات تدل على وجود أكثر من 40 ألف مواطن أوكراني في إسرائيل، من بينهم 21700 دخلوا خلال شهر ونصف الشهر.

وقال إن من بينهم 7 آلاف لديهم ”حق العودة“، وقرابة 14 ألفا إما لديهم أقارب عائلة في إسرائيل، أو أنهم يوجدون بداخلها للعمل (مصرح لهم)، وقرابة 20 ألفا يوجدون بشكل غير شرعي ودون تصريح.

وأحصى النائب الإسرائيلي أمام الوفد الأوكراني جميع الخطوات التي باشرتها إسرائيل، مثل إقامة مستشفى ميداني، وإرسال سيارات إسعاف ومعدات إنسانية.

مشاكل

وعلى الرغم من ذلك، ذكرت الصحيفة إن الوفد الأوكراني استعرض عددا من المشاكل، منها حقيقة إن أوكرانيا في الوقت الراهن ”مغلقة“، وميناء أوديسا لا يعمل، لذا فإن كييف لا تعرف كيف يمكنها تسلم جميع المعدات التي أرسلتها إسرائيل.

الصحيفة أشارت أيضا إلى أن الطلبات التقليدية التي وضعتها كييف في الماضي، على طاولة الحكومة الإسرائيلية مثل المساعدات العسكرية والأسلحة، لم تجد مجالا لطرحها خلال الاجتماع، إذ لا تعد من بين صلاحيات نواب الكنيست.

وأوضحت أن الوفد الأوكراني طلب ”مساعدات نفسية“، ولا سيما للسيدات اللواتي تعرضن لتحرش جنسي من جانب جنود روس في المناطق ”المحتلة“ على حد قولها.

ولفتت إلى أن السفير الأوكراني وضع ملاحظة غير مألوفة، تم تسجيلها في مدونة الاجتماع، إذ توجه السفير كورنيتشوك للنائب الإسرائيلي الحريدي ميخائيل مليخئيلي بطلب تقديم المساعدات التي تريدها كييف محذرا إياه من أن رأس السنة العبرية يقترب، وأن بلاده ”لا تريد تقييد دخول الزائرين المتدينين اليهود إلى بلدة (أومان)“.

وتعد هذه البلدة ذات قداسة دينية لأحد التيارات اليهودية الدينية ”حسيدوت بريسلوف“ وفيها قبر مؤسس هذا التيار الذي يحج إليه أتباع هذا التيار سنويا.