تقرير: بوتين كشف حدود نفوذ ماكرون في أوروبا

واشنطن (عربي times)

رأت شبكة ”سي إن إن“ الأمريكية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان يرى في نفسه ”صاحب رؤية عظمى ونفوذ بالنسبة للغرب، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كشف حدود نفوذه“.

وقالت الشبكة في تحليل إخباري نشرته، اليوم الجمعة، إنه ”في يوم 20 فبراير/ شباط الماضي، أجرى ماكرون اتصالاً هاتفياً مع بوتين، وبعده بفترة قصيرة، قال ماكرون إنه سيرعى قمة بين بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن، بشرط ألا تقوم موسكو بغزو جارتها أوكرانيا“.

وأضافت: ”في اليوم التالي، أعلن بوتين اعتراف روسيا باستقلال منطقتين في شرق أوكرانيا، دونتسك ولوغانسك، وبنهاية الأسبوع أرسل قواته إلى أوكرانيا، ومنذ بدء الأزمة، وضع ماكرون نفسه بوصفه رجل الدولة في أوروبا، وتحدث مع بوتين وجهًا لوجه، وعدة مرات عبر الهاتف، بطريقة لا يرغب فيها زعماء آخرون في العالم، أو كما يقول أنصار ماكرون، أنهم عاجزون عنها“.

وبينت أن ”منتقدي ماكرون يرون أن تساهله يمنح الشرعية لرجل وصفه الرئيس الأمريكي بايدن بأنه ”مجرم حرب“، ولكن حلفاءه يقولون إنه بطريقة أخرى يُبقي خطوط الاتصال مفتوحة مع موسكو، بطريقة تقضي على أي مزاعم من جانب بوتين بأنه معزول، وليست لديه خيارات دبلوماسية أخرى بخلاف الغزو.

ونوهت الشبكة إلى أن ماكرون يرى نفسه وفرنسا كقوة للخير على الساحة العالمية، ورغم أن تدخلاته لم ترتق إلى مستوى التوقعات، حيث انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني واتفاقية باريس للمناخ، وغزا بوتين أوكرانيا.

وبينت أن شخصية رجل الدولة عادة ما يكون لها تأثير إيجابي على الداخل الفرنسي، وهو ما يمكن أن يساعده في سباق الفوز بولاية رئاسية ثانية.

وذكرت الشبكة أنه ”إذا نجح ماكرون في الفوز بولاية رئاسية ثانية، فمن المحتمل أنه سيكون راغبًا في الاستمرار والمضي قدماً في دوره كمرشد سياسي وأخلاقي لأوروبا“.

وأوضحت أنه ”خلال السنوات الخمس الماضية، تحدث العديد من الدبلوماسيين والمسؤولين في الاتحاد الأوروبي عن إحباط واسع النطاق من طريقة تفكير ماكرون، الذي أثار غضب الدول الأخرى في بعض الأحيان بسبب تشدده بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأزعج الدول الأعضاء الأكثر اهتمامًا بالأمن من خلال الحديث عن ”الموت العقلي“ لحلف شمال الأطلسي ”الناتو“، والدعوة إلى إنشاء جيش أوروبي، ما جعل دعواته من أجل أوروبا أكثر مركزية تتعرض للتجاهل التام“.

ونقلت عن فيليب مارليير، أستاذ السياسات الفرنسية والأوروبية في جامعة كوليج لندن، قوله: ”أراد ماكرون إصلاحاً كبيراً، ولكنه وجد نفسه معزولاً، ولم تكن الظروف السياسية ملائمة بالنسبة له كي ينفذ رؤيته الكبرى، في ظل بريكست ووباء كورونا، ما وضع كل الحكومات في وضع الأزمة“.

وفيما يتعلق بمواقفه في الأزمة الأوكرانية، بينت ”سي إن إن“، أن ماكرون سيجد نفسه عرضة للانتقادات من جانب حلفاء غربيين، وسيعاني من أجل كسب ثقة جيرانه الأوروبيين.

وتساءل مارليير حوّل ما إذا كان ماكرون ستكون له مصداقية إذا ما تمت محاكمة بوتين كمجرم حرب؟، حيثُ لم يكن الصوت الأعلى أو الأكثر انتقاداً في الغرب، وعلى الصعيد التاريخي كان دائماً ما يريد علاقات وثيقة مع روسيا.

وقالت ”سي إن إن،“ إن ماكرون يمتلك بعض الصفات المشتركة مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في ظل ولعهما بالتنافسية، وتحقيق الانتصارات الشخصية، والتهور في الكثير من الأحيان، وبمعنى آخر، فإنهما دائمًا ما يلجآن إلى ”المسار التصادمي“.

Comments are closed.