لندن (عربي times)
تتجه روسيا لتأخذ مكانا أبرز ضمن موردي الطاقة إلى آسيا، وسط عروض مغرية في الأسعار، وعدم اصطفاف أكبر دولتين في القارة بعد روسيا، الصين والهند، للعقوبات الغربية على موسكو.
وتستورد الصين والهند المزيد من الخام الروسي، لكن اليابان وكوريا الجنوبية، حليفتا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، تستوردان أقل، ومع ذلك، يجد الخام الروسي مكانا في آسيا، بحسب وكالة التصنيف الائتماني العالمية “ستاندرد آند بورز” في تقرير حديث لها.
ورجحت أن يستمر هذا الاتجاه “طالما ذلك ضمن الحدود القانونية.
ويأتي هذا وسط منافسة شديدة بين روسيا ودول الشرق الأوسط النفطية على أسواق آسيا.
روسيا بديل الشرق الاوسط
• قدم موردو الشرق الأوسط تاريخيا معظم النفط الخام إلى كل من الصين والهند.
• لكن منذ نشوب حرب أوكرانيا، حلت روسيا محل الشرق الأوسط كأكبر مورد للصين، وتراجعت السعودية للمركز الثاني، وتقوم موسكو بسرعة بزيادة حصتها من واردات الهند، معتمدة في ذلك على رخص أسعار نفطها.
• ومع ذلك، تواصل الصين والمملكة العربية السعودية التعاون في مجال أمن الطاقة، والشركات التي تديرها الدولة من كلا البلدين تبحث عن فرص للتعاون، بحسب مذكرة “ستاندرد آند بورز”.
• من المرجح أن تشتد المنافسة على شحنات الغاز الطبيعي المسال المرنة بين آسيا وأوروبا التي بدأت لسعات البرد القارص تدب في جسدها قبل توفير بدائل الغاز الروسي بشكل كامل.
• يرتبط معظم الطلب على الغاز الطبيعي المسال المنقول بحرا في آسيا بأسعار النفط، وتؤدي الأسعار المرتفعة إلى ضغط هبوطي على الطلب، مما يقلل من الشراء الفوري.
تحدي رخص الأسعار
بعد نشوب حرب أوكرانيا فبراير الماضي، وبدء العقوبات الأوروبية- الأميركية على النفط والغاز الروسيين، قدمت موسكو إغراءات للمستوردين في آسيا، خاصة الصين والهند، منها تخفيض الأسعار، وعقود طويلة الأجل.
ورغم أن الخام الروسي المنخفض للغاية جذاب مقارنة بمصادر نفط أخرى، يقوم المستوردون بالتحوط بين الأسعار المخفضة والعقوبات المحتملة نتيجة شراء الخام الروسي المعاقب بسقف تسعير من الدول الكبرى، إثر نشوب حرب أوكرانيا.
تداعيات سلبية
رغم تمتع بعض دول آسيا بعروض النفط الروسي الرخيصة، إلا أن الحرب انعكست عليها سلبا في نواحٍ أخرى:
• فيما بدأت آسيا تتعافى من الركود الناجم عن جائحة كورونا، جاءت الحرب بارتفاع كبير في التضخم، انعكس على أسعار فواتير الوقود التي يدفعها السكان.
• بحسب “ستاندرد آند بورز”، أمضت العديد من البلدان في آسيا عقودًا في استبدال النفط بأنواع وقود أنظف في توليد الطاقة، إلا أن الاضطرابات التي تسببها الحرب في العرض والطلب في أسواق الطاقة تدفعها للعودة إلى الطاقة التقليدية.
وتشير المؤسسة إلى آسيا باعتبارها أكبر منطقة مستوردة للنفط والغاز في العالم، ويأتي الكثير منها من الشرق الأوسط، وتقول إن اعتماد آسيا على خام الشرق الأوسط في حالة تغير مستمر مع ارتفاع واردات المنطقة من الخام الروسي الرخيص.
Comments are closed.