مهمة مأهولة إلى المريخ .. قائدها “النوم”

واشنطن (عربي times)

يعد نوم كثير من البشر فترات أطول في الشتاء أمراً طبيعياً، حيث يخبر تقليل التعرض للضوء الجسم بإنتاج الميلاتونين، وهو هرمون يجعل الفرد أكثر نعاسًا. ولكن ماذا لو كان بإمكان البشر السبات حقًا ؟.

يعتقد بعض العلماء أنه قد يكون أقرب مما نتخيل ويمكن أن يحمل مجموعة من الفوائد المحتملة، من منع الضرر الناجم عن السكتة القلبية والسكتة الدماغية، إلى درء المجاعة – وحتى تمكين السفر إلى الفضاء.

وقالت الدكتورة مارينا بلانكو عالمة الأبحاث في جامعة ديوك في الولايات المتحدة، والتي درست السبات في الليمور القزم وهو نوع من الثدييات: “قد يكون إحداث السبات لدى البشر أقرب إلى العلم منه إلى الخيال”.

وأضافت: “يمكن أن يساعدنا على النجاة من الأزمات النشطة – على سبيل المثال، النقص الموسمي في الغذاء – والتعامل مع الإصابات الخطيرة عن طريق تجنب تلف الأعضاء وزيادة طول العمر”.

والسبات هو حالة من الحد الأدنى من النشاط وإبطاء عمليات التمثيل الغذائي التي تدخل فيها بعض الحيوانات – مثل القنافذ والخفافيش والدببة البنية – تتميز بانخفاض معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم وانخفاض استخدام الأكسجين.

ومع ذلك، ليست الحيوانات فقط هي التي تفعل ذلك. حيث توفرت أدلة على ذلك مستمدة من عظام وجدت في أحد أهم مواقع الحفريات في العالم، وهو كهف يسمى Sima de los Huesos (حفرة العظام)، في أتابويركا شمال إسبانيا.

وأشارت تلك الأدلة التي عُثر عليها في الكهف الإسباني، إلى أنه منذ مئات الآلاف من السنين، ربما نجا البشر الأوائل من البرد القارس بالنوم خلال الشتاء.

وتظهر الأحافير في الكهف اختلافات موسمية تشير إلى تعطل نمو العظام لعدة أشهر من كل عام، وفقًا لورقة بحثية نُشرت في مجلة L’Anthropologies.

ويجادل الباحثون بأن هؤلاء البشر الأوائل وجدوا أنفسهم “في حالات التمثيل الغذائي التي ساعدتهم على البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة من الزمن في ظروف شديدة البرودة مع إمدادات محدودة من الطعام ومخزون كافٍ من الدهون في الجسم”. بعبارة أخرى، كانوا في حالة سبات.

وتشير الأدلة المتزايدة إلى أننا قد نحمل المعدات البيولوجية للقيام بذلك، وكما يشرح أحد الخبراء فإن “البشر مثل الثدييات الأخرى، قد يكون لديهم بالفعل آلية بيولوجية للسبات، لكننا بحاجة إلى معرفة كيفية تنشيط وتنظيم وتنسيق جميع العمليات الضرورية”.

ولكن هل يمكن أن يكون لتقليل معدل الأيض الناتج عن السبات استخدامات تتجاوز العلاج الطبي؟

أحد الاقتراحات هو أنه قد يقلل من كمية الطعام التي يحتاجها رواد الفضاء خلال رحلة فضائية طويلة تدوم لسنوات – مثل رحلة 300 مليون ميل إلى المريخ، بحسب ما أوردته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وتهتم كل من وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ووكالة ناسا بجدية بهذا المجال البحثي، وفي وقت سابق من هذا العام، اقترح تحقيق بقيادة وكالة الفضاء الأوروبية أن السبات البشري قد يصبح تقنية سفر فضائية “تغير قواعد اللعبة”.

وأثناء السفر إلى الفضاء، يتعرض رواد الفضاء للإشعاع – ويمكن أن يساعد السبات في تقليل هذا الخطر.

 

Comments are closed.