باريس (عربي times)
تحتل المناطق الفرنسية موقع الصدارة في التحول المناخي وسيتعين عليها التكيف خلال العقود المقبلة مع آثار التغير المناخي، وفق تقرير نشرته صحيفة “لوموند”.
وقالت الصحيفة إنه “لفهم ظاهرة الاحتباس الحراري، هناك منحنيات وخطوط تحذيرية، ورسوم بيانية معدة من أشرطة ملونة ترمز إلى ارتفاع درجات الحرارة، وخرائط، كل واحدة تنذر بالخطر أكثر من سابقتها، فيشعر الملايين من الفرنسيين أن أراضيهم تتغير”.
وأوضحت أنه “على سبيل المثال في بورغندي، يتم تقديم موعد الحصاد باستمرار، في المتوسط، كان ذلك أبكر بشهر مما كان عليه في العصور الوسطى، عندما قام رهبان زراعة العنب بتسجيل يوم الحصاد الأول، و في بريتاني ونورماندي، كان الرواد يعيدون زراعة الكروم”.
وأشارت إلى أنه “في المرتفعات الجبلية، تتأرجح دوائر الأعمال بين التحول إلى السياحة الصيفية القائمة على الرعي والاستثمار في مدافع الثلج، وتختفي غابات الزان تدريجيًّا جنوب نهر السين”.
وأثر هذا التغير أيضًا على الحيوانات التي نراها أقل، فمثلًا في أريج (جنوب غرب فرنسا)، تهاجم الدبابير الآسيوية النحل على ارتفاعات تصل إلى 1200 متر، لأن الجغرافيا نتاج بيئة طبيعية وتراث تاريخي.
ونقلت عن باحثة الجغرافيا وعضو المجلس الفرنسي الأعلى للمناخ ماجالي ريجيزا قولها إن “التحول المناخي يقلب الأمور رأسًا على عقب”.
وأضاف ريجيزا: “على المدى الطويل، ماذا سيحدث للمستنقعات المالحة على الساحل الغربي؟ والمستنقعات البحرية في Mont-Saint-Michel ، وCamargue، ومناطق زراعة العنب، وغابات التنوب الجبلية؟”.
وأكدت أن “المناظر الطبيعية الخلابة في فرنسا تتغير بالفعل كثيرًا وبشكل متسارع”، لافتة إلى “بحيرة سيري بونكون والتي غدت اليوم أحد رموز الجفاف”.
ولفتت الصحيفة إلى تآكل السواحل، الذي بدا واضحًا في بعض المنتجعات الساحلية، وأصبحت هذه الظاهرة حاضرة للغاية منذ عام 2022″.
وتساءلت: “هل ستجعل موجات الحر المدن الكبرى أقل جاذبية في أوقات معينة من العام؟ هل ستصبح الشمس – المصدر الرئيس لساحل البحر الأبيض المتوسط – عدوًّا؟”.
تحويل وجه المدن
كُلفت باريس بإجراء مسح طويل من المنظمة الدولية للهجرة، ووفقًا لتقرير “لوموند”، فإن “الهجرة المرتبطة بتغير المناخ ستغير وجه المدن في المستقبل القريب، سيرى البعض زيادة في عدد سكانهم بسبب الهجرة الجماعية من الريف”.
وذكرت الصحيفة: “لكن البعض الآخر سيواجه نزوحًا جماعيًّا إلى المدن، يعد نقص المساحات الخضراء وجودة الهواء من بين الأسباب الثلاثة الرئيسة لمغادرة العاصمة”.
وبينت أن “لمساعدة الناس على التكيف، تتيح وكالة الطقس الوطنية عددًا من أجهزة المحاكاة للاقتصاديين والسياسيين ، مثل منصات Drias-climat.fr و Climadiag. تمكّنهم عمليات المحاكاة من رؤية الوضع المناخي لمناطقهم أو مجتمعاتهم في نهاية القرن”.
انقلا عن /صحيفة لوموند الفرنسية
Comments are closed.