لماذا تأخر الرد الإيراني على اغتيال هنية؟

لندن (عربي times)

تثار تساؤلات عديدة حول تأخر الرد الإيراني على “عدوتها اللدودة” إسرائيل، رغم مرور 6 أيام على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران.

وبحسب مراقبين عسكريين، فإن تأخر الرد الإيراني حتى الآن، يعود للرسائل السياسية من قبل إسرائيل وأمريكا، إذ منح التأخر، الولايات المتحدة الفرصة لتعبئة قواتها، والتأهب بشكل أفضل للتصدي للهجوم المحتمل، ولإعادة حشد التحالف الدولي للمهمة ذاتها.

كما أفرز تأخر الرد الإيراني في إسرائيل، نظرية “الهجوم الوقائي”، التي تعني أن إسرائيل، هي التي ستطلق الرصاصة الأولى والثانية لتلك الحرب.

ويرى آخرون، أن طهران استخلصت الدروس من هجوم نيسان/ أبريل الماضي بالصواريخ الباليستية والمسيرات، كي تحسّن الرد الهجومي التالي، وتوجيه ضربة مباشرة، في ظروف أفضل من النواحي العسكرية واللوجستية.

وفي إسرائيل، يقول إعلامها: “إن إسرائيل تتفهم أسباب عدم مسارعة طهران للرد على اغتيال هنية”.

وأشار موقع “واللا” العبري، الثلاثاء، إلى أن الاعتقاد السائد بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية هو أن طهران ” تخشى ما بعد هجومها على إسرائيل”، لذلك لم تسارع بالرد.

كما أشار الموقع الإسرائيلي، إلى أن طهران “تدرك المغزى من التعزيزات الإضافية التي ترسلها الولايات المتحدة الأمريكية للمنطقة”.

وتابعت: لقد نجحت  عبر التدفقات العسكرية الأمريكية للمنطقة في توجيه رسالة لطهران، أنه في حال أقدمت على ضرب مواقع مدنية أو رموز سلطة أو بنى تحتية وطنية إسرائيلية، فإن الرد سيكون غير معتاد في قوته.

وبحسب الموقع، فإن إسرائيل التي طرحت فكرة “الهجوم الوقائي”، قبل أن يستبعده المستوى السياسي، نظرًا لخطورته، لن تتردد، في شن هذا الهجوم، لكن شريطة أن تثبت المعلومات الاستخبارية التي تُجمع على قدم وساق أن ما يحدث في إيران ينم عن استعداد لهجوم.

وكان رفض المستوى السياسي للهجوم الاستباقي مشروط، أي أنه ليس رفضًا مطلقًا، واستند إلى قاعدة “الرد الوقائي يحدث بناءً على استخبارات واضحة ودقيقة”، ومن ثم من غير المستبعد أن تشن إسرائيل هجومًا ما داخل إيران.

وهناك سبب آخر للتردد الإيراني حتى الآن، وهو كما يشير الموقع، الخوف من فشل الهجوم، على غرار ما حدث في 13 نيسان/ أبريل الماضي.

والفشل هنا من وجهة نظر إسرائيلية يتعلق بالتصدي لغالبية العدائيات، من صواريخ ومسيّرات، قبل وبعد وصولها لحدود إسرائيل، بنسبة تجاوزت الـ 90% وفق الرواية الإسرائيلية.

تجدر الإشارة إلى أنه رغم ذلك الفشل، فإنه لم يكن لأي مراقب عسكري أن يتوقع هجومًا إيرانيًا مباشرًا على إسرائيل، أو يتطرق إليه حاليًا لولا هجوم نيسان/ أبريل، الذي كسر الحواجز، وفتح الباب لاستخلاص الدروس.

وهناك رؤية أخرى إسرائيلية، مفادها أن إيران لن تهاجم بالتزامن مع بعض الفصائل، الذي يريد توجيه رد انتقامي منفصل وبوقت قصير، على مقتل قائدها ، بحسب صحيفة”يسرائيل هايوم”.

وعلى العكس، ترى الصحيفة أن إيران بحاجة إلى وقت طويل للتجهيز لهجوم، ولديها اعتبارات عديدة، منها مثلًا أنها في انتظار النقاش المزمع في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، بشأن اغتيال هنية، وبعدها ستدرس كيفية الرد.

Comments are closed.