بكين (عربي times)
تقدم بكين حلًّا لاقتصادها “الضعيف” يثير مخاوف من شبح رب تجارية عالمية جديدة، بحسب وصف تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن الحل الصيني مبني على تحفيز قطاع المصانع في البلاد، والضغط على الشركات في أنحاء العالم جميعها.
وبحسب التقرير، قرر الزعيم الصيني شي جين بينغ مواجهة ركود النمو من خلال التركيز كاملًا على التصنيع، ومعظم هذا الإنتاج مخصص للتصدير.
وعلى حين تعمل الصين على تشغيل آلة التصدير الضخمة الخاصة بها مجددًا، “فلا يوجد، هذه المرة، مكان يختبئ فيه المنافسون”.
توترات
وأشار التقرير إلى أن القرار الأخير الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية الصينية المستوردة ليس سوى أحدث علامة على تفاقم التوترات.
وكانت الولايات المتحدة قد رفعت في وقت سابق من هذا العام الرسوم على الصلب والألومنيوم والمركبات الكهربائية والخلايا الشمسية وغيرها من المنتجات الصينية.
رسوم جمركية
ورفعت تركيا الرسوم الجمركية على المركبات الكهربائية الصينية، على حين رفعت باكستان الرسوم الجمركية على القرطاسية والمطاط الصيني.
وفي السياق ذاته، فتحت دول أخرى تحقيقات لمكافحة الإغراق لمعرفة ما إذا كانت البضائع الصينية تباع بأقل من القيمة العادلة.
وتفحص الهند الأصباغ والمواد الكيميائية الصينية، وتبحث اليابان في الواردات الصينية من الأقطاب الكهربائية.
وتحقق المملكة المتحدة في واردات الحفارات ووقود الديزل الحيوي، على حين تحقق الأرجنتين وفيتنام في أفران الميكروويف وأبراج الرياح الصينية.
وأشار التقرير إلى أن إجراءات هذه الدول خلفت حسابات جريئة، ولكنها محفوفة بالمخاطر من جانب بكين مفادها أن الاستثمار بشكل أكبر في التصنيع يمكن أن يستعيد الحيوية الاقتصادية للبلاد، ويبني مرونتها الصناعية من دون إثارة كثير من ردود الفعل الدولية التي تهدد مستقبل الصين.
وتظهر المقابلات التي أجريت مع مستشاري السياسات في بكين، والأشخاص الذين تشاوروا مع المسؤولين الصينيين أن القيادة الصينية واجهت مفترق طرق محوريًّا في العام الماضي، مع تسبب الركود العقاري في البلاد في دفع الاقتصاد إلى إحدى أضعف نقاطه منذ عقود من الزمن.
وتابع التقرير، بحسب مستشارين، بأن اقتصاد الصين يحتاج إلى إعادة تفكير جوهرية، إذ يخرج من اعتماده التقليدي الكبير على التصنيع والبناء، ويعطي الأولوية بدلًا من ذلك لمزيد من الاستهلاك المحلي، وهو التحول الذي من شأنه أن يجعل الصين أشبه بالولايات المتحدة، وربما يضعها على مسار نمو أكثر استقرارًا.
وأردف التقرير أن الصين تبدو متراجعة عن إستراتيجيتها السابقة بالحد من فائض الإنتاج الذي عانته سابقًا، وأغضب شركاءها التجاريين.
ومع تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، وضعف الاقتصاد الصيني، تغيرت آراء شي، ويقول مستشارو السياسة الصينيون، إذ أصبح أكثر اهتمامًا بضمان قدرة الصين على إنتاج كل ما تحتاجه في حالة نشوب صراع مع الولايات المتحدة، وأصبح أقل تعاطفًا مع الشكاوى الغربية، ومُستعدًا أيضًا على ما يبدو لحرب تجارية جديدة.
Comments are closed.