القدس (عربي times)
قال مسعفون فلسطينيون إن إسرائيل دكت قطاع غزة بقصف جديد أسفر عن استشهاد 20 شخصا على الأقل اليوم الأربعاء، بعد يوم على واحدة من أعنف الضربات الجوية المنفردة منذ بدء الحرب قبل عام، التي قتل فيها العشرات في شمالي القطاع.
واستشهد 8 من ضحايا اليوم الأربعاء في ضربة على منطقة السلاطين في بيت لاهيا شمال غزة.
وتقع المنطقة بالقرب من المكان الذي قال مسعفون إن 93 شخصا على الأقل قُتلوا أو فقدوا فيه أمس الثلاثاء إثر غارة إسرائيلية وصفتها واشنطن بأنها “مروعة”.
ولا بوادر تشير إلى تراجع حدة الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي دمر قطاع غزة وأسفر عن استشهاد عشرات الآلاف من الأشخاص، في وقت تشن فيه إسرائيل حربا جديدة في لبنان، وتحاول الولايات المتحدة الداعمة لها التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد عام من المحاولات الفاشلة.
وأرسلت إسرائيل دباباتها إلى بيت لاهيا وبلدتي بيت حانون وجباليا المجاورتين في وقت سابق من هذا الشهر لطرد مسلحي حماس الذين قالت إنهم أعادوا ترتيب صفوفهم في المنطقة.
ويقول العاملون في المجال الطبي إن العملية الجديدة أسفرت عن قتل مئات الفلسطينيين، وأدت إلى خفض المساعدات والإمدادات الغذائية إلى أدنى مستوى منذ بداية الحرب.
وأصدر مسؤولون في بيت لاهيا بيانا يحثون فيه القوى العالمية ووكالات الإغاثة على وقف الهجمات الإسرائيلية وإدخال الإمدادات الطبية الأساسية والوقود والغذاء، قائلين إن العمليات العسكرية الأحدث تركت المنطقة “بلا طعام، بلا مياه، بلا مستشفيات، بلا إسعافات، بلا دفاع مدني، بلا أطباء، بلا خدمات (صرف صحي ونفايات)، بلا اتصالات”.
وجاء في البيان: “إننا نطلق نداء الاستغاثة العاجل بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بمدينة بيت لاهيا التي تتعرض للقتل والإبادة”.
وقال عيد صباح، مدير التمريض في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا لـ “رويترز” إن الجثث والجرحى ما زالوا تحت الأنقاض.
وأضاف أن تدمير المستشفيات ونقص الإمدادات الطبية يعني أن الأطباء والتمريض لا يستطيعون إنقاذ مصابي القصف الجوي وإطلاق النار.
وتابع قوله:”اليوم تم استهداف أكثر من بناية مكونة من عدة طبقات تحتوي في داخلها أكثر من 300 نازح فلسطيني من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال. للأسف الشديد لا توجد في شمال قطاع غزة الآن سيارة إسعاف ولا مركبة دفاع مدني لإنقاذ هؤلاء الناس الذين تم استهدافهم في بيوتهم آمنين، من هو مصاب ملقى على الأرض ومن هو شهيد للأسف الشديد لا نستطيع نقله إلا عبر عربات يجرها الحصان أو الحمير”.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن قرار إسرائيل هذا الأسبوع منع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من العمل فيها قد يكون له تأثير كارثي على الجهود الإنسانية في غزة.
وفرّت الأسر من منطقة بيت لاهيا الأسبوع الماضي، وكان الآباء يدفعون أطفالهم في عربات الأطفال وعلى عربات جر خشبية ويجرّون حقائبهم عبر الوحل.
وذكر عاملون في مستشفى فلسطيني في غزة إن إسرائيل قصفت مدارس تقيم فيها عائلات بلا مأوى في مرات كثيرة.
Comments are closed.