ما وراء مصافحة ترامب وبايدن ؟

واشنطن (عربي times)

لا تخلو الصور المتداولة للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس المنتخب حديثا دونالد ترامب، من دلالات على بدء صفحة جديدة وطي صفحة الشتائم المتبادلة التي طبعت أشهرا من الحملة الانتخابية.

الرئيسان المتخلي والمنتخب التقيا في أحد مكاتب البيت الأبيض، الأربعاء، وفي الخلفية كانت النار الخافتة للمدفئة شاهدة على هذا التحول من التنافر والجمود إلى دفء يراعي أولا مصلحة الولايات المتحدة العليا، وينسجم ثانيا مع مُثل الديمقراطية التي يحرص الرؤساء المتعاقبون على تأكيدها وتثبيتها في خطاباتهم وممارساتهم.

والدفء ملموس في التقاء اليدين والحديث “الودي” الذي دار بين الرجلين، وقد كانا إلى وقت قريب يتبادلان الشتائم ولا يتردد كل منهما في وصف خصمه بأسوأ النعوت وأقساها.

العالم “جميل”

وقال بايدن مُرحّبا بخصم الأمس: “السيد الرئيس المنتخب والرئيس السابق دونالد، تهانينا، وأنا أتطلع قُدُما إلى انتقال سلس، كما قلنا سابقًا، سنقوم بكل ما بوسعنا للتأكد من أن كل شيء سيكون على ما يرام بالنسبة لك”، وتابع: “مرحبًا، مرحبًا بك مجددًا”.

وفي الوقت الذي تصافح فيه الرجلان، قال ترامب: “السياسة صعبة”، وأضاف ردا على التحية: “شكرًا جزيلا لك… السياسة صعبة وهذا العالم ليس جميلا في كثير من الأحيان، لكنه عالم جميل اليوم وأنا أقدر ذلك كثيرًا، وسيكون الانتقال سلسًا إلى أقصى درجة ممكنة”.

وتحمل كلمات ترامب طمأنة واضحة للرئيس المتخلي بأن ولايته الرئاسية سيطبعها الهدوء، وأن هناك قابلية للنتائج التي أسفرت عنها صناديق الاقتراع، وتأكيدا أن عملية الانتقال ستكون في غاية السلاسة وتقدم للعالم نظرة إيجابية عن الديمقراطية الأمريكية.

تقليد سياسي

ويمثل لقاء الرئيس المتخلي الرئيس المنتخب حديثا تقليدا في السياسة الأمريكية بدأ منذ ستينات القرن الماضي، وفي 6 ديسمبر من عام 1960، التقى الرئيس دوايت أيزنهاور الرئيس المنتخب جون كينيدي، لأول مرة في البيت الأبيض، فقد”أطلعه على السياسات والمشكلات التي سيتعين عليه التعامل معها قريبا”.

وفي 9 نوفمبر 1988، التقى الرئيس رونالد ريغان نائبه السابق، الرئيس المنتخب حديثا حينها جورج بوش، وفي ذلك اللقاء وضع ريغان سابقة سيعتاد عليها الرؤساء فيما بعد وهي ترك رسالة مكتوبة للرئيس الجديد.

وبعد انتخابات 1992، التقى بوش الرئيس المنتخب بيل كلينتون، بعد أسبوعين من خسارته مواجهتهما في يوم الانتخابات، وهزيمة الرئيس الجمهوري أمام المرشح الديمقراطي للرئاسة.

Comments are closed.