دمشق (عربي times)
عندما يتهاوى النظام، تفتح أبواب الأسرار.. ومع سقوط النظام السوري , لم يكن اختفاء بشار الأسد وحده محور التساؤلات.. بل معه مجموعة من أكثر الأسماء تأثيرا في منظومة الحكم.. أسماء لطالما ارتبطت بالقبضة الأمنية الحديدية، الآن باتت مصائرها غامضة.
مع إعلان سقوط دمشق، تضاربت الروايات حول وجهة بشار الأسد، لكن ما هو مؤكد أن قافلة من رجالات النظام غادرت المشهد في صمت، من أبرز هؤلاء، ماهر الأسد، شقيق الرئيس السابق، والرجل الذي كان يُلقب بمهندس القمع، فهل رافق شقيقه إلى موسكو؟ أم أنه اختار ملاذا آمنا في معقل العائلة بالقرداحة؟
علي مملوك، المستشار الأمني الذي كان يُعتبر الصندوق الأسود للنظام، هو الآخر في دائرة التساؤلات، هل تم تهريبه مع الأسرة الحاكمة؟ أم أنه لا يزال مختبئًا داخل سوريا؟
أما قادة المؤسسة العسكرية، فقد اختفوا تباعا، من قحطان خليل، رئيس شعبة المخابرات العسكرية، إلى سهيل الحسن، قائد القوات الخاصة.. أسماء كانت في صلب إدارة المعركة الأمنية والعسكرية على مدار سنوات الصراع.
وبينما دخلت قوات المعارضة إلى القصر الجمهوري وقصر الشعب، وانتشرت صور لنفق تحت إقامة ماهر الأسد مجهز بأعلى وسائل الأمان، فإن الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة والقوات الخاصة التي كانت تحمي هذه المواقع اختفت دون قتال يُذكر.
الغموض لا يتوقف هنا، وزير الدفاع علي محمود عباس، ورئيس هيئة الأركان عبد الكريم محمود إبراهيم، وقادة الفيالق العسكرية مثل سهيل فياض أسعد قائد الفيلق الأول، محمد خليف المحمد قائد الفيلق الثاني، وعمران محمود عمران قائد الفيلق الخامس، غادروا مواقعهم دون أن تترك آثارًا عن وجهتهم.
من بين المعلومات الغامضة التي ظهرت بعد سقوط النظام السوري، تداولت وسائل الإعلام صورًا ومقاطع فيديو عن شبكة من الأنفاق السرية تحت القصر الجمهوري، والتي يُعتقد أنها كانت تستخدم كخطط طوارئ للهروب السريع.. هذه الأنفاق كانت مجهزة بمعدات على طراز فاخر، مما يثير التساؤلات حول الكيفية التي استعد بها النظام لهذه اللحظة الحرجة، لكن المفاجأة الكبرى أن بعض التقارير تشير إلى أن رفاق الأسد لم يستخدموا هذه الأنفاق، بل لجأوا إلى وسائل أخرى للهروب أو الاختباء، ما يترك الباب مفتوحًا أمام التكهنات حول أدوارهم وأماكن وجودهم الحالية.
في خضم هذه المشاهد، يتساءل السوريون.. هل كانت هناك خطة هروب مُحكمة؟ أم أن انهيار النظام كان أسرع من استعداد رجالاته للفرار؟
لا تزال هذه الأسماء في قائمة الغموض، وربما تحمل الأيام القادمة المزيد من الإجابات عن مصير هؤلاء الرجال، وعن حقيقة ما حدث في الأيام الأخيرة للنظام السوري.
Comments are closed.