“لو فيغارو”: أوروبا تبحث عن استراتيجية لمواجهة ترامب‎

باريس (عربي times)

قالت صحيفة “لو فيغارو “الفرنسية إن الاتحاد الاوربي وجد نفسه على مفترق حاسم في علاقاته مع وشنطن، تزامنًا مع تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، أمس الاثنين.

ولفتت الصحيفة إلى أن الأوروبيين يسعون إلى إيجاد رد مشترك لمواجهة هذا التحدي السياسي الجديد، في الوقت الذي تسببت فيه التوترات التجارية والخلافات بشأن الدفاع عن اوكرانيا بتصعيد الأزمات.

وأكدت الصحيفة، في تقريرها، أنه بينما يؤدي ترامب اليمين الدستورية في واشنطن، تواجه أوروبا فترة من عدم اليقين، إذ تبنت المفوضية الأوروبية موقفًا حذرًا حيث لم يتم إرسال رسائل واضحة إلى ترامب، رغم أن بوادر التوتر قد ظهرت بالفعل.

بدورها، تسعى أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إلى إقامة حوار مع الرئيس الأمريكي الجديد.

وشدد التقرير أنه مع ذلك، من المحتمل أن تكون اتصالاتها الأولية معقدة، ولا سيما وأن القيادة الأوروبية تبدو منقسمة بين من يدعو إلى سياسة تهدئة ومن يدعو إلى الحزم.

وبحسب التقرير، أثار حضور رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، من بين القادة الأوروبيين في مراسم تنصيب ترامب تساؤلات عديدة.

وبدأت ميلوني، وهي شخصية قومية قريبة من ترامب، بالفعل في اتخاذ خطوات لتعزيز الروابط مع الولايات المتحدة، ولا سيما في مجال التكنولوجيا، من خلال شركة “سبيس إكس” المملوكة لإيلون ماسك.

وشدد التقرير أنه من شأن هذه المبادرات أن تؤدي إلى تقويض وحدة الاتحاد الأوروبي، حيث يبدو أن إيطاليا تفضل مصالحها الخاصة على حساب التماسك الأوروبي.

وأكد تقرير “لوفيغارو” أنه في مواجهة تهديدات ترامب التجارية، اتخذ الاتحاد الأوروبي تدابير وقائية.

وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، أكد مفوض الاتحاد الأوروبي للاقتصاد، فالديس دومبروفسكيس، استعداد الاتحاد للدفاع عن مصالحه الاقتصادية مع الاستمرار في البحث عن مقاربة بناءة مع واشنطن.

ومع ذلك، يشعر العديد من الدول الأعضاء، ولا سيما ألمانيا، بقلق بالغ من احتمالية اندلاع حرب تجارية مع الولايات المتحدة.

وتابع التقرير أن الأوروبيين منقسمون بين نهجين: تهدئة ترامب عبر تقديم تنازلات، أو الدفاع بحزم عن مصالحهم الاقتصادية.

بدورهم، يدعو بعض المسؤولين، مثل: فاليري هايير، رئيسة مجموعة “تجديد” في البرلمان الأوروبي، إلى تبني موقف أكثر هجومية.

وتحذر هايير من أن الانصياع لترامب لن يكون كافيًا لتجنب النزاعات التجارية، بل يجب “إظهار القوة” لمواجهة الزيادة المحتملة في الرسوم الجمركية.

ويحاول الاتحاد الأوروبي تنويع شراكاته الاقتصادية ردًّا على تصاعد الحماية التجارية الأمريكية، كما يسعى بعد إتمام اتفاقية التجارة الحرة مع المكسيك وإعادة إحياء المفاوضات مع ماليزيا، إلى توسيع آفاقه التجارية، على أمل مواجهة الآثار السلبية للسياسات الأمريكية التجارية المعادية..

وبينما تلوح التوترات مع واشنطن، يعبر بعض المحللين، مثل: برونو ألمار، المسؤول السابق في المفوضية الأوروبية، عن قلقهم من عدم قدرة الاتحاد على الرد بشكل منسق.

ويقول: “أوروبا في أضعف حالاتها وأكثرها انقسامًا”، وهي حالة قد تزيد صعوبة مواجهة التحديات المقبلة في العلاقة مع الولايات المتحدة.

وشدد ألمار على أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل العلاقات عبر الأطلسي، واستراتيجية الاتحاد الأوروبي في مواجهة “إعصار ترامب”.

Comments are closed.