الذكاء الاصطناعي يحوّل سموما إلى دواء طبي

واشنطن (عربي times)

نجح فريق من الباحثين الأمريكيين في الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتحويل سموم العناكب والثعابين والعقارب إلى مضادات حيوية فعّالة تمتلك قدرة القضاء على البكتيريا المقاومة للعلاجات التقليدية، فاتحين بذلك باباً جديداً لمكافحة أحد أخطر التحديات الصحية في عصرنا.

ورغم أن استخدام السموم في الطب ليس أمراً جديداً، على اعتبار أن دواء “كابتوبريل” لعلاج ضغط الدم مشتق من سم أفعى، و”زيكونوتايد” المسكّن القوي مأخوذ من سم حلزون البحر، فإن ما حققه العلماء من جامعة بنسلفانيا يُعدّ نقلة نوعية بفضل التقنيات الحديثة.

وباستخدام الذكاء الاصطناعي، قام العلماء بتحليل أكثر من 40 مليون سلسلة بروتينية قصيرة (ببتيدات) موجودة في سموم كائنات مختلفة، ونجحوا في تحديد مئات الجزيئات القادرة على قتل البكتيريا. وتم اختيار أكثرها فاعلية لاختراق أغشية البكتيريا، ثم تم تركيبها في المختبر واختبارها على سلالات بكتيرية خطيرة.

وكانت النتائج لافتة، فقد أظهر 53 من أصل 58 مركباً قدرة قوية على القضاء على بكتيريا مقاومة مثل الإشريكية القولونية والمكورات العنقودية، دون الإضرار بالخلايا البشرية.

كما نجحت إحدى المركبات، المستخلصة من سم عنكبوت، في تقليل عدد البكتيريا في جروح الفئران بنسبة 99% بعد استخدام واحد فقط.

اللافت أن هذه المركّبات تعمل بطريقة مختلفة تمامًا عن المضادات الحيوية المعتادة، فهي تمزّق الأغشية البكتيرية بدلاً من استهداف إنزيمات معينة، وهو ما يقلل احتمال تطور مقاومة دوائية ضدها.

ورغم أن هذه المضادات الحيوية الجديدة لا تزال في مراحل الاختبار، إلا أنها بحسب الخبراء، تمثّل بارقة أمل كبيرة في الحرب المستمرة ضد البكتيريا الفتاكة التي لم تعد تستجيب لكثير من الأدوية التقليدية.

 

Comments are closed.