لندن (عربي times ) –
بمجرّد الحديث عن الادمان بمختلف انواعه (المخدرات او التدخين او حتى المشروبات الكحولية) تتبادر الى اذهاننا النتائج السلبية وغالبا ما تكون كارثية لهذه العادات السيئة, غير اننا اليوم اصبحنا نتحدث عن نوع جديد من الادمان وهو لا يقل خطورة عن سابقيه, نتحدّث عن الادمان على الانترنيت وبشكل خاصّ على مواقع التّواصل الاجتماعي (فايسبوك, تويتر, انستغرام, يوتيوب وغيرها ..).
هذا وتجمع مختلف الدراسات والابحاث في هذا المجال على ان الاستخدام المفرط للانترنيت يتسبب في انعكاسات نفسية سلبية على المدمن من بينها التوتر المستمر يصل الى حدود الاكتئاب والذي قد يؤدي في بعض الاحيان الى التفكير في الانتحار.
هذه النتائج السلبية يعكسها وبصورة واضحة عدد المدمنين على استخدام الانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي بمختلف انواعها والذي بلغ 400 مليون شخص, حسب ما ورد في دراسة علمية نشرتها صحيفة “ديلي ميل البريطانية”, وتضيف الدّراسة ان هؤلاء يعانون من عادات سيّئة تتلخّص اساسا في عدم الالتزام بالمواعيد وهو النتيجة الطبيعية والمنطقية للسّهر لساعات متاخّرة امام الحاسوب.
الدراسة ذاتها اشارت الى ان النتائج السلبية للادمان على تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي لا تقتصر على الجانب النفسي فحسب وانّما تتعداه لتشمل الجانب الجسديّ, حيث تظهر على المدمن علامات الخمول الجسدي والاحساس بالصداع المستمرّ والميل الدّائم الى الاكتئاب والوحدة والانطواء على الذات وعدم القدرة على مواجهة الواقع الاجتماعي للمدمن.
من الملاحظ ان العلاقة بين المدمن ومواقع التواصل الاجتماعي نمت وتطورت بشكل سريع رغم تاثيراتها الخطيرة عليه ذلك ان دماغ المدمن يمتلك رغبة في زيارة موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك مرّة كل 31 ثانية, وهو ما حذرت دراسات علمية من نتائجه التي قد تصل كما ذكرنا الى التفكير في الانتحار وخاصة لدى فئة المراهقين.
هذا واجمعت عديد الدراسات على وجود صلة مباشرة بين استعمال المراهقين لمواقع التواصل الاجتماعي لاكثر من ساعتين يوميا من جهة وبين امكانيّة تعاطيهم للمخّدرات وتعرضهم لحالات الاكتئاب من جهة ثانية, وهذا ما يقودنا الى التطرق الى الاستعمال السلبي بصورة عامة للانترنيت, لذلك فان مراقبة مستخدمي الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي خاصة بالنسبة الى المراهقين لابد من ان تخضع للمراقبة التي تبدا قبل كل شيء من العائلة.
Comments are closed.