انقرة(عربي times ) –
تجسدت حيرة تركيا بعد تفجيرات هزت العاصمة أنقرة ومناطق في الجنوب في سماح السلطات التركية إلى أكثر من ألفين من المعارضين السوريين المسلحين بعبور الحدود إلى سوريا في محاولة لقلب التوازن الذي خلقه مقاتلون أكراد يتقدمون بسرعة للسيطرة على بلدة أعزاز، آخر نقطة على الحدود مع تركيا.
وأعربت مصادر سياسية تركية عن اعتقادها أن الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان بات في وضع لا يحسد عليه بعد الانفجار الذي استهدف قافلة عسكرية في أنقرة مساء الأربعاء وأودى بحياة ثلاثين عسكريا.
ويؤكد المأزق التركي الاتهام المباشر الذي وجّهه رئيس الوزراء أحمد داودأوغلو إلى قوات حماية الشعب الكردية المدعومة من قبل النظام السوري بالوقوف وراء الانفجار.
وتلقي تركيا بآخر أوراقها العسكرية في فكرة التدخل في شمال سوريا حيث سمحت الخميس بعبور ألفي معارض سوري مسلح، ليس هدفهم مواجهة الجيش السوري بقدر ما يخططون لوقف تقدم وحدات حماية الشعب الكردية على الحدود السورية مع تركيا.
وكشفت مصادر تركية أن ما غيّر قوانين اللعبة في تركيا انضمام المؤسسة العسكرية إلى الرأي القائل بضرورة الرد عسكريا على النظام السوري، حتّى ولو كانت القوات الكردية الموالية له تحظى بدعم جوّي روسي.
وقالت إن المؤسسة العسكرية كانت في السنوات القليلة الماضية تلعب دورا في لجم أردوغان ومنعه من الإقدام على أي خطوة يمكن أن تؤدي إلى عمل عسكري مباشر في الداخل السوري.
لكن تفجير أنقرة الذي تبيّن أن لاجئا سوريا خلفه أزال تحفظات المؤسسة العسكرية التي صارت تشعر بأنّها مستهدفة مباشرة من النظام السوري والمجموعات الكردية الموالية له في داخل تركيا أو في سوريا.
وأوضحت أن كيفية الردّ على عملية أنقرة، التي تلتها عملية أخرى استهدفت الجيش التركي في ديار بكر، كانت موضع نقاشات في اجتماع طويل لكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين في تركيا.
وانعقد هذا الاجتماع الذي ترأسه أردوغان ليل الأربعآء ـ الخميس وكان التركيز فيه على الوسيلة التي ستعتمد للرد على “الخطر الكردي” المدعوم من روسيا والذي بات يهدّد الأمن الوطني لتركيا.
ويقول تشارلز ليستر، الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن إن تركيا “لا تبدو على استعداد للتنحي جانبا من هذه الأزمة وأيا كان المسؤول عن تفجير أنقرة، فيبدو أن أردوغان يحضر لاستغلاله في دعم اتخاذ مزيد من الخطوات لدعم المعارضة
ونفى أن يكون التدخل العسكري التركي في سوريا وشيكا.
وأوضح في تصريح صحفي أنه قد تم بالفعل منح عدة آلاف من مقاتلي الجيش السوري الحر ممرا آمنا عبر الأراضي التركية من إدلب إلى شمال حلب لتعزيز الدفاع عن أعزاز، إلا أنه من دون تعزيز تحالف جاد فإن أي توغل بري لا يزال يبدو بعيد التحقق في الوقت الراهن.
Comments are closed.