لندن (عربي times)
كشف تحقيق استقصائي عن مخالفة السعودية والإمارات لاتفاقيات بيع الأسلحة الثنائية، وقوانين محلية ومعاهدات إقليمية، من خلال نقلهما أسلحة ومعدات عسكرية إلى اليمن دون أخذ موافقة مكتوبة من دول التصدير، وفق ما تلزمهما تلك الاتفاقيات.
وتوصل التحقيق الذي أعدته “شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية” (أريج) إلى أن السعودية والإمارات لم تكتفيا بإيصال الأسلحة لحلفائهما في اليمن، بل وصلت إلى فصائل أخرى مثل تنظيم “القاعدة”، وقوات تهدف للانفصال في الجنوب، وهو ما ساهم في تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين.
وبين التحقيق الذي نشر الأحد، أن الأسلحة التي كانت تلقيها طائرات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، وصلت إلى أسواق السلاح السوداء، وبيعت بأسعار مختلفة، فضلاً عن وصولها لمجموعات وشخصيات تضعها واشنطن على قوائم الإرهاب.
وعرض التحقيق عدداً من تلك الأسلحة التي وصلت إلى أيدي “القاعدة”، ومنها سلاح “FN Minimi”، حيث استوردته المملكة من بلجيكا، ثم أرسله لـ”كتائب أبو العباس” المدعومة من أبو ظبي والمصنفة إرهابية، ومن ثم وصلت إلى التنظيم.
ورصد التحقيق وجود بندقية من نوع ” MG3″ ألمانية الصنع، استوردتها السعودية وأرسلتها إلى مجموعة حليفة لها في اليمن، لكنها وصلت إلى أيدي “القاعدة” في محافظة “تعز”.
وتوصل التحقيق لوجود قنبلة سويسرية الصنع وتحمل اسم”HG85″، مع كتائب “أبو العباس” في مدينة تعز، ثم وصلت إلى فصائل مسلحة في سوريا، وهو ما دفع ببلد المنشأ إلى وقف صفقتها مع الإمارات.
وأكد فريق التحقيق أنه تواصل مع الشركة السويسرية المصنعة لهذه القنبلة، حيث أبدوا استغرابهم من وصولها لليمن، مؤكدين أنهم سيفتحون تحقيقاً حول المعلومات المقدمة.
وأظهر تقصي فريق التحقيق وجود بندقية القنص التي يستخدمها الجيش السعودي دائماً “Steyr SSG 69″، وهي نمساوية الصنع، بيد عناصر مسلحة في مدينة البيضاء، مصنفة إرهابية من قبل واشنطن.
ورصد التحقيق وجود قاذف “instalaza c90” إسباني الصنع، والذي يستخدمه حرس الحدود السعودي، بين يد عناصر مسلحة في محافظة حجة الحدودية بشكل خاص، وهو سلاح اشترته السعودية فقط في الشرق الأوسط 1990.
ووثق التحقيق إمداد السعودية سلاح “bgm-71 tow”، وهو أمريكي الصنع، إلى عناصر في الجيش اليمني والمقاومة الشعبية أحد حلفاء الرياض على الأرض، وفق ما نشرت قناة “العربية” السعودية، وذلك في مخالفة واضحة لاتفاقية تصدير هذا النوع من السلاح الذي يمنع انتقال “التكنولوجيا الحساسة”.
وعرض التحقيق قاذف “m79 osa” صربي الصنع، واستوردته السعودية، لكنه موجود بعد حرب التحالف على اليمن بكثافة بين عناصر الجيش اليمني، وأيضاً تنظيم “القاعدة”، الذين استولوا على كميات كبيرة منه.
“zolja m80” وهو قاذف صربي المنشأ ألقته طائرات التحالف لحلفائها من الجيش اليمني، لكن مسلحي الحوثي استولوا على صناديق منه، ونشروا مقاطع فيديو تؤكد ذلك، وفق التحقيق.
وبين أن “KRUSI” صربية الصنع، استوردت السعودية منها 50 ألف قذيفة عبر 3 رحلات شحن في 2007، ثم ألقت صناديق منها عبر إنزال جوي في مدينة شبوة اليمنية، حتى وصلت إلى عناصر من “القاعدة”.
“MAXXPRO” وهي مركبات عسكرية أمريكية، استوردتها الإمارات بكميات كبيرة، وسلمتها لقوات شكّلتها في اليمن، وتعرف باسم “ألوية العمالقة” الجنوبية التي تشارك بمعارك الساحل الغربي، وقوات الحرس الجمهوري التي شكلها طارق نجل شقيق الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح بعد مقتله قبل عام.
ويؤكد فريق التحقيق أن صفقة هذه المركبات وضعت أمريكا شرطاً عليها، وهو منع انتقالها لطرف ثالث؛ لكونها مصنفة ضمن قائمة “التكنولوجيا الحساسة”.
وتقود السعودية والإمارات حرباً في اليمن ضمن تحالف أسسته منذ مارس 2015، ضد مليشيا الحوثي. وهذه الحرب أثرت سلبياً على كل مناحي الحياة في البلاد.
Comments are closed.