لندن (عربي times)
حتى وقت قريب كانت الخيار الوحيد المتاح للنساء اللاتي يعانين من عقم الرحم أن يعتمدن على خدمات أم بديلة، أو ما يعرف بـ”استئجار الرحم”.
لكن، وفي سابقةٍ طبية، تمكنت إحدى السيدات من إنجاب طفلة تلقّت زرع رحم من متبرّعة ميتة، بحسب ما نشره موقع “ميديكال إكسبريس”، اليوم الأربعاء.
وتظهر الدراسة التي أجريت في سبتمبر 2016 في سان باولو بالبرازيل، أن عمليات زرع الأعضاء هذه ممكنة، ويمكن أن تساعد آلاف النساء غير القادرات على إنجاب أطفال بسبب مشاكل بالرحم.
وتمّت الولادة الأولى بنجاح بعد عملية زراعة الرحم من متبرعة حية، في عام 2014 بالسويد، وكان هناك 10 أخريات ولدن بنفس الطريقة منذ ذلك الحين.
لكن هناك عدد من النساء اللواتي في حاجة إلى عمليات زراعة أكبر بكثير من وجود متبرعات أحياء محتملات، لذلك أراد الأطباء معرفة إن كان الإجراء يمكن أن ينجح باستخدام رحم امرأة ماتت.
وجرت 10 محاولات، في الولايات المتحدة والجمهورية التشيكية وتركيا، قبل النجاح الذي تم الإعلان عنه اليوم.
ويذكر أن العقم يؤثر على 10 إلى 15% من الزوجات، إذ تعاني امرأة واحدة من بين 500 امرأة من مشاكل في الرحم، فعلى سبيل المثال، يحد أو يمنع تشوه أو استئصال الرحم أو العدوى، من قدرة النساء من الحمل.
وقال داني إجزنبرغ، وهو طبيب في المستشفى التعليمي بجامعة سان باولو: “تقدم نتائجنا دليلاً على مفهوم جديد بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من العقم الرحمي”، ووصف هذا النجاح بأنه “معلم طبي”.
وقال في بيان: “إن عدد الأشخاص الذين يرغبون في التبرع بالأعضاء بعد وفاتهم أكبر بكثير من عدد المتبرعين الأحياء المحتملين”.
الأم المتلقية للرحم المزروع تبلغ من العمر 32 عاماً، وولدت من دون رحم نتيجة لمتلازمة نادرة، وقبل أربعة أشهر من عملية الزرع، أجري الإخصاب في المختبر، ممَّا أدى إلى ثماني بيضات مخصبة، تم الحفاظ عليها من خلال التجميد.
أمّا المتبرعة، فهي تبلغ من العمر 45 عاماً توفيت من سكتة دماغية، وتمت إزالة رحمها في عملية جراحية استمرت أكثر من عشر ساعات.
واضطر الفريق الجراحي إلى ربط رحم المتبرعة بالأوردة والشرايين والأربطة، مع القناة المهبلية للمتلقية.
ولمنع جسمها من رفض العضو الجديد، أعطيت المرأة خمسة عقاقير مختلفة، بالإضافة إلى مضادات الميكروبات، وعلاجات تمنع تخثر الدم، كالأسبرين.
وبعد خمسة أشهر، لم يظهر الرحم أي علامة على الرفض، وكانت فحوصات الموجات فوق الصوتية طبيعية، وكانت المرأة تحيض بانتظام.
وتم بعد ذلك زرع البيض المخصب بعد سبعة أشهر، وبعد عشرة أيام قدم الأطباء الخبر السار: “لقد كانت حاملاً”.
وخلال فترة الحمل لم تعان المتلقية من أي مضاعفات أو انتكاسات صحية، فقط عدوى بسيطة بالكلية -عولجت بالمضادات الحيوية- في الأسبوع الثاني والثلاثين ولم تؤثر على الحمل.
وبعدما يقرب من 36 أسبوعاً، تم ولادة الطفلة بوزن 2.5كغ (نحو ستة أرطال) عبر عملية قيصرية، وغادرت الأم والطفلة المستشفى بعد ثلاثة أيام.
في عمر سبعة أشهر و12 يوماً، عندما تم تقديم المخطوطة التي تبلغ عن النتائج للنشر، كان الطفلة ترضع وتزن 7.2 كيلوغرامات.
وبحسب نفس المصدر، فقد علق الدكتور سردجان ساسو، المحاضر السريري الفخري في طب التوليد والنسائيات في إمبريال كوليدج لندن، واصفاً النتائج بأنها “مثيرة للغاية، وعلينا أن نهنئ المؤلفين”.
كما رحب ريتشارد كينيدي، رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الخصوبة، بهذا الإعلان، لكنه بدا كأنه ينبه إلى الحذر، وقال بهذا الصدد: “زرع الرحم هو أسلوب جديد ويجب اعتباره تجريبياً”.
Comments are closed.