بكين (عربي times)
اتهمت الصين اليوم الخميس الولايات المتحدة بممارسة “إرهاب اقتصادي مكشوف” ضدها عبر فرض رسوم جمركية عقابية وعقوبات ضد شركاتها، في تصعيد جديد للهجة بكين في الحرب التجارية بين البلدين.
وخلال مؤتمر صحافي تمهيداً لزيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى روسيا الأسبوع المقبل، قال نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ هانهوي: “نحن ضد الحرب التجارية، لكننا لا نخشاها، وهذا التحريض المتعمّد لأزمة تجارية هو إرهاب اقتصادي مكشوف وتعصّب قومي اقتصادي وتنمّر اقتصادي”. وشدد على أن الصين تعارض الاستخدام المنهجي للعقوبات والرسوم والحمائية، محذراً من أن “لا رابح في حرب تجارية”.
وصعدت وسائل الإعلام الرسمية الصينية ومسؤولون نبرة خطابهم، في مسعى لإثارة الحماس الوطني، فيما يستعد الحزب الشيوعي لما قد يكون معركة طويلة مع الولايات المتحدة. وأجرت مذيعة لدى شبكة “تشاينا غلوبال” التلفزيونية الرسمية نقاشاً نادراً اليوم الخميس مع مقدمة برامج من شبكة “فوكس بيزنس” بشأن الحرب التجارية بعد جدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
واتسم النقاش بين ليو شين من “تشاينا غلوبال”، وتريش ريغان من “فوكس بيزنس” بالودية. وقالت الصحافية الأميركية: “أقدر وجودك هنا”، فيما دعتها المذيعة الصينية إلى زيارة الصين، وقالت “سأرافقك في جولة في المكان”.
لكن جهاز الدعاية الصينية صعد نبرته. وكتبت صحيفة “الشعب” في مقالة افتتاحية أمس الأربعاء: “ننصح الولايات المتحدة بعدم الاستخفاف بقدرة الصين على ضمان حقوقها ومصالحها في التطوير، وعدم القول بأننا لم نحذركم”، محذرة من أنه يمكن استخدام المعادن النادرة كإجراء مضاد.
وتنتج الصين أكثر من 95 في المئة من المعادن النادرة في العالم، وتعتمد الولايات المتحدة على الدولة الآسيوية العملاقة في ما يزيد على 80 في المئة من واردتها. ورداً على سؤال بشأن المعادن النادرة، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مقابلة إن الأميركيين “خسروا وعانوا منذ عقود في ظل القواعد الحالية”، مؤكداً أن “الموضوع الوحيد الذي يركز عليه ترامب هو التصدي للصين”.
وجدد هجومه على “هواوي” قائلاً إن هناك “ترابطاً عميقاً بين الشركة والدولة الصينية لا مثيل له في النظام الأميركي”. وصرح في المقابلة على شبكة “فوكس بيزنس”: “في حال أراد الحزب الشيوعي الصيني الحصول على معلومات من تكنولوجيا موجودة لدى هواوي، فمن شبه المؤكد أن تقوم هواوي بتقديمها له”.
ورفضت “هواوي” الانتقادات وطلبت من القضاء الأميركي إبطال تشريع يمنع الوكالات الفدرالية من استخدام معدات الشركة.
وقال تشانغ اليوم الخميس إن “هذه الحرب التجارية سيكون لها أيضاً تأثير سلبي خطير في إنعاش الاقتصاد العالمي وتطوره”.
وفي أوج النزاع بين واشنطن وبكين، يستعد الرئيس الصيني للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين بين 5 و7 حزيران (يونيو) المقبل، في وقت يسعى العملاقان إلى تعزيز العلاقات. وأشار تشانغ الى أن هناك إجماعاً واسعاً ومصالح مشتركة بين روسيا والصين في قضية الحرب التجارية، مؤكداً أن “الصين وروسيا ستعززان حتماً التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما، بما في ذلك في مجالات مثل الاستثمارات الاقتصادية والتجارية”.
وتابع أن “الصين وروسيا ستردان بالتأكيد على التحديات الخارجية المختلفة، وستفعلان ما عليهما فعله، وتستمران في تطوير الاقتصاد وتحسين المستويات المعيشية بشكل مستمر لشعبيهما”.
Comments are closed.