وشهد هذا العام ارتفاعا في عدد المسلسلات المنتجة، تناولت فئات متعددة، فأبرزت معاناتهم أو تحولاتهم، مثل مضيفات الطيران في مسلسل “أرض جو”، وضباط الشرطة في “كلبش”، والخادمات في “الحساب يجمع”.

ولا يكاد يخلو مسلسل في موسم الدراما الرمضانية هذا العام من فئة ضباط الشرطة، وكان أبرزها “كلبش” الذي يبدو مختلفا في تناول هذه الفئة، فهو يقدم البطل سليم الأنصاري (أمير كرارة) نموذجا مثاليا لرجل شرطة يحاول تنفيذ القانون، بينما تتربص به بعض شخصيات العمل وتوقع به في شر أعماله.

المميز في مسلسل “كلبش” أنه حاول نقل صورة ضباط الشرطة كما يرون هم أنفسهم وليس كما يراهم الآخرون، فأظهر الضغوط التي قد يتعرضوا لها، والصراع النفسي بين المهنية والاستخدام السيئ للسلطة، وذلك رغم بعض “النواحي الفنية” المغايرة للواقع، وفقا لرأي أحد ضباط الشرطة الذين تحدثوا لـ”الصحافة”.

كما قدم المسلسل نماذج فاسدة لشرطي وعضو برلمان ومحام ورجل أعمال، جميعهم يستغلون مناصبهم في أعمال غير مشروعة، استنادا إلى سلطاتهم.

أما مسلسل “الحصان الأسود” الذي يلعب دور البطولة به أحمد السقا، فقد صور نقل شخصية رائد المباحث عمرو جابر (محمد فراج) ثقيل الظل الذي يتدخل في قضية اختفاء وقتل، من أجل صديقه.

أما الانتقادات التي طالت مسلسل “أرض جو” (وهو من بطولة غادة عبد الرازق) فقد خرجت كثيرا عن سياقه الدرامي، لتركز فقط على “النواحي الشكلية” التي أثارت غضب مضيفات الطيران، إلى درجة دفعت النقابة العامة للضيافة الجوية لإصدار بيان استنكرت فيه أحداث المسلسل المتنافية مع طبيعة عمل الضيافة الجوية.

كما تطرق “الحساب يجمع” (من بطولة يسرا) إلى عالم العاملات بالمنازل وكيف تدار مكاتب الخادمات، وما يتعرضن له من عمليات سرقة وابتزاز وأحيانا قتل.

ويبقى السؤال هل “الإطار الشكلي” المنافي للواقع يؤثر على جودة العمل الدرامي، وهل لا يحق للدراما تناول حياة فئات بعينها إذا صورت الجانب المسيء من شخصيات بعضهم؟

يصف الناقد الفني طارق الشناوي غياب الواقعية عن الإطار الشكلي بأنها “أخطاء فادحة تضرب مصداقية المسلسل في مقتل”، قائلا: “الفن هو التفاصيل وعندما تتعارض هذه التفاصيل مع سياق المسلسل يتشكك المشاهد، وبالتالي تتأثر مصداقية المسلسل بالسلب”.

وفي حديث لـ”الصحافة”، ضرب الشناوي مثالا بمسلسل “الزيبق” (بطولة كريم عبد العزيز) الذي تدور أحداثه في تسعينات القرن الماضي، لكنه تضمن مشاهد وحوارات بدا أنها تسبق الفترة الزمنية التي تدور بها الأحداث، بالإضافة إلى مسلسلات أخرى لم تعر اهتماما كافيا للفروق بين الرتب الشرطية.

وعبر الناقد الفني عن أسفه من تكرارا هذه الأخطاء رغم إمكانية تلافيها بسهولة عبر الاستعانة بمتخصص.

أما فيما يتعلق بانتقاد طريقة تناول بعض المسلسلات لفئات بعينها، قال الشناوي إنها “حساسية ليس لها معنى، فالعمل الفني ينتقد الوجه السيئ المهنة ولا ينتقد المهنة نفسها”.

ووصف الشناوي المآخذ المتكررة، كل عام تقريبا، لبعض الفئات على مسلسلات بعينها بـ”أحادية النظرة”.