لندن (عربي times)
رأت صحيفة ”نيوزيلندا هيرالد“ بأن كافة الأطراف غير متفقين مع الخطة الأمريكية للسلام التي أطلقها مسبقا الرئيس الأمريكي والمعروفة بـ“صفقة القرن”، رغم أن الرئيس وصفها بأنها ”الفرصة الأخيرة والمربحة“ للجانبين (الفلسطيني والإسرائيلي).
ويعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته الجديدة للسلام في الشرق الأوسط بأنها ”صفقة القرن“، ولكن هذه الخطة المكونة من 80 صفحة إستراتيجيته لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، أثارت الكثير من ردود الفعل الغاضبة.
بموجب الخطة الجديدة ستظل القدس عاصمة لإسرائيل وستعترف الولايات المتحدة بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، أي بعبارة أخرى تحتفظ إسرائيل بالغالبية العظمى من القدس كعاصمة لها، ولا يحق للفلسطينيين العودة، وبدلاً من ذلك ستحصل دولة فلسطين المستقبلية على بعض الأراضي في القدس الشرقية.
وشهدت حرب عام 1948 نزوح 700 ألف فلسطيني عن ديارهم، وأدت إلى أزمة لاجئين لا تزال مستمرة، ولا يزال هناك أكثر من 7 ملايين لاجئ فلسطيني، لكن الإسرائيليين يرفضون التفكير في إدراج حقهم في العودة في أي صفقة نهائية، وهو نهج تدعمه صفقة ترامب الجديدة.
وتعيد ”صفقة القرن“ رسم الحدود لمنح إسرائيل المزيد من الأراضي في الضفة الغربية، كما وعدت الخطة باستثمار اقتصادي دولي كثيف في المناطق الخاضعة للإدارة الفلسطينية، حيث زعم ترامب بأن الخطة ستوفر مليون وظيفة فلسطينية جديدة، وتخفض الفقر إلى النصف ويمكن أن تضاعف الناتج المحلي الإجمالي للدولة 3 أضعاف خلال العقد المقبل.
ويعتمد على أن تساهم الدول العربية الغنية في الصندوق الاستثماري المقترح بقيمة 50 مليار دولار أمريكي لدعم قطاع البناء والنمو الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
غضب بين الفلسطينيين
وكما هو متوقع رفض الفلسطينيون الاقتراح على نطاق واسع، ولم يحضر الإعلان أي مسؤول فلسطيني، حيث اعتبر قادة المنطقة أن الخطة تصب في مصلحة إسرائيل فقط، وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن هذه الصفقة ”تنتمي إلى مزبلة التاريخ“.
واندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية في أعقاب خطة ترامب المباشرة، ويقول النقاد إن كلاً من ترامب وبنيامين نتنياهو يريدان أن يشتتا الانتباه عن مشاكلهما الداخلية.
ويخضع ترامب للمحاكمة في مجلس الشيوخ الأمريكي بتهمة المساءلة، بينما يواجه نتنياهو تهم الفساد منذ نوفمبر، ونفى الاثنان ارتكاب أي مخالفات، كما يمهد نتنياهو وترامب لحملتي انتخابهما في مارس ونوفمبر على التوالي.
وقال ”مصطفى البرغوثي“، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية: إن الصفقة المقترحة ”كارثية“ بالنسبة للفلسطينيين، حيث كتب لشبكة ”سي إن إن“: ”صفقة ترامب هي بوضوح محاولة لإضفاء الشرعية على الإجراءات غير القانونية التي طبقتها إسرائيل بالفعل في الأراضي الفلسطينية، وذلك لهدف واضح هو القضاء على أي احتمال لإقامة دولة فلسطينية حرة ومستقلة“.
وأضاف بأن ترامب بخطته ”يعطي الجيش الإسرائيلي السيطرة المطلقة على المسائل الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في جميع أنحاء الأراضي المحتلة“.
وأشار إلى أن الفلسطينيين يعتقدون أن تصرفات إدارة ترامب هي ”محاولات واضحة للتخلص من حقوقهم الوطنية إلى الأبد“، وقال: ”لقد ألحق ترامب الكثير من الأضرار باتفاق السلام المفترض، وليس الفلسطينيين فقط، بل الشعب الإسرائيلي الذي لا يمكن أن يكون فخورًا بتأسيس نظام الفصل العنصري في القرن الحادي والعشرين“.
ماذا قالت إسرائيل؟
بعد حديثه مع ترامب في واشنطن، وصف نتنياهو الإعلان بأنه ”يوم تاريخي“، وقارن الخطة باعتراف الرئيس السابق ”هاري ترومان“ عام 1948 بدولة إسرائيل.
وأضاف: ”في هذا اليوم، أصبحت أول زعيم عالمي يعترف بسيادة إسرائيل على مناطق في يهودا والسامرة التي تعد حيوية لأمننا ومحورية لتراثنا“، مستخدما أسماء الضفة الغربية المذكورة في الكتاب المقدس.
رد فعل عنيف من قادة العالم
وأصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن القدس ”غير معروضة للبيع“ استجابة لخطة الشرق الأوسط التي كشف عنها نظيره الأمريكي دونالد ترامب.
وقال أردوغان في أنقرة: ”إنهم يسمونها صفقة القرن، أي صفقة؟ هذا مشروع احتلال، القدس هي خطنا الأحمر … القدس ليست للبيع، ولا ينبغي لأحد أن يحاول أن يقول بوقاحة سنعطيكم شيئًا وتتركوها لنا“.
وانتقد الخطة أيضا الرئيس الأمريكي السابق ”جيمي كارتر“، الذي قال إنها ستنتهك القانون الدولي وحث الأمم المتحدة على منع إسرائيل من ضم الأراضي الفلسطينية.
وقال الزعيم الأمريكي السابق في بيان: إن ”الخطة الأمريكية الجديدة تقوض احتمالات إحلال سلام عادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإذا نُفذت، فإن الخطة سوف تقضي على الحل الوحيد القابل للتطبيق لهذا الصراع الطويل الأمد، وهو حل الدولتين“.
ودعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ”إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي ورفض أي تنفيذ إسرائيلي أحادي للمقترح بالاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية“.
من جانبها، انتقدت إيران الخطة، حيث جاء في بيان لوزارة الخارجية: ”إن خطة السلام المشينة التي فرضتها أمريكا على الفلسطينيين هي خيانة القرن ومآلها الفشل“.
Comments are closed.