انتقادات حادة لنتنياهو بعد عزل مصابي ”كورونا“

القدس (عربي times)

شن وزير المالية الإسرائيلي السابق، ورئيس حزب ”هناك مستقبل“، يائير لابيد، هجوما حادا ضد إنشاء مركز للعزل الطبي للمصابين المحتملين بفيروس ”كورونا“ المستجد، في مدينة ريشون لتسيون، إحدى المدن الإسرائيلية الأكثر اكتظاظا بالسكان، والواقعة جنوبي تل أبيب.

وأرسل لابيد، وهو أحد الشركاء في تحالف ”كاحول لافان“، خطابا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ يطالبه بإصدار تعليمات لوزارة الصحة، وللوزير يعقوب ليتسمان، للتراجع عن قرار إنشاء مركز العزل الطبي، والذي يفترض أن يتم تدشينه في مستشفى ”ملبين“، ويضم أيضا دارا لرعاية كبار السن.

وذكرت ”القناة 20“ الإسرائيلية، الخميس، نقلا عن لابيد، أن القرار الخطير هذا يعد امتدادا لسلسلة من القرارات الخاطئة التي تتخذها حكومة نتنياهو، مشيرا إلى أن الحكومة تريد عزل المصابين بفيروس ”كورونا“ في منطقة ذات كثافة سكانية عالية في إسرائيل، وفي مكان لا يوجد فيه إمكانية فعلية للعزل، ولن يتمكن سكان ريشون لتسيون من الابتعاد عنها حال انتشر الفيروس.

وأضاف لابيد في خطابه الذي وجهه إلى نتنياهو، أن الحكومة كانت قد ألغت مشروع القطار الذي يقود سكان المدينة إلى المركز الطبي، ومن ثم فإنه في حال انتشار الفيروس في إسرائيل، لن يتمكن الإسرائيليون من الذهاب أو المغادرة، وبدلا من أن تنفذ إسرائيل إجراءات مثل بقية دول العالم، وتفتتح مراكز للعزل والحجر الصحي في مناطق نائية، تقوم بإنشاء المركز داخل المناطق ذات الكثافة السكانية.

وانتقد لابيد افتتاح المركز في قلب المدينة الرابعة من حيث عدد السكان، وطالب بنقله إلى منطقة بعيدة عن المواطنين، ولا سيما الأطفال وكبار السن، وفي الحالة الأخيرة يجري الحديث عن دار رعاية المسنين التي ستصبح ملاصقة لمركز العزل الجديد.

وانتقدت النائبة عن الحزب ذاته، كارين إلهرار، قرار وزارة الصحة الإسرائيلية، وقالت إن الحكومة رأت أن مواجهة الفيروس الأخطر على الإطلاق تكمن بعزل المصابين في منطقة سكنية مكتظة، وأضافت: ”بدلا من أن تبعد المصابين المحتملين بفيروس كورونا عن التجمعات السكانية، قررت وضعهم في قلب الكتلة السكنية في مدينة ريشون لتسيون“.

وتابعت أن ”حكومة نتنياهو على ما يبدو فقدت صوابها، ومن ثم قررت المخاطرة بكبار السن الذين يقيمون بالمركز، فضلا عن العائلات والأطفال في هذه المدينة الأكثر اكتظاظا، مشيرة إلى أنه لا يمكن السماح بتمرير هذه الخطوة“.

وعلى صعيد متصل، ذكرت وزارتا الصحة والخارجية الإسرائيليتين، الخميس، أنه بعد إجراء فحص طبي لركاب سفينة ”دايموند برينسيس“ السياحية الخاضعة للحجر الصحي قبالة سواحل اليابان، تم اكتشاف إصابة إسرائيلي رابع بفيروس ”كورونا“، وأشارتا إلى أنه سيخضع للعزل في اليابان مع الثلاثة الآخرين، على أن يتم إجلاء 12 إسرائيليا على متن السفينة اليوم في طريق عودتهم إلى إسرائيل، حيث سيتم نقلهم إلى مركز العزل.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية، هذا الأسبوع، توسيع دائرة الحظر الخاصة بدخول المواطنين الأجانب إلى البلاد، لتشمل جميع الوافدين من تايلاند وسنغافورة وماكاو وهونغ كونغ، وذلك ضمن خطوات احترازية تحسبا لتفشي فيروس ”كورونا“ في إسرائيل.

واتهمت مصادر إسرائيلية رئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شابات، بعدم التدخل في إدارة الأزمة الخاصة بفيروس ”كورونا“ المستجد، على الرغم من توجيهات رئيس الوزراء نتنياهو إليه، للعب دور في هذا الصدد، والتواصل مع المسؤولين في الدول المستهدفة بالحظر؛ منعا لوقوع أزمات سياسية أو دبلوماسية من شأنها أن تؤثر على العلاقات.

وأعربت تايلاند وسنغافورة وهونغ كونغ، في وقت سابق، عن دهشتها بشأن قيام إسرائيل بإعلان منع دخول الأجانب الذين كانوا في هذه الدول، ونشر سفير تايلاند في إسرائيل بيانا بدوره، أوصى فيه المواطنين التايلانديين بعدم زيارة إسرائيل؛ ردا على القرار الذي أصدرته وزارة الداخلية الإسرائيلية، كما أعربت مصادر رسمية في سنغافورة عن غضبها إزاء القرار.

Comments are closed.