هل تغير تونس موقفها من حكومة الوفاق الليبيّة؟

باريس (عربي times)

رأى مراقبون أن تصريحات الرئيس التونسي حول شرعية حكومة الوفاق الليبية، تشكل تغيرا في خطاب قيس سعيد تجاه الأزمة الليبية، بعدما حافظ على مسافة بعيدة عن الطرفين في خطاباته السابقة، فهل يقود ذلك إلى تغير في الموقف التونسي؟

وقال الرئيس التونسي في لقاء مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأحد، إن الشرعية التي تحظى بها حكومة الوفاق في ليبيا حاليا ”شرعية مؤقتة“، مقترحا إطلاق مبادرة تهدف إلى صياغة دستور مؤقت للفترة الانتقالية في ليبيا.

المحلل السياسي هشام الحاجي، رأي أن الرئيس التونسي حاول أن يكون متوازنا وأكثر وضوحا وفاعلية في علاقته بالملف الليبي، قياسا على خطاباته السابقة، موضحا أن ”سعيد لم يطعن في شرعية حكومة الوفاق، لكنه لم يعطها شيكا على بياض لتحديد مصير ليبيا وصنع مستقبلها السياسي والميداني“.

وأضاف في تصريحات لـ“إرم نيوز“، أن ”قيس سعيد حاول من خلال هذا الموقف تكريس دبلوماسية تؤمن بالشرعية الدولية وتتجاوب معها في إضفاء الشرعية على حكومة السراج، وتطرح في الوقت نفسه رؤية فاعلة لتونس بوصفها دولة مجاورة للمساهمة في إيجاد حل للأزمة الليبية، بعيدا عن موقف الحياد السلبي أو الانحياز إلى طرف من طرفي النزاع دون الآخر“.

ويرى المحلل السياسي محمد العلاني، أن هناك تطورا في خطاب قيس سعيد إزاء الملف الليبي، وهو تطور فرضه السياق الزماني والمكاني، بحسب قوله.

وأوضح في تصريحات لـ“إرم نيوز“، أنّ ”خطاب سعيد جاء في زيارة رسمية إلى فرنسا، لذلك حاول التقارب مع الموقف الفرنسي المؤيد للجيش الليبي والمناهض لحكومة السراج وحليفها تركيا خصوصا“.

وأشار العلاني إلى أن ”خطاب سعيد بدا متناغما مع سياقه المكاني ومع ما تقتضيه الدبلوماسية من تعديل للمواقف واستثمار العلاقات الدولية والمكاسب الممكنة لتحديد المواقف السياسية اللازمة“، وفق قوله.

وأضاف أن تصريحات الرئيس التونسي تأتي أيضا في سياق زمني تحقق فيه حكومة الوفاق تقدما ميدانيا، ما قد يدفعها إلى أن ”تغترّ بشرعيتها“ وتقصي الشركاء الليبيين، لذلك رأى المحلل السياسي في تصريحات الرئيس التونسي ”تذكيرا لحكومة الوفاق بأنّ شرعيتها مؤقتة وأنها نتاج اتفاق سياسي تمت صياغته في سياق مخالف للسياق الحالي“.

واعتبر العلاني أن في موقف الرئيس التونسي منحى اقتصاديا، باعتباره أظهر تقاربا مع فرنسا التي يزورها والتي وعد رئيسها بتقديم قرض جديد لتونس بقيمة 350 مليون يورو (حوالي 370 مليون دولار)، واستعداد باريس لمواصلة دعم تونس في مواجهة تداعيات جائحة كورونا المستجد.

وفي مايو الماضي استقبل الرئيس التونسي نظيره التركي رجب طيب أردوغان، على وقع تخوفات من وجود مساع تركية، لتحويل تونس إلى ممر لأسلحتها إلى ليبيا، لدعم ميليشيات ”الوفاق“، لكن قيس سعيد قال في أعقابها إن بلاده ترفض التدخلات الخارجية في ليبيا وأنها لن تكون قاعدة خلفية لأي طرف.

 

Comments are closed.