ابو ظبي (عربي times)
مرة أخرى تغرق قناة الجزيرة أكثر في دعايتها المضللة، وهي تحاول استهداف دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال برنامجها المسمى ”ما خفي أعظم“.
فشلت محاولة أولى من نفس البرنامج لاستهداف الاستثمار في دبي وسقط في وحل من التناقضات التي أبرزها تقرير سابق لـ“إرم نيوز“ متوفر على منصاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان مغالطات مضحكة في برنامج #ماخفي_أعظم عن #دبي.
وهذه المرة سعى البرنامج إلى معاودة الكرة مستغلا قضية رجل الأعمال الهندي بي أر شيتي، لكنه سقط في وحل جديد من التناقضات، حيث قدم سردا دراميا مضللا لإرباك وخداع الجمهور غير المطلع على القضية.
تجاهل لندن
أولا سعى البرنامج إلى إخفاء حقيقة أن قضية شيتي هي في المقام الأول فضيحة لبورصة لندن حيث إن شركة أن أم سي هيلث مدرجة هناك، وما حدث هو فشل للإجراءات الرقابية والمحاسبية في بريطانيا والقضية منظورة هناك أمام محكمة لندن العليا وبطلب من بنك إماراتي، أي أن الجهات الإماراتية ليس لديها ما تخفيه، وترى نفسها ضحية لفضيحة حدثت هناك في لندن، غير أن البرنامج اختار التضليل بشكل واضح، فهو يحاول الإيحاء بأن القضية فضيحة في الإمارات.
لكنه عندما يتحدث عن بورصة لندن التي هي مسرح الفضيحة يسعى للتقليل من القضية بوصفها مجرد صفعة، والمعروف أن هذه ليست القضية المالية الأولى التي تشهدها لندن حيث إن قضية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وبنك باركليز البريطاني لا تزال حية في الإعلام اللندني رغم تجاهل قناة الجزيرة والإعلام القطري للقضية.
تضخيم الديون الإماراتية
مغالطة أخرى مكشوفة حين سعى البرنامج إلى الإيحاء بأن مجموع ديون شركات شيتي في الإمارات بلغ أكثر من 7 مليار دولار، والحقيقة كما هو موضح في تقرير لوكالة بلومبيرغ الاقتصادية المتخصصة، أن ديون البنوك الإماراتية تبلغ فقط 2.4 مليار من أصل 6.6 مليار دولار أي أن ديون شركات شيتي وقعت ضحيتها بنوك عالمية بما قيمته 4.2 مليار دولار،
والقضية معلنة وتناولتها جميع وسائل الإعلام الإماراتية .
الهروب بالأموال
حاول البرنامج الإيحاء بأن قضية شيتي هي عبارة عن جمع أموال ثم الهرب خارج الإمارات، متناسيا أنه حتى وإن كانت لشركات وبنوك إماراتية ديون غير محصلة، إلا أن مجموعة شيتي لديها أصول ماثلة في الإمارات من مستشفيات وعقارات ومحلات صرافة، وكلها مؤسسات قائمة أي أن استعادة الدائنين أموالهم أو جزءا منها على الأقل، هي مسألة جارية وفق الإجراءات القانونية والمالية المتبعة في مثل هذه الحالات.
إقحام شخصيات إماراتية
تفجرت قضية شيتي في لندن واهتم بها المستثمرون وكل وسائل الإعلام العالمية، لكن أيا منها لم تذكر اسم مسؤول إماراتي واحد في هذه القضية، بينما برنامج الجزيرة عمد إلى إقحام أسماء شخصيات إماراتية لأسباب سياسية واضحة، تهم صانع القرار في الدوحة، دون أن يَجد البرنامج ما يمكن تلفيقه لتلك الشخصيات، سوى إقحامها في الصورة إلى جانب شيتي، بينما يتجاهل البرنامج شراكات شيتي مع بيل غيتس وحكومة الهند التي تطالب بنكُوها هي الأخرى بديون مستحقة على مجموعة شيتي
الحادي عشر من سبتمبر
أما المغالطة المضحكة التي تكشف بوضوح الهدف الكيدي للبرنامج، هي إقحام أحداث الـ11 من سبتمبر والحديث أن أحد منفذي الهجمات، الإماراتي مروان الشحي، تلقى تحويلا ماليا عبر شركة الإمارات للصرافة، التي يمكن لأي شخص تحويل الأموال عن طريقها دون أن يوضح البرنامج علاقة ذلك بقضية شيتي الحالية في استخفاف واضح بعقول المتابعين، خاصة أن المعلومة المذكورة مصدرها الـFPI الأمريكي ولو كانت تثير اتهامات لبحثها الأمريكيون خلال كل تلك السنوات الماضية.
المركز المالي
صورة الإمارات كمركز مالي عالمي تثير وفق محللين غيرة الجارة قطر، وتسعى للنيل من تلك الصورة بأيّ طريقة، وهو ما سعى إليه البرنامج دون جدوى، فمثل هذه القضايا مسألة عالمية متكررة، أشهرها بشهادة الجزيرة نفسها قضية بيرنارد مادوف، محتال وول ستريت الذي سرق نحو 65 مليار دولار، دون أن يؤثر ذلك على وول ستريت التي بقيت أهمّ مركز مالي عالمي.
والواقع أن برنامج ما خفي أعظم كما قلنا في تقرير سابق هو إهدار للمال القطري من تامر المسحال وشركائه، لإنتاج مثل هذه البرامج التي هي من نوع سمك لبن تمر هندي.
Comments are closed.