القدس (عربي times)
رغم إجراءات كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، الأمنية المشددة، إلا أن عملية اختراقها من قبل إسرائيل عبر تجنيد ”عملاء“ من داخلها باتت عملية سهلة، بحسب خبراء .
وشهدت السنوات الأخيرة الكشف عن العديد من قياديي حماس السياسيين والعسكريين الذين كانوا يعملون لصالح إسرائيل ويقدمون معلومات وفيرة شكلت صيدًا ثمينًا لإسرائيل.
وقبل أيام تم الكشف أن قائدين كبيرين في حماس يعملان لصالح إسرائيل، أحدهما اعتقلته حماس فورًا، والآخر لاذ بالفرار إلى إسرائيل عن طريق البحر، الأمر الذي نفته وتكتمت عليه، واعتبرت الحديث فيه استهدافًا لمشروع المقاومة.
وكانت مصادر فلسطينية مطلعة كشفت ، تفاصيل جديدة عن هروب أحد قادة كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس عبر البحر وبحوزته معلومات حساسة عن قدرات الحركة وجناحها العسكري.
وقالت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها لحساسية الأمر، إن“القيادي في كتائب القسام عز الدين بدر، الذي ذكرت وسائل إعلام عدة أنه هرب عبر البحر، وبحوزته جهاز حاسوب يحتوي معلومات حساسة عن القدرات البحرية لكتائب القسام، استطاع نقل بيانات حول طرق استلام الحركة لأموال من الخارج“.
وأضافت أن“بدر نجح في السيطرة على حساب البيتكوين، الذي سبق ونشرته كتائب القسام لجمع تبرعات من الخارج وتحويلها لقطاع غزة، كما أنه استطاع السيطرة على أحد نطاقات الموقع الرسمي لكتائب القسام عبر الإنترنت وتسليمها لإسرائيل“.
وقبل أيام، أعلنت كتائب القسام، أنها فقدت السيطرة على أحد نطاقات موقعها الإلكتروني وحساب ”البيتكوين“، بسبب ما قالت إنه ”هجمات إسرائيلية“، وهو ما يتطابق مع معلومات المصدر.
وقال الخبير الأمني والعسكري يوسف الشرقاوي، إن اختراق حماس بات أمرًا سهلًا، نظرًا لاحتوائها وتجنيدها في السنوات الأخيرة الكثير من الشباب المتعطلين عن العمل، الأمر الذي ساعد إسرائيل في الوصول إلى منظومة معلومات قوية من خلال هؤلاء العملاء.
وأوضح الشرقاوي : أن عملية اختراق حماس من قبل العملاء ليست ظاهرة جديدة، بل منذ نشأتها ونشأة عملها العسكري باسم ”كتائب القسام“، أثناء هروب يحيى عياش لقطاع غزة، حيث تم اغتياله في منزل أحد قيادات حماس في غزة العام 1996.
وأكد أن“هناك العديد من الأهداف الإسرائيلية ضد أماكن ومراكز لكتائب القسام وأنفاق ومواقع لصواريخ تم استهدافها، وهذا عن طريق عملاء من داخلها“، محذرًا من ازدياد عدد العملاء في صفوف حماس والقسام إذا ما تمت معالجة الأمر.
وكانت وسائل إعلام فلسطينية وعربية، نشرت قبل أيام معلومات عن القبض على مسؤول كبير في كتائب القسام، بعد اكتشاف ارتباطه بإسرائيل، إضافة إلى هروب مسؤول آخر وبحوزته جهاز حاسوب يحتوي معلومات مهمة عن قدرات الجناح العسكري لحماس.
وأشارت إلى أن المسؤول، الذي فرَّ في قارب عبر البحر، هو مسؤول وحدة الضفادع البشرية في كتائب القسام ويدعى عزالدين بدر، وقد غادر في قارب للاحتلال الإسرائيلي عبر البحر، وبحوزته جهاز حاسوب، يحمل معلومات سرية خطيرة عن وحدة الضفادع، بالإضافة إلى مبالغ مالية وأجهزة تنصت كانت بحوزته.
مراض شيخوخة
من جهته، رأى المختص بشأن الحركات الإسلامية ماهر فرغلي، أن التنظيمات المغلقة تعاني من مشكلات أمنية ويكون اختراقها ممكنًا، على غرار ”القسام“.
وقال :، إن التنظيمات المغلقة تعاني من ”أمراض شيخوخة“، تتعلق بالتنظيمات ومشكلاتها الداخلية في الوصول للقيادة والتمويل والخلافات الفكرية، لافتًا إلى أن هذه الأسباب في الداخل التنظيمي تعد أمراضًا يسهل من خلالها الاختراق.
وأضاف فرغلي:“هناك مشكلة حقيقية داخل حركة حماس تتعلق بشيخوخة القادة، الأمر الذي يجعل اختراقهم سهلًا“.
وأكد أنه“إذا صحت الأنباء المتداولة بشأن الاختراقات، فإن ذلك سيؤدي في النهاية إلى مشكلات أكثر وانهيار للبنية التنظيمية“.
وأشار إلى أن“اصطياد قادة حمساويين، واغتيالهم في أماكن محددة وفي أماكن يختبئون فيها، يدلان بشكل واضح على الاختراق الكبير داخل صفوف منظومة كتائب القسام وحركة حماس“.
وكانت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، كشفت عن حملة اعتقالات شنتها حركة حماس في قطاع غزة، بصفوف كوادرها بالقطاع؛ وذلك على إثر اتهامات لعدد كبير منهم بالتخابر مع إسرائيل، وتسليمها معلومات حساسة عن الجناح العسكري.
وأوضحت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عنها، : أن حدثًا أمنيًا وقع قبل عدة أيام على شاطئ بحر غزة، وأدى إلى اعتقال عدد من المتخابرين مع إسرائيل، وإغلاق البحر في حينها، نظرًا لمحاولة هروبهم إلى إسرائيل عبر البحر.
ورجحت المصادر، التي تنتمي لحركة حماس، أن يكون أحد قيادات كتائب القسام الجناح العسكري للحركة، قد تمكن من الهرب إلى إسرائيل عبر البحر، مضيفة:“وقت وقوع الحدث الأمني كان هناك انتشار مكثف للأمن التابع للحركة على البحر، وتم إغلاقه، وأُلقي القبض على عدد من العملاء“.
الجدير بالذكر، أن وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس منعت قناتي ”العربية“ و“الحدث“ من العمل في قطاع غزة، وذلك إثر بثهما تقارير حول اعتقال خلية بتهمة التعاون مع إسرائيل وصفتها الحركة بأنها ”أخبار مفبركة“، وهو الأمر الذي أكدته قناة العربية.
ويشمل القرار منع ”تقديم أي شخص أو شركة من القطاع أي خدمات لقناتي العربية والحدث“، وذلك بحسب صحفي متعاون مع قناة ”العربية“.
Comments are closed.