تقرير: أردوغان قد يشن هجوماً في كردستان العراق

باريس (عربي times)

أفاد تقرير نشرته صحيفة ”لوموند“ الفرنسية، اليوم الأحد، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد يدفع بقواته إلى كردستان العراق في تدخل عسكري واسع النطاق.

واعتبر التقرير أن التدخل التركي المحتمل في شمال العراق، يأتي مدفوعا بغرور الرئيس رجب طيب أردوغان بـ“انتصاراته المتتالية في سوريا وليبيا والقوقاز“.

وجاء في التقرير: ”الرئيس التركي سجّل خلال أكثر من عام ثلاثة نجاحات على الساحة الإقليمية، حيث مكّنه هجوم أكتوبر / تشرين الأول 2019 في شمال شرق سوريا من صد القوات الكردية على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود التركية وكسر الحزام الكردي، وساعد تعاون أنقرة مع حكومة الوفاق الليبية في طرابلس في يناير / كانون الثاني 2020 على صد الجيش الوطني الليبي، وكان الدعم العسكري التركي حاسمًا أخيرًا في انتصار أذربيجان على أرمينيا في نزاع ناغورنو كاراباخ“.

وأضاف التقرير: ”أردوغان، الذي ثمل بسبب سلسلة الانتصارات هذه، قد يغريه الوضع بمغامرة جديدة هذه المرة في كردستان العراق، حيث تنفذ قواته بالفعل عمليات عسكرية متقطعة“.

تاريخ من التدخل

وعرض التقرير جردا تاريخيا للتدخلات التركية في العراق، معتبرا أن هناك تاريخا طويلا من هذه التدخلات تعود إلى منتصف ثمانينيات القرن الماضي.

وتعود أولى الغارات التركية في شمال العراق ذي الأغلبية الكردية إلى عام 1984 عندما بدأ حزب العمال الكردستاني حرب عصابات ضد تركيا، ومنح الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي كان آنذاك في حالة حرب مع إيران، أنقرة حق التدخل حتى عمق 5 كيلومترات في الأراضي العراقية.

وأسس حزب العمال الكردستاني معسكراته في وقت مبكر جدًا في قلب جبل قنديل أقصى شمال شرق العراق على الحدود الإيرانية، فكان ذلك بداية لدورة من التدخلات المنتظمة للجيش التركي بالعراق تم تعليقها فقط خلال وقف إطلاق النار بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني من 1999 إلى 2004 ثم أثناء عملية السلام بين حكومة أردوغان والمقاتلين الأكراد من 2013 إلى 2015.

وأوضح التقرير أن ”عام 2020 تميّز بتصعيد تدريجي للغارات التركية في العراق، لتطهير المنطقة الحدودية من أي وجود لحزب العمال الكردستاني، وتمت مضاعفة التدخل العسكري باستخدام طائرات بدون طيار لوحظت فعاليتها في ليبيا والقوقاز.“

وأكد أن ”رغبة بغداد في تأكيد السيادة في المنطقة لم تمنع أنقرة من مواصلة قضمها الممنهج، ففي آب / أغسطس 2020 قُتل ثلاثة عسكريين عراقيين، بينهم ضابطان، في قصف تركي على اجتماع كان حرس الحدود يعقده مع كوادر حزب العمال الكردستاني، ولم يتم الاحتجاج من بغداد الأمر الذي من شأنه دفع تركيا إلى التمادي في مثل هذه الأعمال“.

وأشار إلى استثمار تركيا للخلافات القائمة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني القريب من أنقرة والذي يعتمد بشكل كبير على الولاء لعائلة بارزاني، وحزب العمال الكردستاني الموالي لطهران.

وأضاف التقرير: ”كما أدت الحملة الأخيرة على المحتجين في إقليم كردستان إلى إضعاف مصداقية السلطات المحلية، بينما أدان رئيس الوزراء العراقي الذي استقبله أردوغان مؤخرًا في أنقرة أي عمل يضر بتركيا من الأراضي العراقية، فيما تعهد مضيفه بمواصلة القتال حتى القضاء على العصابات الإرهابية“.

وتابع أن ”هذا السياق قد يدفع تركيا إلى استغلال الخلاف الكردي وتهاون بغداد لضرب حزب العمال الكردستاني في الرأس، واستهداف مقراته في جبال قنديل ولن تخلو العملية، التي سيكون حجمها غير مسبوق، من المخاطرة بمواجهة البشمركة التي تألف تلك المناطق  الوعرة“.

واختتم التقرير بالقول: ”لدى الجيش التركي الآن إمكانية إرسال مرتزقة سوريين حشدهم بالفعل في ليبيا وأذربيجان إلى خط المواجهة، بالإضافة إلى أن القيادة التركية بطائراتها بدون طيار عالية الأداء تملك سلاحًا أثبت بالفعل قيمته في جبال القوقاز“.

 

Comments are closed.