لندن (عربي times)
مع عبق رائحة القهوة، وعلى وقع التاريخ المأزوم !، ألقى الكثير من الباحثين اوراقهم في متاهات الحقيقة ، وبثّ أغلب المفكرين أحلامهم في التغيير على مسامع العامة، لنقل الحقيقة المجردة من الايدلوجية الحزبية الممنهجة، لتعويض الفاقد الثقافي الناتج عن جملة الانكسارات التي شهدتها الشخصية الاسلامية ، خلال مرحلة الهزائم المرّة، فكانت ابحاث المفكرين ومنهم ” ضيفنا الكريم المقكر والباحث الاسلامي الاستاذ سليم صلاح الولي ،ليطرّز فصول التاريخ الحضارية على جبين العالمية، وليرفد بحر الثقافة من معينها الخالص، وبرأيي، لا يمكن إغفال الحقيقة القائلة بأن كافة فصول التاريخ، دون استثناء، لا بدّ وأن تمرّ بمرحلة ” غربلة ” حتى تبقى على قيد الاستمرارية.. وأظن أن من لم يتذوق طعم ” البحث المنحاز للحقيقة ” ، ستبقى ذائقته الثقافية في طور العوز والحاجة إلى صبابة التوق والوجدان الانساني .
من هو الأستاذ سليم صلاح الولي ؟
بداية، يشرفني ان اجري هذا الحوار مع جريدة عالمية مرموقة ومع سيادكم دكتور محمد داود رئيس تحريرها ، فمعكم سليم صلاح الولي، من اسرة تنتمي للسادة الحسينين من احفاد الامام علي الهادي عليه السلام، من مواليد جمهورية مصر العربية في ١٢ من اغسطس لعام ١٩٨٤، وحاصل على بكالوريوس نظم المعلومات الادارية ومتزوج ولدي اربعة اولاد والحمد لله، هذه هي الخطوط العريضة لبطاقتي الشخصية، ولعل ماشكل شخصيتي الثقافية وهو ما يهم القراء هنا بدرجة كبيرة،
بما ان حوارنا ثقافيا هو نشأتي بين اسرة تحمل تراث صوفي وهي اسرة ابي وبين اسرة تحمل تراث ادبي وهو اسرة امي وبين شخصية ابي المثقف الموسوعي « صلاح شعبان» وهو ان كان لم يحظ بشهرة على مستوى الجمهورية الا ان شهرته في مدينتي التي اعيش فيها كاحد رواد الحركة الثقافيه كافية، نشاة وانا اسمع جدي يحكي عن جده « الولي» ذو الكرامات والبركات ويحكي عن ابيه ايضا كيف كان يرتحل ماشيا بين القرى لاقامة حلقات الذكر، فتاصلت الروحانيات في نفس هذا الطفل فكان هذا الجانب الروحي الذي انقظني من براثن المادية فيما بعد اثناء تحركاتي الفكريه،
وورثت عن جدي لأمي الذي لم اره كتاب مختار الصحاح طبعة ١٩٢٢، وجدته في مقتنياته وانا في المرحله الإعدادية التي تلي المرحلة الإبتدائية وكثير من كتبه الدينية ايضا، ولعل ابرز من اثر في تربيتي الادبية والثقافيه بوجه عام هو ابي، حيث اذكر منذ نعومة اظفاري كان يضعني بأسفل مكتبته المعلقة على الحائط ليقيس طولي الى اين وصل فارتبطت وجدانيا بالمكتبه والكتاب ولا انسى صالوناته الادبيه في منزلنا فهو كان يجتمع باصدقائه الشعراء والادباء والفنانين ومخرجي المسرح والرياضين فابي متقن لهذه الفنون والمعارف فهو رياضي وشاعر وكاتب مسرحي ومخرج وممثل وتشكلت مكتبته التي في بيتنا بجميع المعارف والموسوعات وقد احضر لي وانا في المرحلة الثانويه موسوعة عالم المصريات .
«سليم حسن»، هكذا تشكل وجداني ثم انتلقت في مرحلتي الجامعيه للواقع ومعترك الحياة الفكريه فاصبحت سلفيا وهابيا ! وكان هذا عكس البيئة الثقافية التي تربيت فيها تماما ولعل هذا افادني والا كيف يسمو الانسان فكرا ونقدا الا لما يخوض غمار التجارب الفكرية ويخرج من عبائة اسرته ليختبر وليختمر، ثم اصبحت ظاهريا اتبع مذهب بن حزم الاندلسي، ثم صوفيا ظاهريا كمدرسة الغمارين بالمغرب العربي، فهم في الفقه ظاهريه وان كانوا صوفيه وكذلك ابن عربي الصوفي الشهير، ثم صوفيا اشعري ازهريا، ثم شيعيا زيديا مدرسة زيود اليمن ثم شيعيا اماميا المدرسة الجعفرية، ثم في مرحلة علمانيا ربوبيا ثيوصوفيا كما يسمونه الحداثيين دين الانسانية وكان التصوف الذي علق بوجداني هو من منعني من الإلتحاق بحركات الإلحاد المادية (*) ، ثم وقفه للمراجعه بعد كل هذه التجارب وبحور الفكر المطلاطمة.
واخيرا العودة الى مدرسة اهل البيت عليهم السلام مرة اخرى فهم سفن النجاة وباب حطة وأئمة الهدى ومصابيح الدجى صل الله على محمد وعلى ال محمد ، فهذه الرحله استمرت طيلة ١٨ عاما من عمري قضيت شبابي في البحث عن الحقيقة وأمل ان اكون قد وصلت لها وانا الان في عمر ٣٧ عاما.
تعرضت ايضا فيها لتجارب حياتيه قاسية جدا من ناحية التجارب العملية والعمل والمشاريع التجارية الخ، وكنت دائما احاول ان افلسف تلك التجارب لأصل للحكمة منها، ولعل هذا ما جعلني فيما بعد اجد اجوبة لما يسمونه بــ«معضلة الشر» فإن حياتي بالفعل عامره وانا اشكر الله تعالى على ذلك ، فلولا المنطقة صفر ما كانت المنقطه ياء ولولا كل هذه التجارب الفكرية والحياتية ما كنت لأتحدث عن نفسي يوما مع جريدة مرموقه مثل جريدتكم..
اول مقال لي نشرته في جريدة المقال… رئيس تحريرها الاستاذ ابراهيم عيسى الصحافي والكاتب المصري عام ٢٠١٥ ،لدي اربعة كتب دينيه وتاريخية لم تنشر بعد ، عضو في المجلس الأعلى للطرق الصوفية ، عضو في نقابة السادة الأشرف والقبائل العربية ، لم ولن انتمي لأي تيارات سياسية او تنظيمات دينية قديما ومستقبلا، فما يهمني هو الفكر والشطئان الثقافية لا غيرها من الشواطئ والبحور الظلماتية.
كيف تقيم حركة الثقافة الإسلامية بعد ثورة الإنترنت فيما بينها وبين الديانات الأخرى ويقال ان الثقافة الإسلامية لم يعد لها وجود بعد اجتياح العولمة، كيف ترد عليهم ؟
في رأي ان هذه العولمة الثقافية بمعنى الإنفتاح على الآراء المتعدده والتبادل والجدل الفكري هو امر ايجابي وارى هذه الإنفتاحة مثرية للثقافة بوجه عام ومحفزه لعقل الشباب العربي سواء مسلم او مسيحي فعندما تطرح الشبهات او الشكوك المتبادلة من الطرفين لا شك ان هذا يحفز العقول لكي تلتجئ للبحث ولحصد المعرفة والخروج من بوتقة الثوابت التي لا مساس لها الى وضعها تحت مجهر البحث فإما ان تبقى ثوابت وإما ان توضع في خانة المتغيرات.
ولعلي اشير لبعض البحوث التي حفزت العقل المسلم للتتقيب بين دفات واقوال المؤرخين القدماء فمثلا اطروحة مكة البتراء ( مكان مكة ووادي بكا) التي اثارها الباحث الكندي «دان جيبسون» وتساؤلات وشبهات «رشيد حمامي» المسيحي حاليا المسلم سابقا، واشير ايضا الى مدرسة المراجعين وابحاثهم عن التاريخ المبكر للإسلام خاصة ابحاث «باتريشيا كرون و مايكل كوك» فهؤلاء تمركزت اطروحاتهم حوا التشكيك في ثوابت السردية التاريخية لتاريخ الاسلام فتمركزت اطروحاتهم في ( النبي محمد صل الله عليه واله شخصية وهمية ام حقيقة؟ .
مكة في الحجاز ام مكان اخر، الدين الاسلامي صنعه العباسيين ام موجود قبلهم) واطروحات اخرى من قبلهم ومن غيرهم وهذه الابحاث بلا شك داخلة في مقارنة الاديان وهذا ان عرجنا عن التشكيك الفلسفية للملحدين والربوبيين ايضا كل هذا انفجر بعد ظهور التكنولرجيا وعصر الانترنت والتواصل الإجتماعي انفجر كالبركان امام عقل الشاب المسلم الذي هو اكثر فئة مستخدمة لتلك الوسائل، فبات العقل يجبر الشاب ان يخرج من قوقعة المسجد وخطب الجمعة ليبحث عن حجج وادلة بنفسه ليفند تلك المزاعم سالفة الذكر وغيرها، فإما يبطل صلاحيتها وحجيتها او تصبح كالصاعقة على الموروث بالكامل؟.
هكذا تفاعل شباب هذا الجيل وهذه كانت نتيجة العولمه ولعل هذا الامر ايجابي فرأينا جيل جديد من الشباب يتعامل بكل حرفيه في البحث والرد ويخوض غمار المعترك الثقافي فهو يبذل من ماله وقته بلا اي مؤسسات ثقافية او دينية تقف ورائه فظهر على صفحات اليوتيوب والفيس بوك يتحدث عن اشياء لم يسمعها اسلافه ويفند ويرد ويحامي عن ثقافته وموروثه بكل قوة قلمه وما انتجه عقله من احبار انتجتها بحور المعرفه التي اطلع عليها ولم يكن هذا ليحصل على المستوى الشعبوي كما نراه لولا العولمة ووسائل التواصل الإجتماعي وان كنت ارى في حركة العولمة ايجابية من الناحية الثقافية إلا انني أرى انها تشكل خطرا على الطابع الثقافي للشرق فإن كانت العولمة بمعنى ان تذوب الثقافات فتبقى بلا هويه فطبعا انا كمثقف ضدها لأن هذا ضد الطبيعة البشرية التي تميل الى التنوع بل ضد الطبيعة بكاملها فالطبيعة متنوعه، فلا بأس بالإنفتاح على الثقافات الأخرى واخذ النافع منها ولابأس بتبادل الجدل الفكري.
لكن بلا مسخ لهويتنا ولعل هذه أزمة العلمانيين العرب حيث ارادوا ويريدون جلب علمانية اوروبا بكل مافيها وتلبيسها لمجتمعنا الشرقي فبائت تجربتهم بالفشل وستستمر في الفشل فلكل شعب لباس وثقافة ولي مع العلمانيين سجال طويل ذن فتلك العلمانية التي نهاجمها هنا هي العلمانية المؤدلجة لا فكرة العلمانية المجردة، فأنا علماني وعلمانيتي هي تلك العلمانية التي تقف في منطقة وسط بين الاديان وثقافات الشعوب، وفلكلورهم من ملبس وعادات ولا تريد فرض او نزع دينهم او تراثهم سواء كان ملبس او عادات وتقاليد ما دامت لا تقيد الحريات او تسبب ضرر شخصي او ضرر للغير، اذن فانا اتحدث عن علمانيه ليبرالية. وانا اسلامي عرفاني واسلامي الذي افهمه هو ذلك الاسلام الذي لا يختلف عن علمانيتي التي شرحتها لكم. فانا ضد الأدلجة سواء كانت ادلجة العلمانية او أدلجة الأديان.،
اما بخصوص الثقافه الاسلامية فهي باقية لانها ممزوجه بثقافات الشرق والجغرافيا الاسلامية لدرجة تكاد ان تجزم ان عاداتنا واحده فالاسلام ليس مجرد دين بل هو ثقافه واسلوب حياة امتزج مع هذه الشعوب فاصبح في جيناتها ونحن سعداء وفخورين بذلك.
من اين تحصل على مصادرك التاريخية و كيف تقيم آراء الآخرين لاسيما المختلفين معك ؟ وهل تنظر للأحداث التاريخية من زاوية باحث عن الحقيقة ام لتبيان الخلل في بعض ما يذكر ؟ وهل التاريخ كتب باقلام الفائزين دوما ما رايك؟
ارتبطت بالمكتبة منذ طفولتي فمن مكتبة والدي ببيتنا الى مكتبة نادي الطفل الى مكتبة القصر الثقافي الى مكتبة مراكز الاندية الرياضيه حتى اني اصبحت أمين مكتبة كوظيفتي الحالية، ولعل دراستي لمجال تكنولوجيا المعلومات صرفت انتباهي مبكرا لشبكة المعلومات فاخذت مناهل المعرفة بعدا آخر هاما واكثر موسوعية لم يتهئ لجيل المثقفين من قبلنا، فأصبح الانترنت لي مكبتة عالمية اكثر موسوعية وبلا قيود،فبين الورق والألياف الضوئية استمد معرفتي.
وبالنسبة للتاريخ فبلا شك انظر اليه من زاوية الباحث عن الحقيقة وإلا ما كنت اصرف من عمري ١٨ عاما ابحث عن الحقيقة ولازلت وكما يقال من المحبره الى المقبره يظل الانسان يتعلم، نعم،فلم اكن لانزوي بنغسي بين دفات الكتب تاركا مجالس الاصدقاء في النوادي والكافيهات !! لذلك اي حدث تاريخي ان وجدت حجه تؤكده او وتنفيه بالتاكيد سأتبع هذه الحجه حتى لو قال بها فرد واحد او لم يقل بها غيري، وبلاشك ان التاريخ تلاعب به تلاعب شديد لذلك لا ارجح مقولة التاريخ يكتبه المنتصرون ولا حتى الذين هزموا وفي راي ان هناك ضلع ثالث هو من يكتب التاريخ!!.
فكان اول ما اثار حفيظتي الصغيرة وقتها وعقلي الفتي حينها اطلاعي على احد اجزاء موسوعة الدكتور «سليم حسن» التي اهداها لي والدي وكان وقت اطلاعي على هذا الجزء الذي اشير اليه وانا اراه وكانه اليوم كنت في الصف الثاني الثانوي ١٩٩٩- ٢٠٠٠، فوجدت ان المصريين القدماء رسموا حادثة فتق السماوات والأرض المذكوره في القران الكريم (اولم ير الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ) ،فصوروها بالاله شو يرفع بيديه بين الالهه نوت إلهة السماء وبين الاله جب اله الارض؟!،فوقع في عقلي الشاب الفتي حينها تساؤلا ،ان الفراعنه كانوا مسلمين فلما يدرس لنا انهم كفارا؟!
فلما كبرت مدارجي الفكريه وسع التساؤل وتوسع اكثر بعد مروري بكل تلك التجارب الفكرية التي حكيتها على مسامعكم، اما الآن فاطرح تساؤلا اعمق لعله يجاوب على تساؤلك من يكتب التاريخ
هذه النقش المصري القديم وجوده طبقا للتسلسل الزمني المعروف ان الحضارة المصرية القديمة سبقت الاديان السماويه بالاف السنين يعطينا عدة تساؤلات لا مفر منها واذا علمنا ايضا ان حادثة الفتق هذه مذكورة في سفر التكوين في الكتاب المقدس في سفر التكوين من ٦ الى ١٠، ساء وكان صباح يوما واحد ،وقال الله: ليكن جلد في وسط المياه، وليكن فاصلا بين مياه ومياه ،فعمل الله الجلد، وفصل بين المياة التي تحت الجلد والمياة التي فوق الجلد، وكان كذلك ،ودعا الله الجلد سماء. وكان مساء وكان صباح يوما ثانيا ،وقال الله لتجتمع المياة تحت السماء الى مكان واحد، ولتظهر اليابسة، وكان كذلك ،ودعا الله اليابسة ارضا، ومجتمع المياه دعاه بحارا .
اذن هنا ايضا توافق مع القران الكريم والنقش وبين الكتاب المقدس الذي كما مرمعنا ففصل الله بين مياه السماء وبين مياه الارض وهي البحار ويابسة الارض بالجلد الذي عبرت عنه الميثولوجية المصرية القديمة بالاله شهو،اذن فلا مفر من تلك الاسئلة؟.
اما ان الاديان السماويه اقتبست هذه الحادثه من الحضارة المصرية باعتبارها الاقدم؟ .
واما ان الحضارة المصرية القديمة كانوا بالفعل مؤمنين وهذا النقش ماهو الا تعبير عن اخبار نبي من انبيائهم بهذه الواقعه التي حدثت في بدء الخلف؟
والاحتمالين قائمين لان بعد فك رموز اللغة الهيروغليفية تمكن علماء المصريات من معرفة اديان قدماء المصريين وانها كانت اديان تعدديه وثنيه حتى ان اخن اتون « اخناتون» لم يكن موحدا ، وايضا هذا لا يمنع ان يكونوا لهم انبياء وموحدين، لكن لايوجد اي ذكر لذلك في النقوش والبرديات المصرية؟!.
اذن تلك التحليلات السائدة لمثل هذا النقش والاسئله التي ترد عليها، فالملاحدة والادينيين يستخدموا هذا التشابه بين الكتب السماوية والمثيولوجيه المصرية القديمة، كحجه لهدم او للتشكيك في الاهية الاديان في كونها منزله من عند الله تعالى، والمؤمنين يتمسكون بتلك الاشارات كدليل على مبعث الانبياء للحضارات القديمة حتى ان ضلوا بعد ذلك فلا شك هناك امور علقت في ازهانهم وهذا النقش من تلك الامور.
وفي الحقيقة انا لدي راي اخر،بعيدا عن هذا الجذب والشد واطرح اسألتي التي نوهت عنها سابقا وهي ،ماذا ان كان تم التلاعب بنا؟ ،ماذا ان كان علم الآثار كله مبني على الظنون؟ ،ماذا ان كان التسلسل الزمني للحضارة البشرية خاطئ؟! ، ماذا ان كانت الحضارة البشرية بدات فقط عام ٩٥٠ قبل الميلاد كما يقول العالم «اسحاق نيوتن» ؟ ، هل التسلسل الزمني الذي وضعه الراهب سكاليغر لبدء تاريخ الحضارات صحيح؟ ، ماذا عن اخطاء الكربون المشع ١٤ الكارثيه؟ .
كيف يعتمد عليه في تحديد عمر الحفريات واللقى الاثارية بعد ذلك؟ ماذا ان كانت تلك الرموز ليست لغه ماذا لو كانت طلاسم فقط؟
كيف يبنى تاريخ على الظنون ونحن مالدينا قاموس سومري عربي او هيروغليفي عربي تركوه لنا الاقدمين لذلك خرجت وستخرك علينا كل يوم قراءات جديده لتلك النصوص؟
ماذا ان كان هناك لعبة تزوير عالمية كبرى لتحويل العالم لمتحف كبير وانشاء متاحف تدر الربح خاصة في اوروبا بعد عصر النهضه؟
اعتقد ان لدي شكوك كثيرة حول علم الاثار حري بدراستها قبل الاجابه على التساؤل الحضارات سبقت الاديان ام الاديان سبقت الحضارات ام تزامنوا ماتلك الاصورة لهذه؟
ففي نظري ان التاريخ لم يكتب بعد وبحاجه لمن يكتبه على اسس حقيقية يتشارك فيها كل سكان الارض على مرئى ومسمع من العالم لا ان يذهب راعي غنم في جبال الاردن فيتفاجئ بكهف ويجد فيه جرار تحتوي على مخطوطات نادرة للتوراة ثم تصير ضجة عالمية استمرت نصف قرن وازيد الى ان يكتشفوا مؤخرا ان نصفها مزور والنصف الاخر في الطريق، وما اعلنوا ذلك الا لأنه تخاصم خفافيش الظلام ولولم يتخاصموا لاستمرت الكذبه لالاف السنين ولعمري كم اكذوبه من هذا النوع مدفونه تحت التراب او في باترينه زجاجيه في اشهر متاحف العالم .
هل قدمت ندوة بعضا من ابحاثك وماذا كانت ؟ هل ساهمت بحوار الأديان وما هي أبرز نقاط الخلاف أو تقريب وجهات النظر؟ أبرز ابحاثك تتمحور حول من ولماذا ؟
تنطلق ابحاثي من، من يتعلم يعلمه الله ومن يتصبر يصبره الله ومن يرد الله به خيرا يفقه في الدين، والدين هنا اوسع واشمل في نظري من امور الفقاهه بل لعله كل مايدين الناس به ليكون لديه سعة اطلاع ومعرفه وحجه قويه متينه ومنطق سليم مبني على المعرفه، ولن يفوز بهذا من هو متقوقع داخل محرابه او صومعته ولقد شاهدنا ائمة اهل البيت عليهم السلام وهم يناظرون ويتكلمون في مختلف المسائل حتى اول من قال بنظرية التطور من منظور التصميم الذكي كانوا هم عليه السلام ففي الحديث عنهم ( قبل ادم الف الف ادم) فانطلق مع ابحاثي بحثا عن الحقيقه مستعينا بالله جل وعلا وقرانه وسنة نبيه صل الله عليه واله ومن قاعدة اهل البيت عليهم السلام التي وضعوها لنا وهي العرض على كتاب الله حيث قالوا عليهم السلام( سيكذب علينا كما كذب على جدنا صل اله عليه واله، فاعرضوا ما جائكم عنا على كتاب الله فما وافقه فهو قولنا وما خالفه فاضربوا به عرض الجدار) .
فمن خلال القران الكريم واحاديث اهل البيت عليهم السلام، التي لا تعارض كتاب الله تنطلق ابحاثي المذهبيه وكانت من قبل اثناء تنقلاتي بالطبع تختلف فبين مدرسة الحديث سواء الاخباري الشيعي او بن حنبل وبن تيميه وبن حزم وبين مدرسة الراي لابي حنيفه والمعتزله وبين مدرسة الحديث والراي للشافعي تحركت بي السفن داخل المذاهب الاسلاميه فما وجدت اعظم من هذه القاعدة سالفة الذكر التي وضعها ائمة اهل البيت عليهم السلام.
وانوه ان هذه القاعده يجب ان الا يعمل بها الا من هو متشبع بحديث اهل البيت عليهم السلام وفاهم لمعاريض كلامهم، حتى لا يصبح قرانيا فيرد كل حديث بعقله متحججا بحديث العرض على كتاب الله عز وجل فيصبح بذلك مثل اصحاب التوجه الفكري المتسمون بالقرآنيين، فالفرق بين الظلام والنور شعره ولعلي اميل في مدرسة اهل البيت عليهم السلام الى الجمع بين المدرسة الاخبارية الحديثية والمدرسة الاصوليه كما لا أميل الى التوسع في المجاز لفهم معاني القران الكريم فبعد كل التجارب التي مررت بها بالتاكيد لي طريقتي الخاصة في التعاطي مع النصوص.
وانا بالفعل لدي مقالات عديدة على شبكات التواصل الإجتماعي ولدي قناة يوتيوب خاصة وابحاثي تشمل عدد كبير من الموضوعات الغقهيه والاهوتيه الفلسفيه والتاريخيه والردود على الالحاد والادينية والعلمانية لكن لست متخصصا في مقارنة الاديان خصوصا بين الاسلام والمسيحية والاديان السماويه ولم اقدم عملا في ذلك فلست من رواد هذا الفن واوصي من هم فيه بقوله تعالى ،( ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي أحسن) .
كيف تقيم ابحاثك وأبحاث الآخرين؟ هل تطمح ان تتوج ابحاثك بكتاب ؟
تقييم ابحاثي هو متروك للقراء، واما ابحاث الآخرين فمثل ابحاثي بالتاكيد ليست معصومة فتحتمل الصواب والخطأ وبالعموم انا اشجع الكتابه في كل المجلات وان لا يترك احدا بنات افكاره حبيسة بين خلجات وجدانه فاليترك لها العنان مادامت كتاباته لا تحرض على عنف او كراهية.
وختاما
لست بدعا من الكتاب والمثقفين فطبعا انتوي تدوين ابحاثي في كتب وبالفعل انتهيت من كتب ولم تنشر بعد ولعلي ابعث برسالة من هنا لكل المؤسسات التي تهتم بالفكر والثقافة ان تهتم بجيل الشباب العربي المثقف وتهئ له الفرصة للتعبير عن آرائه وطباعة ابحاثه وعلى الاقل ان تتيح له الفرصة بالتعبير عن ارائه كما فعلت جريدتكم الموقره مع كامل الشكر والتقدير
واسعدني اجراء هذا الحوار معكم و اشكركم من كل قلبي لإتاحة هذه الفرصة لجيل الشباب ان يعبر عن ارائه ومايدور في خلده وبين بنات افكاره.
Comments are closed.