بوتين يهمش أوروبا في محادثات “الناتو”

باريس (عربي times)

قال تقرير لصحيفة ”لوموند“ الفرنسية، إنّ الأوروبيين غاضبون من استبعادهم من المفاوضات المستقبلية بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقلقون بشأن نتائج المفاوضات، التي ستتم تحت ضغط من الكرملين، بينما ينشر الروس أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية.

وأوضح التقرير، أنّ القلق الأوروبي مرده تعمّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ”تهميش“ دور دول الاتحاد الأوروبي في التعاطي مع الأزمة الأوكرانية والتوجه نحو حوار مع الأمريكيين داخل ”الناتو“ بما يُضعف الدور الأوروبي في الحلف.

ومن المنتظر أن تدخل الولايات المتحدة في مناقشات مع روسيا، يومي الـ9 والـ10 من شهر يناير / كانون الثاني الجاري في جنيف، حول أوكرانيا وأمن القارة الأوروبية، وعشية ذلك جرت مفاوضات عن بعد وعلى عجل مع الحلفاء الأوروبيين، وفق التقرير.

وبين أنّ ”السبب الأول للقلق هو إصرار بوتين على إبقاء القادة الأوروبيين خارج المناقشات، ففي الـ18 من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، برر الرجل الثاني في الدبلوماسية الروسية سيرغي ريابكوف هذا التهميش بقوله: ”إذا أشركنا دولًا أخرى فيه فسنغرق كل ذلك في الثرثرة والكلام“، وفق تعبيره.

وقال دبلوماسي أوروبي: ”لقد نجح بايدن في الظهور كمحاور موثوق به مع بوتين، الأمر الذي يقلق الأوروبيين؛ لأنه يؤكد فقط أنهم ليسوا جادين أو مهمين في نظر الرئيس الروسي“، بحسب قوله.

واعتبر تقرير الصحيفة أنّ ”هذا الشكل الثنائي فرضه بوتين، ومن هنا كان اهتمام الأمريكيين باستشارة شركائهم الأوروبيين“، كما تلاحظ ألكسندرا دي هوب شيفر، مديرة مكتب صندوق مارشال الألماني في العاصمة الفرنسية باريس.

وقالت شيفر إن ”الرئيس الأمريكي جو بايدن تعلم دروس الانسحاب السريع للقوات الأمريكية من أفغانستان في صيف عام 2021، الذي تم تنفيذه دون الكثير من التشاور مع الدول الأعضاء في (الناتو)، وكدليل على ذلك تم بناء التسلسل الدبلوماسي القادم بناءً على طلب الغرب، حيث ستستمرّ المفاوضات يوم الأربعاء المُقبل، في بروكسل في إطار أوسع، وبعد مجلس (الناتو) وروسيا ستستمر المناقشات داخل منظمة الأمن والتعاون الأوروبي“.

وذكر التقرير أنه ”في غضون ذلك ستحاول الدول الـ27 التنسيق لتأكيد وجهة نظرها وعدم تهميشها بشكل دائم، حيث من المقرر أن يعالج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القضية من خلال استقباله رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في قصر الإليزيه بمناسبة انطلاق الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي الشهر الجاري“.

ومن المتوقع أيضًا أن تقوم الـ27 بإضفاء الطابع الرسمي على مواقفهم المضادة في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، يومي 13 و14 يناير/ كانون الثاني الجاري.

وأكد التقرير أنّ الأوروبيين أصبحوا أكثر حرصًا على التغلب على خلافاتهم في الرأي فيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا على وجه الخصوص، ويعتبرون أنّ ”هناك وحدة تامة، مهما كانت الحساسيات، حول حقيقة أننا لا نستطيع مناقشة أمن منطقتنا من دوننا“، وفق ما يؤكد مصدر دبلوماسي.

ويوم الثلاثاء الماضي، سافر الممثل السامي للشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى أوكرانيا؛ في زيارة ذات أهمية رمزية قوية، وهي الزيارة الأولى لدبلوماسي أوروبي بالقرب من خط الجبهة في دونباس منذُ عام 2014 وبداية الحرب.

وجاءت زيارة الدبلوماسي الأوروبي بهدف الإدلاء بموقف الاتحاد الأوروبي وإعلان ”دعمه الكامل“ لسلطات كييف، وهناك كرر بوريل أن أي عدوان روسي سيكون له عواقب ”وخيمة“ على موسكو، وقبل كل شيء أصر على أن ”أي نقاش حول الأمن الأوروبي يجب أن يشمل الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا“، بحسب ما نقلته ”لوموند“.

Comments are closed.