واشنطن (عربي times)
كشفت صحيفة ”نيويورك تايمز“ طبيعة العقوبات التي تنوي الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون فرضها على روسيا، في حال قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا، حيث تحشد موسكو ما يقرب من 100 ألف جندي على الحدود مع كييف.
وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته مساء أمس السبت، على موقعها الإلكتروني، أن ”إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاءها يعكفون على إعداد مجموعة من العقوبات المالية والتقنية والعسكرية ضد روسيا، ويقولون إنها ستدخل حيز التنفيذ خلال ساعات من الغزو الروسي لأوكرانيا، على أمل أن يكون واضحاً أمام بوتين الثمن الكبير الذي سيدفع حال عبور قواته الحدود“.
وأشارت إلى أن مسؤولين أوضحوا طبيعة تلك العقوبات في مقابلات مع الصحيفة، وذلك قبل ساعات على بدء سلسلة من المباحثات الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة مع روسيا، غدا الاثنين في فيينا، في واحدة من أخطر اللحظات التي تواجهها أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة.
وأضافت أن ”الخطط التي ناقشتها الولايات المتحدة مع حلفائها خلال الأيام الماضية تتضمن عزل المؤسسات المالية الروسية الكبرى عن التعاملات العالمية، وفرض حظر على التقنية المصنعة أو المصممة من جانب أمريكا، التي يتم استخدامها في الصناعات الاستهلاكية أو الدفاعية“.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الخطط تتضمن تسليح الأوكرانيين المناهضين لموسكو، الذين سيقومون بشنّ ما يشبه حرب العصابات على الاحتلال العسكري الروسي، إذا وصلت الأمور إلى هذه المرحلة.
وأوضحت أنه ”نادراً ما يتم الكشف عن تلك الخطط مقدماً، ولكن مع اقتراب المفاوضات، وكون الحدود الأوروبية عقب الحرب الباردة والوجود العسكري لحلف شمال الأطلسي، (الناتو) في أوروبا، على المحك، فإن مستشاري الرئيس الأمريكي بايدن يحاولون توجيه بوتين إلى ما سيواجهه في الداخل والخارج، على أمل الضغط على قراراته خلال الأسابيع المقبلة“.
وتابعت ”يخشى دبلوماسيون أمريكيون من أن الروس يمكن أن يعلنوا أن مخاوفهم الأمنية لم يتم التعامل معها بالطريقة التي يريدونها، ويستغلون فشل المباحثات كمبرر لغزو أوكرانيا“.
وفي هذا الصدد، أبرزت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يوم الجمعة، التي قال فيها ”يجب ألا يُفاجأ أحد إذا أثارت روسيا موقفاً أو حادثاً ما، وحاولت استخدامه لتبرير التدخل العسكري، على أمل أنه عندما يبدأ العالم في فهم تلك الحيلة، فإن الأوان سيكون قد فات“.
وأضاف بلينكن: ”هذه المرة أوضحنا لروسيا ما ستواجهه إذا استمرت في هذا المسار، ومن بينها الإجراءات الاقتصادية التي لم نستخدمها سابقاً، وعواقب ضخمة“.
ورأت ”نيويورك تايمز“ أن ”هذا التحذير يعتبر اعترافاً ضمنياً بأن رد فعل إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في عام 2014 على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم كان متردداً ومعتدلا، بينما الآن يقول مسؤولون أمريكيون إنهم يحاولون التعلم من أخطائهم في الماضي“.
واستطردت: ”رفض مسؤولون أمريكيون الكشف عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لعزل روسيا عن نظام (سويفت)، الذي ينفذ معاملات مالية عالمية بين أكثر من 1100 بنك في 200 دولة. لكن المسؤولين الأوروبيين يقولون إنهم ناقشوا هذا الاحتمال، وهو أمر رفضت معظم القوى الأوروبية الكبرى وضعه في الاعتبار حتى وقت قريب، خوفاً من رد الفعل الروسي بمحاولة قطع تدفق الغاز والنفط في الشتاء، ولو لفترة قصيرة“.
وأشارت إلى أن العقوبات التقنية سوف تستهدف بعض الصناعات المفضلة لدى بوتين، خاصة صناعة الطيران والأسلحة، التي تعتبر من أكبر مصادر الدخل للحكومة الروسية، وسيكون التركيز على الطائرات المقاتلة الروسية الصنع، والأنظمة المضادة للطائرات، والأنظمة المضادة للأقمار الصناعية وأنظمة الفضاء، والتقنيات الناشئة.
Comments are closed.