واشنطن (عربي times)
رأت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية أن دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا لن يكون عبارة عن نزهة بسيطة لها، بل إنها ستواجه مقاومة عنيفة من القوات الأوكرانية، يمكن أن ترتد سلبياً على موسكو وتصبح متورطة في صراع يتحول إلى مستنقع بالنسبة لها.
ولفتت المجلة في تقرير نشرته أمس الأحد، إلى أنه على الرغم من فورة التهديدات والمحادثات الدبلوماسية الجارية، فإن الأوكرانيين أنفسهم ما زالوا غير مبالين بالأمر.
ونقل تقرير المجلة عن الخبير الأوكراني، فلاديسلاف دافيدزون، قوله إنه ”لا أحد يريد التحدث عن حرب وشيكة، وأن الموقف هو أن أوكرانيا هي في حالة حرب مع روسيا منذ ثماني سنوات، لا شيء جديد حتى الآن“، بحسب تعبيره.
بدوره أشار وزير الدفاع الأوكراني السابق ورئيس مركز استراتيجيات الدفاع في كييف، أندري زاغورودنيوك، إلى أن الغزو لم يحدث بعد، ولا أحد يعرف إذا كان الغزو سيكون واسع النطاق، مضيفا أن ”عدد الجنود الروس المحيطين بأوكرانيا يبلغ 120 إلى 140 ألفًا، وأن موسكو ستحتاج إلى 200 ألف كحد أدنى لغزو واسع النطاق، وقد يكون من الأفضل لها حشد 300 ألف جندي“، على حد تعبيره.
ولفت زاغورودنيوك إلى أن روسيا لم تقم بعد بالأنشطة اللوجستية التي قد تسبق حربًا فعلية، وذلك بعد مشاهدة حركة الجنود الروس والوقود وتركيب المستشفيات المتنقلة.
إجلاء السكان
وذكرت المجلة في تقريرها إلى أنه في كييف، يستعد بعض السكان المحليين لإجلاء عائلاتهم إلى وسط وغرب أوكرانيا في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، ولا يزال الطريق السريع الرئيس الذي يمتد بين كييف ولفيف، في غرب أوكرانيا مفتوحا في هذه المرحلة، مضيفة أنه من غير المتوقع أن يفر الأوكرانيون بشكل جماعي.
وقالت المجلة إن ”الاقتناع بأن الأوكرانيين سينتهون إذا دخل بوتين مرة أخرى بالدبابات والطائرات هو اعتقاد خاطئ، تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن الأوكرانيين سيقاومون، والاحتمال الوارد هو أن أكثر من 50 % من الأوكرانيين سيقاتلون أو يشاركون في مقاومة مدنية إذا غزت روسيا مرة أخرى، وأن 9 % فقط يخططون للسفر إلى الخارج“.
وتابعت: ”يؤكد الخبراء أن الأوكرانيين سوف يقاومون أي توغل، صغيرا أم كبيرا، بشراسة، وربما تخطئ موسكو في تقديرها إذا اعتقدت أن الغزو سيكون نزهة بالنسبة لها“.
ولفتت المجلة إلى تقرير أخير لأجهزة المخابرات البريطانية، يشير إلى أن موسكو تأمل في عزل الحكومة الحالية في كييف واستبدالها بقيادة موالية لروسيا.
وقالت: ”إذا كان الأمر كذلك، فهو خطأ في التقدير أيضاً، ستكشف مثل هذه الخطوة أن موسكو تعتقد أنها تفهم أوكرانيا بشكل أفضل بكثير مما تفعله في الواقع، والحقيقة أن أوكرانيا خضعت لتغييرات هائلة منذ عام 2014، وأي محاولة لتثبيت نظام دمية من شأنها أن ترتد على الكرملين“.
ماذا بعد
ورأت المجلة في تقريرها بأن السيناريو الأكثر احتمالا هو قيام روسيا بغزو أوكرانيا بهجوم سيبراني هائل لقطع الطاقة والاتصال، ثم تقضي على القوات الجوية الأوكرانية وقواتها البحرية الضئيلة، وتدمر أي مخابئ أسلحة رئيسة وإمداداتها من الطائرات بدون طيار.
وختمت بالقول إن ”الهدف بسيط، وهو إجبار الحكومة الأوكرانية على الجلوس على طاولة المفاوضات على ركبتيها، لكن الأوكرانيين سيقاومون، وهذه المقاومة القوية يمكن أن تضمن أن تصبح موسكو متورطة في صراع يتحول إلى مستنقع لها، لذا من الأفضل أن يفكر بوتين في العواقب المحتملة لمغامرة قد تنحرف عن مسارها وتهدد إرثه“.
Comments are closed.