لندن (عربي times)
أدرج نشطاء مرتبطون بالحكومة الأوكرانية عبر موقع Mirotvorets أو بالعربية ”صانع السلام“، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، ضمن القائمة السوداء، بوصفه ”شريكا في جرائم السلطات الروسية“، عقابا له على خطابه الذي ألقاه الأسبوع الماضي بمنتدى دافوس في سويسرا، ودعا فيه كييف الى التنازل عن بعض أراضيه لروسيا في سبيل وضع حد للحرب.
يشار إلى أن موقع Mirotvorets أُنشئ في 2014 كقاعدة بيانات يمكن البحث فيها عمّن يسمون بـ“الإرهابيين الموالين لروسيا والانفصاليين والمرتزقة ومجرمي الحرب والقتلة“.
وتشمل قوائم الموقع خليطا من عناصر وضباط في الجيش الروسي إلى سياسيين غربيين مثل فيكتور أوربان المجري، الذي عارض فرض عقوبات على النفط والغاز الروسيين.
وترجح تقارير أن يكون الموقع الإخباري تابعا لدائرة الأمن الأوكرانية.
واتهم الموقع، الدبلوماسي الأمريكي المخضرم كيسنجر الذي يبلغ من العمر 99 عاما، بـ“نشر روايات الدعاية الفاشية الروسية والابتزاز مقابل اقتطاع الأراضي الأوكرانية“، مشيرا إلى أن هذه الاتهامات تجعله ”شريكًا في جرائم السلطات الروسية ضد أوكرانيا ومواطنيها“.
وكان وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، قال إن أوكرانيا يجب أن تتخلى عن جزء من أراضيها، للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا ينهي حرب الأشهر الثلاثة، محذراً من أن الفشل في إحياء المفاوضات مع موسكو، والاستمرار في استعدائها ستكون له عواقب وخيمة على أوروبا على المدى الطويل.
وطالب كيسنجر بضرورة التوصل إلى اتفاق سلام بين كييف وموسكو في الأشهر المقبلة، خشية أن يتحول الصراع في أوكرانيا إلى حرب عالمية بين الناتو وروسيا، وللقيام بذلك يجب على أوكرانيا على الأقل قبول العودة إلى الوضع الراهن أو التخلي عن مطالبها الإقليمية لشبه جزيرة القرم ومنح الحكم الذاتي لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبية.
وشدد كيسنجر، في حديثه أمام منتدى الاقتصاد العالمي في ”دافوس“، يوم الاثنين 23 مايو (أيار) الحالي، على ضرورة أن يبدأ الجانبان ”مفاوضات في الشهرين المقبلين قبل أن تحدث اضطرابات وتوترات لن يتم التغلب عليها بسهولة“، مشيراً إلى أن الموقف المناسب لأوكرانيا هو أن تكون ”دولة محايدة، لا جزءاً متكاملاً من أوروبا“.
وأكد الدبلوماسي المخضرم أن روسيا كانت جزءاً أساسياً من أوروبا منذ 400 عام، وأسهمت في توازن القوى خلال الأوقات الحرجة التي مرت بها القارة، ولذلك، فإنه يتوجب على الدول الغربية ”تذكر أهمية روسيا وعدم الانغماس في مزاج اللحظة“.
ودعا السياسي الأمريكي، الذي شغل منصب وزير خارجية الولايات المتحدة في عهد الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، وقاد بلاده نحو تدشين علاقات دبلوماسية مع الصين، إلى عدم المخاطرة بدفع روسيا إلى تحالف أوثق مع بكين، معرباً عن أمله في أن يتسم الأوكرانيون بالحكمة حيال هذه القضية.
ويعتبر كيسنجر مدافعا بارزا عن مدرسة الواقعية السياسية للعلاقات الدولية التي تضع المصالح العملية للدول قبل مواقفها الإيديولوجية. وبصفته وزير خارجية الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، كان كيسنجر قد قاد جهود التواصل الدبلوماسي الأمريكي مع الصين خلال السبعينيات، الذي كان يهدف إلى منع بكين من التحالف مع روسيا السوفيتية.
في المقابل، يرفض المسؤولون الأوكرانيون فكرة التخلي عن أراضي بلادهم.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موقف بلاده الرافض مطالب روسيا بالسيطرة على مناطق أوكرانية، داعياً إلى الانسحاب الكامل، واغتنم زيلينسكي الكلمة التي ألقاها أمام منتدى ”دافوس“ الاقتصادي العالمي، ليناشد العالم دعم بلاده بمزيد من الأسلحة وفرض عقوبات ”قصوى“ على موسكو.
Comments are closed.