الإعلام الألماني يشن حملة ضد وزير الدفاع الجديد

برلين (عربي times)

تنهمك الصحافة الألمانية في فحص أرشيف وزير الدفاع الجديد بوريس بيستوريوس، الذي يتسلم منصبه رسميًا غدًا الخميس، بحثًا عن أي هفوة سياسية قد تنطوي على مغازلة لسياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبعد الحرب الأوكرانية، بات الموقف من “العقيدة البوتينية” معيارًا رئيسًا في اختيار سياسيين لمناصب قيادية في الاتحاد الأوروبي.

ولعل هذا الأمر كان من الأسباب التي أجبرت وزيرة الدفاع الألمانية السابقة كريستينا لامبرشيت على الاستقالة، فقد ظهرت في فيديو وهي تتحدث عن الحرب الأوكرانية، بينما تظهر خلفها صور بهيجة للمفرقعات والألعاب النارية خلال احتفالات رأس السنة، كما أثارت انتقادات بإعلانها إرسال خمسة آلاف خوذة، فيما تطالب كييف بأسلحة ثقيلة.

وما أن أعلن الاسم الجديد لوزير الدفاع، حتى سارعت الصحافة إلى نبش أرشيفه، ومدى علاقته بروسيا ورئيسها، ووجدت أن ثمة صلات من نوع ما، لتثير شكوكًا حول مدى قدرته على أداء مهامه دون تشويش.

وأشارت صحيفة “بيلد” الألمانية إلى أن بوريس بيستوريوس كان انتقد سابقًا العقوبات المفروضة على روسيا، وذلك في أعقاب ضم الأخيرة لشبه جزيرة القرم.

ووجدت الصحافة في أرشيفه حوارًا قديمًا أجرته معه صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” عام 2018، إذ قال بيستوريوس، آنذاك، إن العقوبات المفروضة على روسيا تضر بألمانيا، معتبرًا أن ذلك “يجب أن يكون سببًا لمراجعة العقوبات، فإذا لم تحقق هدفها عليك أن تسأل نفسك ما إذا كان قد تم اختيار الأدوات المناسبة”.

وتحدثت الصحافة الألمانية عن لقاءات جمعت بيستوريوس في أوقات سابقة مع دبلوماسيين روس، حيث كان عضوًا في مجموعة الصداقة الألمانية الروسية قبل حلها في أبريل/ نيسان الماضي.

كما قاد البحث الإعلامي إلى تصريحات أشار فيها وزير الدفاع الجديد إلى تدشين توأمة بين مدن روسية وألمانية.

وأشارت صحيفة بيلد إلى أن عددًا من أعضاء فرع ولاية ساكسونيا السفلى للحزب الاشتراكي الديمقراطي (الذي ينتمي له الوزير الجديد) يؤيدون العلاقات الدافئة مع روسيا.

وتساءلت الصحيفة فيما يشبه إنذارًا مبكرًا: “هل عين المستشار أولاف شولتس رجلًا لحقيبة الدفاع يقلل من أهمية التهديد الذي يمثله بوتين؟”.

وما يجعل من الموقف تجاه روسيا أهمية خاصة في حالة بيستريوس، هو أن وزارة الدفاع هي التي تقرر نوعية وكميات السلاح التي ينبغي أن تقدمها ألمانيا لأوكرانيا.

وقال عنه المستشار الألماني أولاف شولتس لدى تعيينه: “بيستوريوس سياسي ذو خبرة كبيرة.. هو بالضبط الشخص المناسب لقيادة الجيش خلال نقطة التحول هذه”، فيما رأت المعارضة بأنه لا يتمتع بالمؤهلات اللازمة.

ومن المقرر أن يتسلم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس (62 عامًا) وثيقة تعيينه من الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير غدًا الخميس، ليؤدي عقبها اليمين الدستورية في البرلمان الألماني (بوندستاغ).

وكان بيستوريوس حتى الآن وزير الداخلية المحلي لولاية سكسونيا السفلى بشمال غرب ألمانيا، والذي ينحدر منها.

وقالت مجلة “دير شبيغل” إن المهمة ستكون صعبة على هذا المسؤول المحلي الذي سيتولى وزارة نادرًا ما حققت نجاحًا.

وذكرت أن “وضع القوات يرثى له والجيش بحاجة إلى الإصلاح أكثر من أي وقت مضى في سياق الغزو الروسي لأوكرانيا”.

وبتعيين بيستوريوس تعود حقيبة الدفاع إلى الرجال، بعد تولي ثلاث نساء هذا المنصب منذ عام 2013.

Comments are closed.