مدريد (عربي times)
أبلغت عمدة مدينة برشلونة الإسبانية آدا كولاو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنها قطعت العلاقات مع إسرائيل “مؤقتا”، وجمَّدت اتفاقية التوأمة مع بلدية تل أبيب، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الخميس.
وتشغل آدا كولاو (48 عاما)، منصب عمدة برشلونة منذ منتصف العام 2015، وهي سياسية يسارية، وتعد أول سيدة تتولى هذا المنصب.
وقال موقع IAS الإسرائيلي لخدمات السفر والطيران، إن مقترحا قدمته أحزاب يسارية وعمدة المدينة آدا كولاو في وقت سابق أفضى إلى تبني القرار أمس الأربعاء، حيث تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي خطابا رسميا من عمدة مدينة برشلونة، شرح ملابسات وأسباب المقاطعة المؤقتة.
قرار مؤقت
وورد في الخطاب، حسبما أفاد الموقع العبري، أنه “في ضوء الانتهاكات الحادة والممنهجة لحقوق الفلسطينيين، قررنا عدم الصمت، ومن ثم سنقطع العلاقات مع دولة إسرائيل بشكل مؤقت”.
ونبَّه الخطاب إلى أن الخطوة “لا تحمل أي نوع من التمييز ضد السكان اليهود، أو مجتمع أو دين ما، إنما جاءت من باب انتقاد الحكومة الإسرائيلية وليس الشعب الإسرائيلي”.
وذكر الموقع أن الإعلان جاء في إطار حملة داعمة للفلسطينيين، ضد سياسات “الأبرتهايد”، وأنه لم يخضع للتصويت أمام المجلس البلدي لمدينة برشلونة الإسبانية.
وتابع الموقع أن حزب كاتالونيا الاشتراكي (PSC)، شريك عمدة برشلونة في المجلس البلدي، أعلن في تعليق على القرار أنه سيضع الملف أمام اجتماع المجلس المقبل، مضيفا أنه ثمة احتمالات بإلغائه.
ولفت الموقع إلى أن “الانتخابات على رئاسة بلدية برشلونة ستنعقد في شهر أيار/ مايو المقبل، وأن عمدة المدينة تكافح من أجل كسب أصوات اليسار المتطرف والجاليات الإسلامية في المدينة”.
هجوم حاد
وكانت عمدة برشلونة قد عقدت أمس الأربعاء، مؤتمرا صحفيا، أعلنت خلاله قطع العلاقات بين المدينة وبين دولة إسرائيل، وكذلك إلغاء اتفاقية التوأمة مع بلدية تل أبيب.
وأصدر الاتحاد اليهودي في إسبانيا بيانا هاجم فيه القرار، جاء فيه أن “قرار عمدة برشلونة لم يصدر من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان أو من أجل السلام، إنّما صدر من منطلق معاداة السامية المتطورة”.
وقالت صحيفة “معاريف”، الخميس، إن “عودة العلاقات أصبحت مرهونة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني”، حسبما ورد في خطاب عمدة برشلونة لنتنياهو.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطاب الذي تسلمه نتنياهو، جاء فيه أيضا أنه “على إسرائيل أن تلتزم بالقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة المختلفة”.
ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليؤور حايات، إعلان عمدة برشلونة بشأن قطع العلاقات مع إسرائيل وتجميد اتفاقية التوأمة مع بلدية تل أببب بـ “البائس”، مشيرا إلى أن القرار “يتناقض تماما مع موقف أغلب سكان برشلونة وممثلي المجلس البلدي”.
قرارات سابقة
ونقلت “معاريف” عن الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية أن القرار “إنّما يدعم المتطرفين والتنظيمات الإرهابية ومعاداة السامية، ويمس بمصالح مواطني برشلونة”.
مضيفا أن “الصداقة بين إسرائيل وبين مدينة برشلونة هي صداقة ممتدة منذ سنوات، وتقوم على ثقافة وقيم مشتركة، وأن قرارا بائسا من هذا النوع لن يمس بهذه الصداقة”.
وتجمع بين تل أبيب وبرشلونة اتفاقيتا توأمة، الأولى العام 1998 والثانية وُقعت العام 2013.
وفي العام 2015 أعلنت جامعة برشلونة المركزية (UAB) عن مقاطعتها لإسرائيل وكافة جامعاتها ومؤسساتها الأكاديمية، وكل المؤسسات التي لها علاقة بالاحتلال، ووافقت على الاشتراك في مبادرة حملت وقتها اسم “أماكن بلا عنصرية”.
وفي العام 2017 صوتت أغلبية أعضاء المجلس البلدي في مدينة برشلونة لصالح قرار يدعو لاحترام حقوق الإنسان، شمل الشركات التي تتعامل مع إسرائيل بوصفها تحتل أرضا فلسطينية.
Comments are closed.