الأرجنتين وجهة سياحية للروسيات الحوامل.. ما القصة؟

بوينس آيرس (عربي times)

تحولت الأرجنتين في أعقاب الحرب الأوكرانية إلى وجهة سياحية غير متوقعة لنساء روسيات حوامل يسافرن إلى البلد البعيد الواقع في أمريكا الجنوبية، بهدف الحصول على الجنسية لمواليدهن الجدد.

وأفادت تقارير متطابقة نقلاً عن مسؤولين في الأرجنتين  بأن “نحو 10 آلاف امرأة روسية حامل وصلن إلى البلاد خلال الفترات الفائتة، بينهن أكثر من 5 آلاف وصلن في الأشهر الثلاثة الأخيرة”.

ووفقاً للسلطات الأرجنتينية، فإن “هؤلاء الروسيات يحرصن على أن يضعن أطفالهن في الأرجنتين حتى يحصلوا على الجنسية الأرجنتينية”.

وتتذرع النساء الروسيات الحوامل بأنهن قدمن إلى الأرجنتين بغرض السياحة، غير أن تقارير نقلت عن فلورنسا كرايغنانو، رئيسة الهيئة الوطنية للهجرة في الأرجنتين، قولها: “في هذه الحالات، اتضح من تتبعهن أنهن لم يأتين بغرض السياحة. وقد اعترفن بذلك فعلاً”.

وأوضحت أن “النساء الروسيات اللاتي قدمن إلى البلاد استهدفن الحصول على الجنسية الأرجنتينية لأولادهن لأنها تمنحهم قدراً أكبر من الحرية والتحرك مقارنة بجواز السفر الروسي”.

ويسمح لحامل جواز السفر الأرجنتيني بدخول 171 دولة بلا تأشيرة دخول، فيما يسمح جواز السفر الروسي لحامله بدخول 87 دولة فقط بلا تأشيرة دخول.

ولوحظ أن النساء الروسيات يغادرن بعد الولادة وتسجيل أطفالهن كأرجنتينيين، علماً أن المولود الذي يحصل على جنسية الأرجنتين يسهم في تسهيل وتسريع وتيرة إجراءات حصول الوالدين على الجنسية أيضاً.

وعزت صحيفة “لا ناسيون” الأرجنتينية، الارتفاع الكبير في عدد الروسيات اللاتي يصلن إلى الأرجنتين إلى الصراع في أوكرانيا وعوامل أخرى.

وقال الصحيفة: “بالإضافة إلى الفرار من الحرب وخدمات الرعاية الصحية في بلادهم، يبدو أن النساء الروسيات ينجذبن إلى الأرجنتين بسبب إمكانية الدخول إلى البلاد بدون تأشيرة وخدمات الرعاية الصحية ذات الجودة العالية ووجود مجموعة متنوعة من المستشفيات”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “سياحة الولادة” تُعد من الممارسات المربحة والمعروفة منذ وقت طويل.

وأضافت أنه “بالرغم من أن مفهوم سياحة الولادة ليس جديداً، لكن عزلة موسكو عن الغرب نتيجة الحرب جعلت الأرجنتين، حيث لا يواجه الروس أي قيود لدخولها، وجهة شهيرة للأسر التي تتطلع إلى منح أطفالها امتيازات الجنسية الثانية”.

وتقدم بعض المواقع الروسية عروضاً متنوعة للأمهات الراغبات في وضع أطفال في الأرجنتين، وتتضمن تلك العروض خطط ولادة مخصصة، وخدمة النقل من المطار، ودروساً في اللغة الإسبانية الرسمية في الأرجنتين، وخصومات على تكلفة الإقامة في “أفضل المستشفيات في العاصمة الأرجنتينية”.

ومع تفاقم مثل هذه الظاهرة، شرعت الأرجنتين في فتح تحقيقات لاحتواء هذه المشكلة التي أنعشت كذلك مافيات تستغل الروسيات.