لماذا لم تصل المساعدات لمتضرري زلزال سوريا ؟

لندن (عربي times)

على رغم إعلان بلدان عدة ومنظمات دولية إرسال مساعدات إغاثية وإنسانية إلى سوريا، على خلفية الزلزال المدمر أخيراً، فإن مؤشرات وصولها بشكل عادل إلى المتضررين مضطربة.

ويرجع الأمر إلى الخلافات السياسية التي تعصف بالأطراف المسيطرة على المناطق المتضررة من الزلزال، لا سيما في شمال غربي سوريا، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة بشقيها، هيئة تحرير الشام، وفصائل الجيش الوطني السوري.

عرقلة المساعدات

من جانبه، أصدر المرصد السوري لحقوق الإنسان بياناً اليوم ، اتهم ، المعارضة والنظام السوري بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.

وقال المرصد “لا يزال سادة القرار في المناطق المتضررة والتي حدثت فيها زلازل مدمرة، يلعبون على الشق السياسي، مستمرين في تجاهل الشق الإنساني بشكل تام”.

وأضاف البيان أن “النظام السوري يمنع دخول المساعدات إلى مناطق المعارضة، وكذلك يرفض وصول قافلة المساعدات القادمة من مناطق الإدارة الذاتية إلى داخل مناطقه في حلب .

وأوضح “كما أن حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام تمنع وصول المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة عبر مناطق النظام السوري، فيما ترفض الحكومة الموقتة التابعة للائتلاف السوري المعارض دخول المساعدات القادمة من مناطق الإدارة الذاتية عبر معبر عون دادات القريب من منبج”.

فتح المعابر

كانت الحكومة السورية الموقتة صرحت، أمس ، بأنها ستلبي نداء الأهالي والعشائر في المناطق الشرقية من سوريا باستقبال شاحنات المساعدات المقدمة من قبلهم “وتقديم كل ما يلزم لضمان إيصالها إلى المتضررين من الزلزال”.

وتزامناً مع ذلك، قررت الإدارة الذاتية، من جانبها، فتح معابرها أمام قوافل المساعدات القادمة من خارج مناطق سيطرتها إلى الأماكن السورية المنكوبة، و”كذلك أمام المبادرات الأهلية والمجتمع المدني بمناطق الإدارة الذاتية مع تقديم جميع التسهيلات حتى خروجها من معابر الإدارة الذاتية”.

وكانت قوافل عدة من المساعدات الأهلية والتابعة للمنظمات الإنسانية والمجتمع المدني العاملة في مناطق شمال شرقي سوريا وصلت إلى معبر أم جلود قرب منبج وتنتظر الإذن بالدخول إلى مناطق شمال وشمال غربي سوريا.

دخول أول قافلة

صباح يوم امس ، دخلت أول دفعة مساعدات إنسانية من معبر أم جلود مقدمة من منظمة أطباء بلا حدود ومؤلفة من شاحنة من إعانات طبية.

وقال الرئيس المشارك لدائرة الإعلام في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا جوان ملا إبراهيم، الموجود في معبر أم جلود لـ”اندبندنت عربية”، إن “شاحنة محملة بالمساعدات تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود عبرت قبل قليل إلى المناطق التي تحتلها تركيا في شمال غربي سوريا، وإنها أول شاحنة مساعدات تعبر من مناطق الإدارة الذاتية إلى مناطق المعارضة السورية”.

وتلت تلك الشاحنة دخول 52 شاحنة مساعدات لمنكوبي الزلزال من معبر أم جلود بمنبج بتسهيل من الإدارة الذاتية، وتحمل الشاحنات مواد إغاثية جمعها أهالي منبج وعشائر شمال وشرق سوريا، وفق ما أعلنته الإدارة الذاتية من خلال موقعها الرسمي.

شكوى التمييز مستمرة

واشتكى متضررون من الزلزال، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التمييز الحاصل تجاه السكان الكرد في تسلم المعونات.

وقال أحد الأشخاص الساكنين في مدينة جنديرس “إخواننا الأكراد منذ حدوث الزلزال لم يتسلموا أي معونات، لا كرتونة معونات، ولا خيمة، وأنا أقول كلمة حق أمام الله”.

وقالت سيدة كردية، من قرى بلدة شيخ الحديد “شيه”، “لا نريد التمييز بين العرب والكرد في المساعدات، لكن الفصيل المسيطر على المنطقة (من دون أن تسميه) يميز في توصيل المساعدات، ووصلت أول أمس السبت شاحنتا مساعدات من جمعية بارزاني الخيرية ووزعت على المساعدات برفقة مسلحي الفصيل، لكن هؤلاء المسلحين جمعوا العرب المقيمين في القرية وأخذوهم إلى مخيم قريب ليسلموا المساعدات الإنسانية فيها”.

وفي السياق ذاته، جدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مطالبته بممارسة الأطراف الدولية الضغط على الجهات المحلية المسيطرة على المناطق من أجل “إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين وضمان عدم التعرض لها من قبل ضعاف النفوس”، على حد تعبير بيانه.

حصيلة الضحايا

لقي أكثر من 4300 شخص حتفهم بينما أصيب أكثر من 7600 آخرين بشمال غربي سوريا حتى أمس الأحد في أعقاب الزلزال المدمر وتبعاته في تركيا المجاورة، التي أعلنت ارتفاع عدد الضحايا إلى 31643 قتيلاً.

جاءت الإحصائية الخاصة بسوريا وفق بيان صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة، الإثنين، في حين أعلن عمال الإنقاذ بشمال غربي البلاد، الخاضع لسيطرة المعارضة، عدداً أقل للوفيات والمصابين يوم الجمعة، لكنهم يتوقعون إعلان عدد أكبر في الساعات المقبلة.

وأحصت السلطات السورية 3581 قتيلاً. وقالت الأمم المتحدة إن هذه الأرقام قد “تتضاعف”.

مرحلة الإنقاذ تقترب من نهايتها

وقال منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث، خلال زيارة إلى سوريا الإثنين، إن مرحلة الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا قبل أسبوع “تقترب من نهايتها”، وإن الحاجة الماسة ستصبح توفير الملاجئ والطعام والتعليم والرعاية النفسية والاجتماعية.

وأضاف غريفيث من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة في شمال غربي سوريا، التي كانت ساحة مواجهة رئيسة في الحرب “الأكثر إثارة للدهشة هنا أنه حتى في حلب التي عانت كثيراً جداً طوال هذه السنوات، تمثل هذه اللحظة أسوأ ما كابده هؤلاء الأشخاص”.

وألحق الزلزال الذي وقع في السادس من فبراير (شباط) دماراً بمساحات شاسعة من شمال غربي سوريا، وهي منطقة قسمتها الحرب الدائرة منذ أكثر من 11 عاماً، لتشمل أراضي خاضعة لسيطرة المعارضة على الحدود التركية وأخرى خاضعة لنظام بشار الأسد.

وقال غريفيث إن الأمم المتحدة ستعمل على نقل مساعدات من مناطق سيطرة الحكومة للأماكن الخاضعة للمعارضة في الشمال الغربي، الذي يمثل خط مواجهة نادراً ما مرت عبره مساعدات أثناء الصراع. أضاف أنه سيتم إطلاق نداءات لتقديم المساعدة لجميع المناطق التي تضررت من الكارثة.

محادثات روسية – سورية

من جانبه، قال الكرملين، الإثنين، إنه على اتصال بالسلطات السورية في شأن تقديم الإغاثة للمناطق المتضررة من الزلزال، وإنه يبحث عن سبل لمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية هناك.

 

Comments are closed.