لوس أنجلِس (عربي times)
كشف بحث جديد مثير للاهتمام أن الجاذبية الأرضية يمكن أن تكون السبب الأساسي لمتلازمة القولون العصبي.
وقال مؤلف البحث الدكتور برينان شبيجل، أستاذ الطب والصحة العامة في مركز “سيدارز سايناي” في لوس أنجليس، إن عدم قدرة الجسم على التحكم وإدارة الجاذبية الأرضية، يمكن أن يفسر سبب إصابة بعض الأشخاص بأعراض القولون العصبي، بما في ذلك آلام البطن والإسهال والانتفاخ والتعرق وسرعة ضربات القلب.
وعن الآثار الفسيولوجية للجاذبية على جسم الإنسان، قال البروفيسور شبيجل إن الجاذبية تعد قوة جوهرية، ولكن نادرًا ما يتم ملاحظة تأثيرها المستمر على الصحة.
وأوضح أن الأمعاء والعمود الفقري والقلب والأعصاب والدماغ تطورت لإدارة الجاذبية، ولكن يمكن أن تواجه فشلًا، فعلى سبيل المثال يمكن أن يؤدي تأثير ضغط الجاذبية على العمود الفقري إلى تقليل مرونة الشخص بمرور الوقت.
وأشار البروفيسور شبيجل إلى أن نظرية الجاذبية الخاصة به تدعم أفكارًا أخرى حول متلازمة القولون العصبي، حيث يمكن أن تتسبب الجاذبية في تحرك الأعضاء للأسفل والانتقال من وضعها الطبيعي.
وأضاف أن محتويات الأمعاء ثقيلة، إلا أن جسم الإنسان مصمم لرفع هذا الحمل بمجموعة من الهياكل الداعمة، وإذا فشلت هذه الأنظمة، تصبح العضلات المحيطة بالأمعاء أضعف، مما يتسبب في حدوث أعراض مثل التشنج والألم ومشاكل العضلات والعظام، وهي من أعراض القولون العصبي.
وقال إن هذه المشكلات الجسدية تؤثر على الحركة الطبيعية للأمعاء، مما يؤدي إلى إبطاء عملية الهضم أو التسبب في زيادة غير طبيعية بالبكتيريا في الأمعاء الدقيقة.
وكان قد تم ربط القولون العصبي أيضًا بوجود مستويات أعلى من السيروتونين في الأمعاء، وهو ناقل كيميائي يساعد في تحسين الحالة المزاجية في الدماغ، ولكنه يساعد على التحكم في الحركة في القناة الهضمية.
وكان بحث نشر عام 2020 وجد أن مستويات السيروتونين في القولون كانت أعلى بعشر مرات لدى مرضى القولون العصبي.
وبناء على ذلك، قال شبيجل إنه ربما تطور السيروتونين جزئيًا لإدارة الجاذبية عبر أنظمة الجسم، فبدون السيروتونين، لن يمكن للأشخاص الوقوف أو التحكم في دوران الدم أو ضخ المحتويات الأساسية ضد الجاذبية، وعندما يكون إنتاج السيروتونين غير طبيعي، يمكن الإصابة بالقولون العصبي والقلق والاكتئاب والألم العضلي الليفي والتعب المزمن.
وأشار البروفيسور شبيجل أيضًا إلى أن هناك طرقًا ممكنة لتطوير علاجات للسيطرة على الجاذبية، حيث إن ممارسة وضعيات اليوجا المقلوبة أو القيام بالتمارين التي تركز على قاع الحوض تقلل أعراض القولون العصبي، كما أن السفر عبر الطائرات أو الغوص أو ركوب الأفعوانيات أو التأرجح يؤدي إلى زيادة الأعراض.
يشار إلى أنه من الصعب تشخيص وعلاج القولون العصبي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الأعراض يمكن أن تختلف من شخص إلى آخر، ويعتبر السبب وراء ذلك غير واضح، حيث أحيانًا ما يتم ربطه بالإجهاد والأعصاب المفرطة الحساسية في القناة الهضمية، كما يرى البعض أنه ناتج عن انحراف الإشارات المرسلة بين الدماغ والأمعاء أو وجود تشوهات في ميكروبات الأمعاء.
ويختلف العلاج أيضًا وفقًا للفرد والأعراض، لكنه يبدأ بتغييرات في النظام الغذائي وهي فعالة بحوالي 70% من الحالات مع بعض الأدوية مثل الملينات ومضادات التشنج.
Comments are closed.