تقنية جديدة للتواصل اللغوي مع الصم البكم

مدريد (عربي times)

صمم باحثون من جامعة “أليكانت” الإسبانية، حديثًا، تطبيقًا ذكيًا لتمييز أبجدية لغة الإشارة وتفسيرها مباشرة، ما يسمح بكسر حواجز التواصل مع الصم في المواقف اليومية.

وطور الباحثون تطبيق Sign 4 all لقراءة لغة الإشارة الإسبانية، في سعيهم لتسهيل حياة عشرات الآلاف من الصم البكم.

وأشار الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة “كومبيوتيشنال إنتلجنس آند نيوروساينس” العلمية، إلى اعتمادهم على أنظمة الرؤية الحاسوبية وتقنيات التعلم لتطوير تطبيق منخفض التكلفة يغني عن استخدام مترجم لغة الإشارة.

وتستخرج الأنظمة الحاسوبية تفاصيل حركة الهيكل العظمي في الساعدين والأيدي، ثم ترمز الجزء الأيسر من الجسم باللون الأزرق والجزء الأيمن باللون الأحمر.

ويمتاز التطبيق بقدرته على ترجمة لغة الإشارة للمستمع، وترجمة الكلمات التي يكتبها المستمع إلى لغة الإشارة بواسطة “أفاتار” افتراضي.

وقالت الدكتورة إيستر مارتينيز، المشاركة في الدراسة: “يمكن استخدام التقنية بسهولة، من خلال تحميل تطبيق ذكي على الهاتف أو الجهاز اللوحي واستخدام الكاميرا لالتقاط الإشارات وترجمتها”؛ وفقًا لموقع تك إكسبلور.

ونجحت التقنية الجديدة بترجمة الإشارات بدقة وصلت نسبتها إلى 80%، ويعمل الباحثون على تطوير نسخة مخصصة للتعامل مع مفردات الحياة اليومية لتفسير جمل كاملة بشكل مباشر.

ويعمل الباحثون على تطوير التطبيق ليصبح قادرًا على التعامل مع لغات الإشارة المختلفة.

تجارب سابقة

في عام 2017، أعلن مبتكرون في الولايات المتحدة عن تطوير قفازات كهربائية تحول لغة الإشارة إلى رسائل نصية تعرض على الهاتف الذكي أو الحاسوب.

وأصبح القفاز الذي طوره مخترعون في جامعة “كاليفورنيا” متداولًا في الأسواق بسعر 100 دولار، وهو مزود بتسعة حساسات على مفاصل الأصابع، تتمدد عندما يحني المستخدم أصابعه، ما يؤدي إلى إنتاج إشارة كهربائية، تعالج بوساطة البرنامج لمعرفة معنى الحركة.

تجربة عربية

وعربيًا؛ نجحت المهندسة السورية خريستينا سمير فياض، في تطوير قفاز إلكتروني أطلقت عليه اسم “صوت البكم” لتحويل لغة الإشارة إلى لغة منطوقة ومكتوبة باللغة العربية.

وتقوم آلية عمل القفاز على بناء قاعدة برمجية معرفية للغة العربية، هي الأولى من نوعها عالميًا، فيما يعتمد الابتكار على تحويل الإشارة إلى مقاطع صوتية تصدر عن الهاتف النقال بعد ربط حساسات القفاز بتطبيق خاص بالهاتف عبر بلوتوث، والأمر كذلك بالنسبة للرسائل النصية.

أما عندما يريد مستخدم القفاز أن يتواصل مع الوسط المحيط به، يرسم الإشارة الموافقة للكلمة المرغوبة، حسب لغة الإشارة، لتتعرف قيم حساسات القفاز على الكلمة عن طريق التطبيق الخاص بالقفاز على الهاتف النقال، بحيث يميز الكلمة الموافقة للإشارة ويحولها إلى مقطع صوتي ونص مكتوب.

وقالت فياض، في حديث لـ”إرم نيوز” إن “فكرة الابتكار نبعت من حاجة مجتمعية، في إطار سعيي لتعزيز دمج ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الصم البكم مع محيطهم الاجتماعي”.

وأضافت: “(صوت البكم) خطوة طموحة أتمنى من خلالها أن أساعد فئة ليست بالقليلة في مجتمعاتنا على عيش حياة متوازنة، ومنحهم فرصة للانخراط في سوق العمل وإتمام تحصيلهم الأكاديمي”.

ويناسب ابتكار فياض لغة الإشارة المعتمدة في العالم العربي، المستندة إلى “القاموس الإشاري العربي للصم” القائم على التعبير بالإشارة بكلمات بدلًا من الحروف.

وتتضمن قاعدة بياناته 755 كلمة من القاموس، وهي الكلمات الأهم والأكثر استخدامًا مع تجاهل كلمات لم تعد مستخدمة، باعتبار أن نسخة القاموس قديمة، 550 كلمة منها يمكن التعبير عنها بيد واحدة، و356 كلمة منها يمكن التعبير عنها بحركة واحدة من القفاز.

وتشير تقارير دولية إلى وجود نحو 350 مليون أصم وأبكم حول العالم؛ يعيش نحو 10 مليون منهم في الدول العربية، وكثير منهم يستخدمون لغة الإشارة للتواصل، لكن عددًا قليلًا جدًا من الأصحاء يفهمون تلك اللغة في الواقع، ما يبرز الحاجة إلى أدوات وابتكارات تردم هوة الاتصال بين العالمين.

Comments are closed.