لندن (عربي times)
أصبحت أضخم خريطة ثنائية الأبعاد للكون أكثر ضخامة بعد تحديث “هائل” أدخله عليها علماء الفلك، وبفضل ذلك أصبح المشروع الطموح لرسم سماء الليل الشاسعة فوق رؤوسنا يضم الآن أكثر من مليار مجرة.
وأطلق فريق من علماء الفلك أضخم خريطة ثنائية الأبعاد للكون بعد إجراء تحديثات ضخمة عليها نتيجة توسع الكون على مدى 12 مليار عام مضت، باستخدام تلسكوبات في أمريكا وتشيلي، رصدت مليار مجرة.
ويتمثل الهدف من هذه الخطوة بمساعدة علماء الفلك على فهم تكوين الكون بشكل أفضل، والذي بدوره يمكن أن يساعدهم بكشف الخصائص الغامضة لما تسمّى “المادة المظلمة” و”الطاقة المظلمة”.
ومصطلح “الطاقة المظلمة” هو عبارة يستخدمها علماء الفيزياء لوصف شيء غامض يتسبب بحدوث أشياء غير عادية في الكون، وفق ما أوردته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ويعد إنشاء خرائط شاملة حتى لأبعد المجرات وأكثرها خفوتًا تعزيزًا لهذا المسعى، وهذا هو سبب أهمية إصدار البيانات العاشر من مسح التصوير القديم لأداة الطاقة المظلمة الطيفية (DESI).
وفي النهاية، يريد علماء الفلك رسم خريطة دقيقة لتاريخ توسع الكون على مدار 12 مليار سنة الماضية.
ومسح DESI هو واحد من 3 مسوح التقطت معًا 14000 درجة مربعة من السماء من نصف الكرة الشمالي باستخدام تلسكوبات في مرصد “كيت بيك” الوطني في أريزونا ومرصد “سيرو تولولو” للبلدان الأمريكية في تشيلي.
أحد الأهداف الرئيسة للخريطة هو تحديد ما يقرب من 40 مليون مجرة مستهدفة للمسح الطيفي DESI لمدة 5 سنوات ، للمساعدة بفهم الطاقة المظلمة الغامضة بشكل أفضل.
ويُعتقد أن هذا “الشيء” غير العادي – أحد الألغاز العظيمة في علم الكونيات – هو قوة غير معروفة تدفع الأشياء بعيدًا عن بعضها بقوة أكبر من الجاذبية وتتسبب بتسارع توسع الكون.
وتشكل الطاقة المظلمة ما يقرب من 70% من الكون، ولكن لا يُعرف أي شيء عنها، لكن، في الأسبوع الماضي، فقط اقترح علماء من “إمبريال كوليدج لندن” تفسيرًا لمصدرها وهي الثقوب السوداء.
لاحظوا المجرات القديمة والكامنة ووجدوا أن الثقوب السوداء تكتسب كتلة بطريقة تتفق معها تحتوي على طاقة الفراغ، أو الطاقة المظلمة.
وتوصل العلماء إلى أنه في الواقع، يتناسب حجم الكون في نقاط زمنية مختلفة بشكل وثيق مع كتلة الثقوب السوداء الهائلة في قلب المجرات.
بعبارة أخرى، يمكن حساب كمية الطاقة المظلمة في الكون بواسطة طاقة فراغ الثقب الأسود، مما يعني أن الثقوب السوداء هي مصدر الطاقة المظلمة.
وبشكل منفصل، اختار الباحثون وراء مشروع DESI أهدافه، ويجري حاليًا مسح طيفي، يأمل الخبراء أن يقدم مزيدًا من المعلومات حول هذا الجزء غير المرئي من الكون.
ويتضمن أحدث إصدار للبيانات المضافة إلى الخريطة ثنائية الأبعاد صورًا للسماء الجنوبية خارج المجرة، خاصة في المناطق البعيدة عن قرص مجرة درب التبانة، والتي تعد مثالية للنظر بعيدًا في الكون.
ومع إضافة هذا المنظر للسماء الجنوبية، فإنه يجعل المساحة الإجمالية التي تم رسمها على الخريطة أكثر من 20000 درجة مربعة، ما يقرب من نصف السماء.
ليس ذلك فحسب، بل تم التقاط الصور في مرشح جديد للأشعة تحت الحمراء يسمح للعلماء بتحديد المزيد من المجرات البعيدة في أقسام مختلفة من سماء الليل لأنها تلتقط طيفًا أكثر احمرارًا مما تستطيع العين البشرية رؤيته.
والشيء العظيم الآخر في هذه البيانات الجديدة هو أنها أصبحت متاحة للجمهور، وهذا يعني أن عشاق علم الفلك والفضوليين يمكنهم الحصول على لمحة عن الكون الهائل من حولنا.
Comments are closed.