يلتف ويولد من جديد.. “فريدي” الإعصار الأطول في التاريخ

لندن (عربي times)

منذ تسميته في السادس من فبراير/شباط الماضي باسم فريدي، لم يكن في بال علماء الطقس أن يكسر هذا الإعصار القوي الرقم القياسي كأطول إعصار يسجل على الكرة الأرضية منذ بدء توثيق السجلات المناخية.

فريدي استمر بدورانه على مدار أكثر من 34 يوما، ليكون بذلك أطول الأعاصير المدارية استمرارا، علاوة على أنه من أقوى العواصف التي تم تسجيلها على الإطلاق في نصف الكرة الجنوبي.

وكسر الإعصار فريدي الرقم القياسي السابق الذي سجله إعصار جون الذي استمر 31 يوما في عام 1994.

ضربة ثانية

وفي ضربته الثانية لليابسة، اجتاح فريدي موزمبيق السبت، مما أدى لمقتل شخص واحد وتدمير أسطح منازل وإغلاق بلدة ساحلية، وذلك بعد أسبوعين من مقتل ما لا يقل عن 27 شخصا عندما وصل هذا الإعصار إلى اليابسة الشهر الماضي.

وقالت فانيا ماسينجو، وهي من سكان بلدة كويليماني الساحلية، في اتصال هاتفي مع وكالة رويترز من منزلها في البلدة الواقعة بإقليم زامبيزيا في وسط البلاد: “صارت البلدة منطقة محظورة، لا توجد متاجر أو شركات مفتوحة. كل شيء مغلق ونحن محبوسون”.

وأضافت: “أستطيع أن أرى بعض المنازل ذات الأسطح والنوافذ المحطمة بينما تغمر المياه الشوارع. إنه أمر مخيف حقا”.

وقالت محطة (تي.في.إم) الحكومية إن شخصا توفي عندما انهار منزله وإن السلطات قطعت الكهرباء تماما في إجراء احترازي. وأضافت أنه تم تعليق جميع الرحلات الجوية.

مسار غير عادي

اتخذ فريدي، الذي أصبح أحد أطول الأنظمة الاستوائية استمرارا في كل العصور، مسارًا غير عادي عبر المحيط الهندي قبل أن يضرب في البداية مدغشقر في 21 فبراير ويشق طريقه إلى موزمبيق.

وكانت العاصفة الاستوائية الشديدة فريدي موجودة في المحيط الهندي لمدة شهر، حيث سافرت أكثر من 4000 ميل بالقرب من إندونيسيا في 6 فبراير قبل أن تسبب في النهاية فوضى في مدغشقر وموزمبيق.

ولم تسلك أي أعاصير مدارية أخرى لوحظت في العقدين الماضيين في هذا الجزء من العالم المسار الفريد عبر المحيط الهندي الذي سلكه فريدي.

وفي عام 2000، اتبع إعصار ليون، المعروف أيضًا باسم إيلين، مسارًا مشابهًا غطى ما يقرب من 7000 ميل على مدار 29 يومًا.

وتمت تسمية فريدي لأول مرة في السادس من فبراير، ثم سرعان ما تمت ترقيته إلى إعصار استوائي شديد من قبل المتنبئين في وقت لاحق في 7 فبراير، مع رياح بحد أقصى 105 أميال في الساعة (169 كم / ساعة)، ما يعادل إعصارًا من الفئة الثانية.

وبقي فريدي فوق المحيط الهندي لما يقرب من أسبوعين، وبلغ ذروته كإعصار استوائي شديد للغاية مع رياح تبلغ 155 ميلاً في الساعة (249 كم / ساعة) في 15 فبراير ثم مرة أخرى في 19 فبراير، وقوته كانت تساوي إعصارًا متطورًا من الفئة 4.

انبعاث بعد الموت

في 20 فبراير، اقترب فريدي من جزر موريشيوس وريونيون. بلغت سرعة الرياح في جبل سيجنال في موريشيوس 95 ميلاً في الساعة (154 كم / ساعة). وتعرضت الجزيرة لفيضانات من العاصفة، وفقًا لوكالة أسوشيتيد برس. وفي ريونيون، فقد حوالي 25000 مشترك خدمات الكهرباء.

في اليوم التالي، حقق فريدي أول ضربة له لليابسة عندما تحركت عينه إلى الشاطئ بالقرب من مانانغاري، مدغشقر. وبحلول 21 فبراير، فقد فريدي بعض قوته حيث انخفض الحد الأقصى لرياحه المستمرة إلى 80 ميلاً في الساعة (129 كم / ساعة). ومع ذلك، كانت التأثيرات على مدغشقر هائلة.

بعد ذلك ضرب الإعصار المميت موزمبيق حيث وصل إلى اليابسة للمرة الثانية جنوب فيلانكولوس، في 24 فبراير، مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية وقتل سبعة على الأقل.

وبعد ذلك فقد الإعصار قوته وتحول لمنخفض بري أثر على جنوب شرق أفريقيا وأوقف مركز التحذير من الأعاصير التحذيرات من فريدي.

ولكن بعد أسبوع من ذلك بقي المنخفض المتبقي من فريدي يواصل حركته من جديد نحو مضيق موزمبيق ليكتسب طاقة جديدة وينبعث من جديد ويتحول إلى إعصار مدمر وجه بالفعل ضربته الثانية لموزمبيق.

 

Comments are closed.