واشنطن (عربي times)
وحسب ما نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، عن المسؤول الرفيع الذي لم تذكر اسمه، أمس الثلاثاء 28 مارس 2023، فإن قرار الولايات المتحدة تغيير مسارات طائرات المراقبة المسيّرة فوق البحر الأسود، يحد من قدرتها على جمع المعلومات الاستخباراتية.
تغيير المسارات
بعد إسقاط روسيا مسيّرة أمريكية فوق البحر الأسود، في 14 مارس الحالي، بدأت الولايات المتحدة تغيير مسار طائراتها المسيّرة فوق البحر الأسود، لتحلق جنوبًا، وعلى ارتفاعات أعلى من السابق.
ووفق ما أفادت شبكة «سي إن إن»، هذا القرار من شأنه أن يجعل الطائرات الأمريكية بعيدة عن المجال الجوي المحيط بشبه جزيرة القرم والأجزاء الشرقية من البحر الأسود.
قدرة محدودة
في هذا السياق، قال المسؤول العسكري الرفيع إن هذا القرار “يحد من قدرتنا على جمع المعلومات الاستخباراتية”، موضحًا أن تحليق المسيّرات على مسافات أبعد، يقلل من جودة المعلومات التي يمكنها جمعها.
وأضاف المسؤول، في تصريحاته للشبكة الأمريكية، أن أقمار التجسس الصناعية يمكنها تعويض ذلك إلى حد ما، لكنها تبقى لوقت أقصر فوق الأهداف، ما يحدّ من فاعليتها مقارنة بمسيّرات المراقبة.
مخاوف أمريكية
في أعقاب سقوط مسيّرة «إم كيو-9 ريبر» الأمريكية فوق البحر الأسود، قال مسؤولون تكرارًا إن الولايات المتحدة ستواصل الطيران في المجال الجوي الدولي، حسب «سي إن إن»، لكن مسارات الطيران الجديدة تجعل الرحلات الجوية أبعد بـ40 ميلًا بحريًا عن الساحل الأوكراني، بدلًا من 12 ميلًا بحريًا، المعترف بها عادةً كحدود المجال الجوي للدول.
وفي هذا الإطار، لفت المسؤول العسكري الأمريكي إلى وجود مخاوف من أنه بمجرد نقل مسارات الطيران بعيدًا عن المناطق القريبة من الساحل الأوكراني، سيكون من الصعب استعادتها وتأكيد حرية الطيران للطائرات الأمريكية، مشيرًا إلى أن البحرية الأمريكية لم تبحر في البحر الأسود منذ ديسمبر 2021.
ما سبب تغيير المسارات؟
في تقرير سابق لـ«سي إن إن»، نقلت الشبكة الأمريكية عن مسؤول قوله إن المسارات الجديدة كانت جزءًا من جهد لـ”تجنب الاستفزاز الشديد”، في الوقت الذي تواصل إدارة الرئيس جو بايدن حرصها على تجنب أي حادثة قد تتصاعد إلى صراع مباشر مع روسيا.
وقال المسؤول إن رحلات المسيّرات ستظل هكذا “في الوقت الحالي”، لكنه أضاف أنه توجد “رغبة” في العودة إلى المسارات القريبة من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
وفي هذا الشأن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاجون)، باتريك رايدر، للشبكة الأمريكية: “نحن لن نناقش مهام أو مسارات أو توقيت العمليات”، مضيفًا أن الولايات المتحدة “تحافظ على قدرة استخبارات ومراقبة واستطلاع قوية في المنطقة وما وراءها”.
ردًا على تقريري «سي إن إن»، رفض وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، تقديم إجابات قاطعة بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل الطيران في نفس المنطقة التي شهدت سقوط المسيّرة، في جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أمس الثلاثاء 28 مارس.
ووفق ما نقلت شبكة «يو إس نيوز» الأمريكية، تلقى أوستن سؤالًا مباشرًا من السيناتور الجمهوري، توم كوتون، عما إذا كانت الطائرات الأمريكية عادت إلى نفس المجال الجوي بعد المواجهة. لكن أوستن لم يرد بإجابات محددة.
وقال وزير الدفاع: “سنحلق في المسارات التي نشعر أنها ضرورية لجمع المعلومات الاستخباراتية”. وعندما طلب السيناتور الأمريكي إجابة قاطعة، كرر أوستن الرد نفسه، ثم أحال الأسئلة الأخرى إلى جلسة مغلقة.
Comments are closed.